وزير الزراعة الأوكراني لـ«الشرق الوسط»: استثناء الشعير من الضرائب على الحبوب كان «قرارا خاطئا»

أكد أن مشكلة الغذاء والمياه على المستوى العالمي ستتفاقم ما لم تتوحد الجهود

ميكولا بريسيا جنوك وزير السياسة الزراعية والغذائية الأوكراني («الشرق الأوسط»)
TT

كشف ميكولا بريسيا جنوك، وزير السياسة الزراعية والغذائية الأوكراني، أنه سيتم إلغاء ضريبة التصدير على الشعير في 31 ديسمبر (كانون الثاني) من العام الحالي 2011، وأشار الوزير الأوكراني إلى أن الضريبة التي تم فرضها على الشعير أثرت على علاقتنا التجارية مع شركائنا الوثيقين، وخاصة السعودية. وبين أن أوكرانيا مهيأة لتصدير أكثر من 6 ملايين طن من الشعير سنويا، اعتبارا من عام 2013.

وقال في حواره مع «الشرق الوسط» إن زيارته لعدد من المنشآت والمؤسسات الاقتصادية جعلته يرصد بشكل واقعي ملامح التقدم الكبير الذي طال منظومة الزراعة في المملكة، وأوضح أن هناك توجها لتوفير الأراضي الزراعية للمستثمرين السعوديين، وعلاوة على ذلك المعالجة القانونية للمشاريع الزراعية، «وعلى الرغم من بعض القيود على الملكية، فنحن قادرون على دعم المستثمرين للوصول إلى العمل في الأراضي الزراعية».

* ما المعوقات التي تواجه المستثمر الأجنبي في الزراعة على الأراضي الأوكرانية؟

- في إطار عملية الإصلاح والتطوير يظهر كثير من التحديات، بما في ذلك عقبات في مجال الاستثمار، ولهذا السبب فإن وزارة الزراعة بالتعاون مع الحكومة في أوكرانيا تحافظ على الحوار مع المستثمرين لتضمن التعامل بأقصى سرعة ممكنة لمعالجة هذه التحديات.

* ما نوعية التسهيلات التي يمكن أن تقدم للمستثمر السعودي في حال رغبته في الاستثمار الزراعي بأوكرانيا؟

- عندما نتكلم عن الزراعة أود أن نولي اهتماما لتوفر الأراضي الزراعية، وعلاوة على ذلك المعالجة القانونية للمشاريع الزراعية هي الأوفر حظا في أوكرانيا، وعلى الرغم من بعض القيود على الملكية، فنحن قادرون على دعم المستثمرين للوصول إلى العمل في الأراضي الزراعية. وبالنسبة للقطاع الصناعي فأذكر أن لديه بنية تحتية متطورة، ومن جانبنا نوفر جميع الآليات المتاحة لحماية الاستثمارات، تحت مظلة قانون الاستثمار الدولي.

* متى تتوقعون صدور قرار تملك الأراضي بالنسبة للمستثمر الأجنبي؟

- مشروع القانون المتعلق بسوق الأراضي في أوكرانيا قيد النظر في مجلس النواب (البرلمان الأوكراني)، ونتوقع أن يتم اعتماده في غضون عدة أشهر، وسوق الأراضي ستكون جاهزة تماما للعمل.

* هل الاستثمارات الدولية في القطاع الزراعي بأوكرانيا في ازدياد أم انحسار؟

- في تزايد مستمر، وذلك نظرا للاتجاه العالمي العام لتنمية الزراعة، وأيضا بفعل المزايا المناخية في أوكرانيا، وكذلك تجربة الشعب الأوكراني في الزراعة.

* كيف رأيتم القطاع الزراعي في المملكة؟ وما مرئياتكم الخاصة نحو تطويره وتنميته؟

- بعد عدة زيارات للمشاريع الزراعية في المملكة العربية السعودية وجدتها مثيرة للإعجاب، القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية لديه الكثير من الحلول المبتكرة والجريئة، وجميع المنشآت التي تمت زيارتها لديها خطط طموحة تشمل تكثيف التعاون مع الدول الأخرى، بما فيها أوكرانيا.

* ما أبرز أهداف زيارتكم للسعودية؟

- زيارتي للمملكة تعتمد على التجربة الإيجابية الحالية للتعاون بين الشركات السعودية ونظرائها الأوكرانيين، لذلك نسعى معا لتكثيف التعاون القائم وإيجاد البيئة المناسبة لتطوير مشاريع جديدة في المجال الزراعي.

* من خلال تعاونكم وتعاملكم السابق مع القائمين والتجار على القطاع الزراعي بالمملكة؛ كيف تقيمون ذلك التعاون؟

- من دون أي تردد أستطيع أن أصف هذا التعاون بـالمنفعة المتبادلة، ونحن نشعر بالارتياح أن تعاوننا لم يقتصر على التجارة فقط، وأرى أن كلا من الشركات والمسؤولين الحكوميين عازم على تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة.

* كيف يمكن تجاوز أزمة الغذاء وشح المياه في العالم؟

- من الصعب حقا إيجاد حل سهل وبسيط، ومع ذلك أعتقد أنه فقط بالتعاون من أجل الوصول إلى حلول زراعية متطورة نستطيع على الأقل ضمان إمدادات الغذاء، وأشعر أن المحاولات المبذولة من جانب الشركات السعودية في أوكرانيا تتماشى مع هذا المنطق. أما فيما يتعلق بأوكرانيا تحديدا، فهي من خلال منظمة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة بدأت في إنشاء صندوق احتياطي عالمي للحبوب الغذائية، وعلى المدى الطويل يمكن أن يكون ذلك حلا لمواجهة التحديات العالمية.

