«ستاندرد آند بورز»: لا بد من إجراءات أوروبية إضافية قبل «نفاد الوقت»

الرئيس الألماني ينتقد طريقة معالجة مجموعة العشرين للأزمة

TT

قال كبير الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز» أوروبا، أمس، إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من اجتماعات القمة لحل مشكلات ديونه، وإن الوقت ينفد، لكن اتفاق الأسبوع الماضي خطوة كبيرة لحل «أزمة الثقة».

وقال جان ميشال سيكس، خلال مؤتمر للأعمال في تل أبيب: «دعونا لا نرفع سقف التوقعات أكثر من اللازم، فسيكون هناك مزيد من اجتماعات القمة.. الوقت ينفد ولا بد من تحرك على جانبي المعادلة، أي على الصعيد المالي والنقدي».

وقال إن الوكالة التي وضعت تصنيفات 15 دولة من دول منطقة اليورو قيد المراقبة لخفض محتمل قبيل قمة الجمعة، أرادت أن تبعث برسالة قوية مفادها أن الدول تواجه مخاطر كبيرة لركود ضخم وأزمة ائتمان في العام المقبل.

وقال: «من المرجح أن تكون هناك صدمة أخرى قبل أن يصبح الجميع في أوروبا على نفس مستوى الفهم؛ كأن يواجه بنك ألماني كبير صعوبات في السوق.. عندها سيكون هناك إدراك بأن الجميع في نفس القارب، وأنه حتى المؤسسات الألمانية قد تصل إليها العدوى».

فيما انتقد الرئيس الألماني كريستيان فولف الجهود التي تبذلها مجموعة الدول العشرين لاحتواء الأزمة المالية العالمية، وقال إن تلك الجهود محدودة للغاية ولم تحقق سوى القليل.

وأضاف فولف أن قادة مجموعة العشرين أخفقوا في قمتهم في فرنسا الشهر الماضي في إحراز تقدم يحتاجه العالم بشدة، مشيرا إلى تنظيم القطاع المالي ووضع توجيهات صارمة لأنشطة البنوك الكبرى كأمثلة على فشل المجموعة. وقال فولف في كلمة أمام رجال الأعمال اليوم الاثنين خلال زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «الوسائل التي جربت حتى الآن متواضعة للغاية قياسا إلى المشكلات التي سببتها الأزمة». ويزور فولف بصحبة وفد من سياسيين ورجال أعمال دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار جولة في دول خليجية. ويتولى الرئيس الألماني منصبا شرفيا ذا تأثير مباشر ضعيف، على سياسة الحكومة لكنه تحدث علنا هذا العام مع تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو، وتساءل في أغسطس عن مدى قانونية برنامج شراء السندات للبنك المركزي الأوروبي.

وقال فولف إن الثقة تآكلت في أسواق المال العالمية بفعل تفاقم الديون والاختلالات الاقتصادية، وضعف القدرات التنافسية في عدد من الدول. مضيفا أن المشكلة لا تقتصر فقط على أوروبا. وتابع: «فيما يتعلق بمجموعة الدول العشرين والمسؤولية العالمية، أيضا أناشد الجميع بذل مزيد من الاهتمام من أجل تنمية اقتصادية وأوضاع مالية قوية ومستدامة».

وأضاف أنه مع قيام أوروبا بإصلاح اقتصادها ستعول برلين على دولة الإمارات الغنية بالنفط كمستثمر رئيسي في ألمانيا. لكنه لم يطلب علانية من الإمارات أو من دول خليجية أخرى المساهمة في مساعدات إنقاذ لأوروبا.

واتفق قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم في بروكسل يوم الجمعة على أن تقدم دول منطقة اليورو ودول أخرى قروضا ثنائية بما يصل إلى 200 مليار يورو (270 مليار دولار) لصندوق النقد الدولي لدعم موارده للتصدي لأزمة ديون المنطقة.

وتراجع اليورو أمس بحسب «رويترز»، ومن المتوقع أن يتعرض لضغوط مع اقتراب نهاية العام، بعد أن اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على تعميق التكامل الاقتصادي، لكنهم لم يتوصلوا إلى خطة مقنعة للتعامل مع أزمة تمويل تقوض استقرار منطقة اليورو. وقررت دول الاتحاد الأوروبي فضلا عن بريطانيا تحديد قواعد أكثر صرامة للميزانيات في منطقة اليورو، وتقديم قروض ثنائية تصل إلى 200 مليار يورو إلى صندوق النقد الدولي للتعامل مع الاضطرابات.