السعودية تدرس مشاريع توسعة لأنفاق منطقة المشاعر المقدسة بتكلفة 133 مليون دولار

الكشف عن صرف 8 مليارات دولار على مشاريع غرب المملكة

TT

كشفت السعودية عن دراسة تقوم بها وزارة الشؤون البلدية والقروية في مشروع لتوسعة الأنفاق في المشاعر المقدسة الواقعة بالقرب من مكة المكرمة، من خلال توسعة الأنفاق الحالية، وإنشاء نفق جديد بقيمة تقارب 500 مليون ريال (133 مليون دولار).

وأفصح الدكتور حبيب زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، عن عدد من الخطط المستقبلية خلال عام 2012 في المشاعر المقدسة تتضمن مشاريع في المشاعر الثلاثة: عرفات ومزدلفة ومنى، تتضمن مشروع تطوير محطات القطار، مشيرا إلى أن ما تم صرفه عن طريق الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية يقدر بنحو 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) على مشاريع المشاعر المقدسة في مكة المكرمة منذ 16 عاما إلى الوقت الحالي. وأضاف زين العابدين، الذي كان يتحدث على هامش منتدى البنية التحتية السعودي في محافظة جدة (غرب السعودية): «هناك ربط نفقين بين منطقة الجمرات والشعبين التي تقع شمال المشاعر، ويوجد بها 500 ألف حاج يأتون عن طريق نفقين (عودة وقدوم) يشهدان ازدحاما شديدا في أوقات الذروة، وتمت دراسة عمل توسيع الأنفاق وإضافة نفق بما يقارب 500 مليون ريال (133 مليون دولار) يوصلهما مع جسور بالدور الثالث».

وحول حجم الإنفاق الذي قدمته وزارة الشؤون البلدية والقروية بيَّن زين العابدين أن «ما تم صرفه عن طريق الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية في الوزارة منذ 16 سنة إلى الوقت الراهن على مشاريع المشاعر المقدسة 30 مليار ريال (8 مليارات دولار)».

كما توعد وكيل الوزارة بإنهاء مشروع المرحلة الثانية في المشاعر المقدسة للقطار خلال عامين، في حال موافقة وزارة المالية على التمويل.

ونيابة عن الأمير منصور بن متعب، وزير الشؤون البلدية والقروية، افتتح أول من أمس الدكتور هاني أبو راس، أمين محافظة جدة، في مركز جدة للمنتديات والفعاليات معرضا دوليا متخصصا لمشاريع البنية التحتية وتخطيط المدن والنقل والمواصلات، وأكد أن هناك عددا كبيرا من المشاريع ستفتتح خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، موضحا أن مشاريع أمانة جدة مجتمعة تفوق ملياري ريال (500 مليون دولار).

هذا وقد بدأت أمس أولى جلسات منتدى ومعرض البنية التحتية السعودي، حملت عنوان «التخطيط الاستراتيجي، المشاريع، وتطوير البنية التحتية» وترأسها وسام أبو غانم نائب الرئيس في «سي آر إيه» الدولية، وتحدث الدكتور حبيب زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، في ورقته حول «مشروع تصريف الأمطار الغزيرة في المشاعر المقدسة» واستعرض خلالها مسيرة مشروع خط قطار المشاعر المقدسة والإنجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين على الرغم من العمر الزمني لإنشائه، كما تطرق بالأرقام والإحصاءات عن خط قطار المشاعر المقدسة وما حققه في عدد الركاب، مؤكدا دعم الوزارة للمقاولين في تنفيذ المشاريع الضخمة.

وأكد زين العابدين، خلال حديثه، أن المشاريع اشتملت على 3 أقسام رئيسية، الأول متعلق بالسيطرة على الحرائق، كان أسوؤها في حج عام 1996 ومنذ ذلك الوقت تم احتواء الموقف ولم تقع حوادث مماثلة.

وزاد: «أما المشروع الثاني فهو الخاص بالهدي والأضاحي، فقد تمت إقامة أكبر مجزرة أغنام في العالم، كما تم الاتفاق مع البنك الإسلامي للتنمية لتوزيع الأضاحي على أكثر من 52 دولة إسلامية، ويختص المشروع الثالث برمي الجمرات، فقد تم تحويل جسر الجمرات إلى منشأة متكاملة من خمس طبقات، إضافة إلى طابق تحت الأرض، تستوعب جميعها أكثر من نصف مليون حاج في المرة الواحدة».

كما تطرق وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى مشروع قطار المشاعر، وهو الأحدث، وتم تنفيذ المرحلة الأولى منه، وقد أمكن تقليل عدد المركبات والحافلات إلى النصف ويتم العمل في الوقت الحاضر على الاستغناء عنها بالكامل، بينما أكد أنه في حالة الانتهاء من ثلاثة مسارات من القطار سيمكن نقل عدد يصل إلى 4 ملايين حاج بسهولة ويسر بين المشاعر الثلاثة (منى وعرفات ومزدلفة).

من جهته، أوضح المهندس ماجد المُقلا، نائب الرئيس لإدارة المشاريع في «أرامكو السعودية»، أن الدروس المستفادة من خبرات «أرامكو السعودية» أكبر شركة نفط في العالم، في مشاريع البنية التحتية في مناطق التنقيب عن الغاز والنفط يمكن أن يُستفاد منها في مجالات إنشاء الطرق وتطوير المدن.

وتطرق المُقلا إلى 4 مشاريع رئيسية هي: حقل الشيبة وخريص ومَنيفة والمشروع الرئيسي لنظم الغاز، مؤكدا أهمية التخطيط المدروس في تنفيذ أي مشروع لتحقيق أفضل النتائج له، وذلك بتعاون جميع الأطراف المعنية من مقاولين وموردين وشركات مساندة.

وأكد المُقلا أنه لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة ومشتركة للمشروع وفق منهجية منتظمة تؤدي إلى نتائج إيجابية وبنَّاءة تسهم في تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، مشددا على أهمية العزيمة والإصرار على مواجهة التحديات واستشراف المستقبل.

واختتم المُقلا ورقة عمله بأن «أرامكو السعودية» وخبراتها التراكمية تسهم في تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني، منوها بجهود الكوادر الوطنية ودورها الطليعي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة إلى الأمام.

إلى ذلك، تحدث طارق الشهيب، مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتطوير الإداري في هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية، وديفيد ولتش، نائب رئيس مؤسسة «بتشتل»، حول أهمية الجودة في مشاريع البنية التحتية وأهمية التخطيط الاستراتيجي لأي مشروع كعنصر أساسي في تنفيذه.