* تعاملتم مع الكثير من الشركات الزراعية في المملكة، فما أبرز تلك الشركات؟ وكيف تقيمون تعاونكم معها؟

- قمنا بزيارة شركة «المراعي» وشركة «الراجحي»، إضافة إلى الكثير من الشركات الأخرى التي تم التوصية بها من قبل وزارة الزراعة السعودية، ونحن مسرورون أن القطاع الزراعي في المملكة مثير للإعجاب. وتجدر الإشارة إلى أننا نرى هنا نموذجا من الكفاءة في التعاون بين الشركات ووزارة الزراعة السعودية، يشبه إلى حد ما نموذج التعاون بين حكومة أوكرانيا والشركات العاملة في القطاع الزراعي

* ماذا كان الهدف من زيارتكم للشركات السعودية العاملة في المجال الزراعي؟

- الهدف هو تبادل الرأي وبحث آفاق التعاون ووضع خطط لتوسيع نطاق هذا التعاون في المستقبل.

* من بين الشركات التي زرتموها شركة «الراجحي الدولية»، وكما تعلمون فإنها شركة مستثمرة في أوكرانيا؛ فكيف تقيمون أنشطتها وتعاملاتها في أوكرانيا؟

- نحن نشجع الخطط الطموحة التي تنتهجها شركة «الراجحي» الدولية بشأن الاستثمار في أوكرانيا، ونأمل أن تكون أنشطتها المثال النموذجي لمشاريع استثمارية أخرى من المملكة العربية السعودية.

* لماذا تم فرض ضريبة على الشعير، واستثني عن باقي الحبوب، علما بأن المملكة أكبر مستورد للشعير من أوكرانيا؟

- بشكل عام تم إدخال ضرائب التصدير على الحبوب استنادا إلى توصيات الخبراء الدوليين بشأن زيادة العائدات إلى ميزانية الدولة، لكننا بتنا الآن نفهم أنه قرار خاطئ، ولهذا السبب ألغيت رسوم التصدير كجزء من حل وسط تم التوصل إليه، ما يعني أن ضرائب التصدير ستلغى عن الشعير فقط في 31 ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي 2011م، وأنا آسف حقا لهذا، حيث أثر هذا الحل الوسط على علاقتنا التجارية مع واحدة من شركائنا الوثيقين، وأعني المملكة العربية السعودية، لكنني على يقين أننا معا سنتخذ التدابير اللازمة لتفادي هذه الأخطاء في المستقبل، ويمكن أن يكون مثالا على مثل هذه التدابير التخطيط طويل المدى للعمليات التجارية.

* كم حجم الشعير الذي تخصصه أوكرانيا للتصدير إلى دول العالم؟ وكم نصيب السعودية منه؟

- أوكرانيا مهيأة لتصدير أكثر من 6 ملايين طن من الشعير سنويا اعتبارا من عام 2013، وتصدير ما يصل إلى 37 في المائة حجم الصادرات العالمية، وفي في عام 2010 تم تصدير نحو 2.7 مليون طن إلى المملكة العربية السعودية، وخلال التسعة أشهر الأولى من عام 2011 قمنا فعليا بتصدير 1.4 مليون طن (مليون وأربعمائة ألف طن) إلى المملكة العربية السعودية.

* يتداول كثيرا أن بعض الدول مُنحت أراضي زراعية بأوكرانيا؛ فمن منح هذه الأراضي؟ وهل الحكومة أو الأقاليم لديها أراض لها حرية التصرف فيها وصلاحية منحها؟

- ليس هناك حاليا مشاريع قائمة لمنح الأراضي على أساس دولة إلى دولة أخرى، وعندما يكون هناك مثل هذه الأخبار فإنها تكون عادة عن الإقراض أو تأجير الأراضي لشركات أجنبية، فالدولة والسلطات المحلية لديها بعض الأراضي تحت ملكيتها، ولها صلاحية تأجيرها للصالح العام للدولة، لكن عادة تكون الأراضي مملوكة لأفراد. وحاليا المشغل الوحيد للأراضي المملوكة للدولة هي شركة الحبوب والأغذية الحكومية وصندوق أراضي الدولة.

* ما العوامل التي أسهمت في تطور القطاع الزراعي الأوكراني؟ وما دور التقنيات الحديثة في هذا المجال؟

- كما ذكرت، الأحوال المناخية؛ فلدى أوكرانيا 6 مناطق مناخية مختلفة، وتلك الأجواء المميزة توفر مجموعة واسعة من الفرص المتاحة للزراعة، إضافة بالطبع لنوعية التربة، التي تعد واحدة من أفضل الترب الزراعية في العالم.

* ما الأسباب الرئيسية التي جعلت أوكرانيا تتصدر قائمة مصدري الشعير العالمية؟ وما أسباب اهتمامكم بالتميز في زراعة الحبوب بوجه عام؟

- منطقة البحر الأسود هي المنتج الأساسي التقليدي والمورد للشعير في العالم، والظروف الأوكرانية الزراعية التي تم وصفها سابقا تمكننا من تحسين إنتاج الشعير، كما تجعلنا أيضا نعمل، وبشكل مستمر، على زيادة رقعة المناطق المزروعة، ورفع كفاءة الإنتاج.