«أميركان ايرلاينز» للطيران تتقدم بطلب للحماية من الدائنين

لن يؤثر على هيكل برامجها أو صفقاتها لشراء طائرات ليعيد هيكلة مديونيتها البالغة 29.6 مليار دولار

TT

تقدمت شركة «إيه إم آر»، (AMR) الشركة الأم لشركة «أميركان أيرلاينز» بطلب الحماية من الدائنين وفقا للفصل 11 من قانون الشركات والإفلاس. وقالت الشركة في بيان أصدرته أمس، إنها ستستمر في جدول الرحلات العادي خلال الخطوات التي ستأخذها لإعلان إفلاسها، وإن ذلك لن يؤثر على هيكل برامجها المعتادة، أو صفقاتها لشراء طائرات «إيرباص» و«بوينغ» في بداية عام 2012.

وقال توماس هورتون، المدير التنفيذي للشركة «لقد قرر مجلس الإدارة أنه من الضروري اتخاذ هذه الخطوة لاستعادة الربحية للشركة والمرونة التشغيلية، والقوة المالية». ونفى أي خطط انكماش لعمل الشركة. وأضاف «لدينا عيون كثيرة في ارتفاع أسعار تكلفة التشغيل بالمقارنة مع المنافسين، وأصبح الوضع لا يحتمل الانتظار بسبب عدم اليقين في الوضع الاقتصادي العالمي، وعدم استقرار الإيرادات وتقلب أسعار الوقود، وزيادة التحديات التنافسية».

والفصل 11 هو أحد فصول قانون الإفلاس الأميركي الذي يوفر الحماية للمدنيين، وتلجأ إليه الشركات التي تحتاج إلى إعادة هيكلة ديونها وإعادة تنظيم شؤونها المالية، حتى تتمكن من الاستمرار والاحتفاظ بالكثير من أصولها كبديل عن الفصل 7 في نفس القانون الذي يستدعي تصفية الأعمال. وينظم الفصل 11 خطة سداد المديونيات على الشركة وإعادة تنظيمها في مدة 120 يوما تتوقف خلالها جميع أنشطة الشركة، ويجوز أن تقوم الشركة بإلغاء العقود، وإلغاء قيمة الأسهم المملوكة لها في البورصة، لكن يجب الموافقة على خطة الإفلاس التي يتم تنفيذها من قبل الدائنين. وتقوم لجنة وصاية بالإشراف على تنظيم عملية الإفلاس وسداد المتطلبات ذات الأولوية.

وبتلك الخطوة تحاول شركة «إيه إم آر»، (AMR) التي تعد إحدى الشركات العملاقة في مجال الطيران أن تتجنب الديون الثقيلة عليها، وأن تبدأ عمليات تخفيض للعمالة بعد مفاوضات مرت بها مع النقابات لتخفيض تكاليف التشغيل إلى مستويات تنافسية مع شركات الطيران الأخرى مثل «طيران دلتا أيرلاينز» وشركة «يو إيه إل» وشركة «يونايتد». وقد بلغت خسائر الشركة في العام الماضي 471 مليون دولار، وبلغ إجمالي خسائرها خلال التسعة أشهر الماضية العام الحالي نحو 982 مليون دولار، وانخفض سهم الشركة بنسبة 79% خلال عام 2011.

قالت الشركة في أوراق تقدمها بطلب الإفلاس إلى المحكمة في مانهاتن بنيويورك، أن أصولها بنهاية سبتمبر (أيلول) 2011 تبلغ قيمتها 24.7 مليار دولار، وللشركة استثمارات نقدية قصيرة الأجل تبلغ قيمتها 4.1 مليار دولار يمكن استخدامها في دفع ديون الموردين. وأشارت الشركة إلى أن إجمالي مديونيتها يبلغ 29.6 مليار دولار.

ويشير الخبراء إلى أن عملية إعلان الإفلاس يمكن الشركة من التوقف عن الاستمرار في الخسائر بعد دخولها منطقة الخطر من تراكم الديون لفترة طويلة، وهو الحل العملي الوحيد بعد أن بلغت خسائر الشركة 471 مليون دولار، بينما حققت شركات مثل «دلتا أيرلاينز» أرباحا بلغت 593 مليون دولار وحققت شركة «يونايتد» أرباحا 854 مليون دولار.

وتعود خسائر شركة «AMR» في أسباب كثيرة منها ارتفاع أسعار النفط، وانخفاض كفاءة الأسطول الذي تملكه من الطائرات مقابل الشركات المنافسة، وانخفاض ربحية عقود الإيجار للطائرات، مما أدى إلى تراجع وضعف مكانة الشركة في السوق بعد أن كانت تشغل المرتبة الثالثة في سوق الشركات العالمية، وخصوصا في منافسة اندماج شركتي «دلتا» و«يونايتد أيرلاينز».

ويؤكد الخبراء أن خطوة إعلان الإفلاس لها تأثير على دائني الشركة والموظفين والموردين والمساهمين، لكن ليس لها تأثير على الركاب والمسافرين على متن الخطوط الجوية التابعة للشركة، وقد يكون هناك تخفيض على أسعار التذاكر لجذب المسافرين. وستدخل الشركة في معارك مع النقابات العمالية، حيث تستغني الشركة عن عدد كبير من العمال أو تعيد صياغة عقودهم، مما قد يؤثر على الخدمة التي يحصل عليها المسافرون، وتستخدم الشركة حالة الإفلاس لفرض تخفيضات ضخمة على الأجور والفوائد والمزايا التي يحصل عليها الطيارون والمضيفات والميكانيكيون وعمال الأرض. وأشار الخبراء أنه على المدى الطويل يمكن لشركة «AMR» إلى أن تتمكن من الخروج من مرحلة الإفلاس وتخفيض تكلفة التشغيل مثلما فعلت شركة «دلتا أيرلاينز» و«يونايتد أيرلاينز».

وتخدم شركة «أميركان أيرلاينز» شبكة خطوط طيران في أكثر من 149 بلدا بمتوسط 3300 رحلة يوميا لأكثر من 900 وجهة وتملك الشركة أسطولا من 900 طائرة وتضم شركة «AMR» شركات «أميركان أيرلاينز» و«النسر الأميركي» وشركة «إدفانتج»، وهي إحدى شركات العلامات التجارية لشركة «أميركان أيرلاينز».