استطلاع: متوسط سعر «برنت» سينزل إلى 105 دولارات في 2012

منخفضا من مستوى قياسي قرب 111 دولارا في 2011

من بين العوامل النزولية التي تواجهها أسعار النفط أزمة الديون الأوروبية («الشرق الأوسط»)
TT

أظهر استطلاع أجرته «رويترز» أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 105 دولارات للبرميل العام المقبل، منخفضا من مستوى قياسي مرتفع قرب 111 دولارا هذا العام.

وخفض ربع المحللين توقعاتهم مقارنة مع استطلاع مماثل قبل شهر بسبب مخاوف من تداعيات أزمة ديون منطقة اليورو على النمو الاقتصادي. لكن المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يعتقدون أن أسعار النفط ستظل مرتفعة نتيجة مخاوف بشأن الإمدادات من العراق وكازاخستان، واحتمال تراجع الصادرات الإيرانية بسبب تشديد العقوبات الغربية. وتستمد الأسعار دعما أيضا من انخفاض المخزونات وقوة الطلب على وقود الديزل.

وقال ديفيد ويتش من «جيه بي سي إنيرجي» للاستشارات في فيينا «نتوقع أن ينال ركود طفيف في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية العام المقبل من الطلب وبالتالي الأسعار». وأضاف «رغم ذلك من المحتمل بالتأكيد صعود أسعار النفط في ضوء الأجواء السياسية التي ما زالت مضطربة». ومن بين العوامل النزولية التي تواجهها أسعار النفط أزمة الديون الأوروبية وعودة إنتاج الخام الليبي وضعف الطلب العالمي على البنزين والنافتا.

وخلص الاستطلاع الشهري الذي شمل 32 محللا ومستشارا إلى أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 105.20 دولار للبرميل في 2012 انخفاضا من 110.90 دولار للبرميل منذ بداية 2011 حتى الآن. والمتوسط الجديد أقل بواقع 1.80 دولار عن المستوى المتوقع في استطلاع نوفمبر (تشرين الثاني) البالغ 107 دولارات للبرميل. وتجاوز برنت 107 دولارات بقليل أمس الأربعاء.

واظهر الاستطلاع أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 97 دولارا للبرميل في 2012، ارتفاعا من 96.50 دولار في استطلاع الشهر الماضي. وبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 94.90 دولار للبرميل منذ بداية 2011 وحتى الآن. وأبقى 22 من 32 محللا شملهم الاستطلاع توقعاتهم كما هي هذا الشهر، لكن سبعة محللين خفضوا توقعاتهم.

وقال جوليان جيسوب، من «كابيتال إيكونوميكس «نتوقع مزيدا من الضعف في الأسعار في 2012 بسبب تضافر الطلب العالمي الضعيف وتلاشي كوابح للإمدادات وانخفاض شهية المخاطرة واستمرار تعافي الدولار الأميركي». وخفضت منظمة «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما لنمو الطلب في ديسمبر (كانون الأول)، بسبب مخاوف من تدهور التوقعات الاقتصادية. وذكرت «أوبك» أن إجراءات التقشف في منطقة اليورو واقتصادات متقدمة أخرى قد تضعف الاستهلاك في الهند والصين.

وقال فرانك شالنبرغر، من «إل بي بي دبليو» الذي يتوقع أن يبلغ متوسط برنت 90 دولارا للبرميل «ارتفاع المعروض نسبيا وانخفاض الطلب دون المتوقع يعنيان أن الأسعار ستنخفض أكثر». وبلغ «برنت» أعلى مستوياته في العام الحالي عند 127.02 دولار للبرميل، نتيجة توقف الإمدادات من لييبا بسبب الاضطرابات، لكنه دون أعلى مستوياته على الإطلاق الذي سجل في أغسطس آب 2008 عند 147.50 دولار.

والأسعار مرشحة للصعود نظرا للمخاوف بشأن الوضع السياسي في كازاخستان والعراق وإيران. ففي كازاخستان، نظم المئات من عمال النفط احتجاجات في منطقة جاناوزين المنتجة للنفط في غرب البلاد، بعد مقتل 15 شخصا على الأقل في أعمال شغب، مما يزيد الضغط على الرئيس نور سلطان نزارباييف لتخفيف قبضة نظام حكمه السلطوي.

وسلطت الاضواء على العراق نتيجة مخاوف من اشتعال صراع طائفي بين السنة والشيعة والأكراد في البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية. وبعد ساعات من مغادرة آخر القوات الأميركية، أصدر رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي أمرا باعتقال نائب الرئيس السني طارق الهاشمي. وقال ويتش من «جيه بي سي إنيرجي»: «الوضع في العراق غامض بصفة خاصة لأن انسحاب القوات الأميركية قد يؤدي إلى تصاعد الهجمات التخريبية على البنية التحتية النفطية».

وتمثل إيران عامل خطورة، إذ إن الغرب يدرس فرض مزيد من العقوبات عليها، ومن المنتظر أن يصدر الاتحاد الأوروبي قراره بشأن فرض حظر على إيران في يناير (كانون الثاني). وفرض الكونغرس الأميركي عقوبات على البنك المركزي الإيراني. وقال جيسوب «التوترات مع إيران تنطوي بوضوح على مخاطرة على الجانب الصعودي، لكن من المستبعد أن يخاطر الغرب بصعود آخر للأسعار، لا سيما حين تكون التوقعات الاقتصادية ضعيفة بالفعل». وخلص الاستطلاع إلى أن متوسط العلاوة السعرية لخام برنت فوق الخام الأميركي سيبلغ 8.20 دولار للبرميل العام المقبل، بانخفاض حاد عن متوسط بلغ 15.7 دولار منذ بداية 2011 حتى الآن.

وارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت دولارا واحدا إلى 107.73 دولار للبرميل أمس الأربعاء، مدعومة ببيانات اقتصادية أحيت الآمال في نمو الطلب في الولايات المتحدة، وأشارت لانحسار حدة التوتر في أوروبا. وارتفعت المعنويات في الأسواق المالية بعد أن حصلت البنوك على 489 مليار يورو من خلال الطرح وهو مبلغ أكبر من المتوقع.

وعزز هذا العطاء الناجح للمركزي الأوروبي التفاؤل، بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع معدل البدء في إنشاء المساكن الجديدة وتراخيص البناء في الولايات المتحدة في نوفمبر إلى أعلى مستوى في عام ونصف العام.

وزاد خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» 22 سنتا إلى 106.93 دولار للبرميل، بحلول الساعة 11.52 بتوقيت غرينتش، بعد أن حقق أكبر زيادة يومية بالنسبة المئوية منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) أمس الثلاثاء، لتجري تسويته مرتفعا 3.09 دولار. وصعد الخام الأميركي الخفيف 26 سنتا إلى 97.50 دولار للبرميل.

وقال مايكل هيوسون، المحلل لدى «سي إم سي ماركتس»: «التمويل منخفض التكلفة من البنك المركزي الأوروبي دعم أسواق الأسهم»، مضيفا أن مكاسب الأسهم عززت بدورها أسواق الأدوات المنطوية على مخاطر. وتابع «لكن العوامل الاقتصادية الأساسية لا تدعم صعود الأسهم».

وقال مكتب الإحصاءات الإيطالي إن اقتصاد البلاد انزلق إلى حالة ركود قد يطول أمدها، وتوقع محللون هبوطا حادا في الربع الأخير من العام ومزيدا من الانكماش بعد ذلك مع تراجع الطلب المحلي.