مائدة عربية مستديرة لبحث توظيف الشباب ودور رواد الأعمال

المؤتمر العام لـ«يونيدو» بمشاركة 172 دولة

TT

بحضور ومشاركة رؤساء ووزراء صناعة 172 دولة، بدأت صباح أمس جلسات الدورة الـ14 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) بمقرها بالعاصمة النمساوية فيينا. وعقدت الدول العربية على هامش جلسات المؤتمر العام نهار أمس حلقة نقاش تبحث إمكانات وفرص توظيف الشباب في العالم العربي مع تأكيد خاص على تجارب ودور رواد الأعمال في أكثر من دولة.

وكان مدير المنظمة السيراليوني الدكتور كاندي يوموكيلا قد خاطب الجلسة الافتتاحية بخطاب ضاف وموسع داعيا المجتمع الدولي للعمل حقا من أجل ثورة صناعية خضراء توفق بين الأبعاد الصناعية والبيئية والاجتماعية في إطار السعي من أجل تحقيق مبادئ الألفية المتمثلة في درء الفقر والقضاء عليه وتوفير الطاقة للجميع وتنمية اقتصادية خضراء ومستديمة.

إلى ذلك، مضى يوموكيلا مقدما كشفا بما وصفه بإنجازات الـ«يونيدو» التي أكد أن مستقبلها أمانة في يد دولها الأعضاء، دون أن يشير صراحة لما تواجهه الـ«يونيدو» من سياسات معاكسة من بعض الدول المتقدمة التي تقاطعها، ومن أولئك الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وكلاهما قد انسحبت من الـ«يونيدو» التي تدعم الصناعة والتطور في العالم النامي على وجه الخصوص.

هذا وقد واصل يوموكيلا مؤكدا استعداد ومقدرة الـ«يونيدو» على توفير الكثير من المساعدات التقنية والدعم والخبراء والاستشارات والمشاركة لاستحداث تغييرات في الأسس الصناعية واستراتيجياتها لتوطيد مبادئ صناعية جديدة تحل محل ما كان سائدا إبان الستينات ولم يعد مواكبا لعالم اليوم، مطالبا الجميع بطرح التساؤل كيف يتسنى للدول النامية أن تغير من اقتصادها بصورة عملية وحقيقية تناسب عالم اليوم؟ وأشار إلى استحالة أن تظل الدول المتقدمة تتوقع أن تستمر الدول النامية متقوقعة على نفسها تعيش بذات الأساليب البالية، بينما تمضي مسيرة دول أخرى لتحقيق رفاهية شعوبها، مكررا الدعوة للتغيير ليس في مجال السياسات الحكومية والاستراتيجيات فحسب، بل وحتى بالنسبة لسياسات المحال التجارية الكبرى صاحبة السلاسل والأفرع، حاثا إياها على ألا تقبل التعاون والتعامل إلا مع صناعة خضراء تخطط وتهدف ليس للكسب التجاري فحسب، بل تعمل وفق مبادئ وأسس صناعية تهتم بالبيئة وبالإنسان داخل أصغر وحدة صناعية حتى ولو كانت على بعد الآلاف الأميال بعيدا عن أي رقابة.

هذا ولم تغفل «يونيدو» أن تؤكد ما يعتري المسيرة من تحديات وظروف صعبة تتطلب عزيمة وإرادة سياسية قوية، مشيرة للتجارب الناجحة التي وصلت إليها بعض الدول والمؤسسات التي عملت وتعمل وفق رؤى ونهج مرسوم لتحقيق أهدافها.

إلى ذلك، خص مدير عام الـ«يونيدو» العالم العربي بحديث خاص داعيا لتمعن واستيعاب حقيقة أن 50% من العالم العربي شباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و28 عاما، وأنهم ليسوا أي شباب، بل شباب ثائر طموح يطلب وضع أفضل وتنمية مستديمة تناسب وضعه الاجتماعي والتعليمي وطموحاته المستقبلية مما يمثل لكثير من الحكومات معضلة في ظل الأوضاع السائدة، وذلك رغم وجود سياسات اقتصادية وتجارية، كما أكد عدد من وزراء الصناعة العرب قبل أكثر من 5سنوات، مشيرا إلى أن أكثر ما يقلقه كمدير للمنظمة الدولية الأولى التي تعنى بمستقبل الصناعة في العالم هو أن يرى الانشغال بالسياسة وبالانتخابات وتغيير الحكام، رغم أهميته، لا يطغى على ما لا بد أن يسايره من اهتمام المؤسسات المتخصصة بالتنمية، مضيفا أن الشباب وإن كانوا منشغلين اليوم في دول مثل دول الربيع العربي بمن ينتخبون فإنهم سيطلبون غدا ومن الحكومات الجديدة فرص عمل وإنهم لن ينتظروا طويلا.

في ذات السياق، أشار يوموكيلا ردا على سؤال من «الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي عقده نهار أمس إلى أن العالم العربي يزخر بإمكانات وثروات هائلة ومال متوفر يفوق التريليون دولار في دول الخليج وحدها، مؤكدا حقيقة أن كل دولة لن تأمن وتسلم ما لم يسلم ويأمن جيرانها، مشيرا لإمكانية أن تضاعف الدول الخليجية استثماراتها في دول المنطقة حالما اطمأنت كغيرها على ثرواتها، مشيرا إلى أن أي مستثمر يطلب بيئة تحقق له استثمار ناجح ومضمون.