لاغارد.. أناقتها أكسبتها شهرة أكثر من منصبها على رأس صندوق النقد الدولي

اكتسبت سمعة جيدة من حيث استقامتها ومهاراتها

كريستين لاغارد لدى زيارتها للعاصمة النيجيرية أبوجا في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري (أ.ب)
TT

أمضت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ستة أشهر مليئة بالاضطرابات في مهامها الجديدة، ما بين أزمة الديون في أوروبا وتباطؤ الاقتصاد العالمي، غير أنها تعلم أن ما ينتظرها أصعب. ورغم السمعة الجيدة التي اكتسبتها خلال فترة قصيرة فإن أناقتها أكسبتها شهرة أكثر من منصبها.

ولم يتسن لكريستين لاغارد الوقت لالتقاط أنفاسها منذ وصولها إلى واشنطن مباشرة من باريس مع بداية الصيف. ولم يكن من السهل بالنسبة لها أن تتميز بمواقفها، خصوصا أن تأخذ مسافة من زملائها الأوروبيين السابقين، حيث كانت وزيرة الاقتصاد الفرنسية السابقة لا تزال قريبة منهم عندما رحبت في 21 يوليو (تموز) الماضي في ختام قمة لرؤساء دول وحكومات منطقة اليورو في بروكسل بفكرة أن تطلب اليونان قرضا أكبر من صندوق النقد الدولي، لكن الأمر ليس واردا اليوم.

وفي أغسطس (آب) اتخذت موقفا معاكسا للأوروبيين بتأكيدها أن مصارف القارة «بحاجة لإعادة رسملة بشكل عاجل». وبقي ذلك التصريح ماثلا في الأذهان، وأثار انتقادات في بروكسل ولندن وباريس وفرانكفورت وبرلين ومدريد. وقال مصدر قريب من الصندوق إن «العقد الأساسي أكد وجود مشكلة. وصندوق النقد الدولي كرر الرسالة في المجالس الخاصة منذ أشهر لكنه لم يلق آذانا صاغية» من قبل.

ولاغارد اليوم هي من أكثر الأصوات صراحة بشأن مشكلات منطقة اليورو. وفي آخر تصريحاتها هذا العام، اعتبرت أن اتفاق قمة الاتحاد الأوروبي في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي «لا يتضمن تفاصيل كافية بشأن الجوانب المالية، ومعقد جدا حول المبادئ الأساسية». ورأى كلاوديو لوزر، المدير السابق لدائرة الأميركتين في صندوق النقد الدولي، أن لاغارد «كانت أكثر تشددا تجاه أوروبا من دومينيك ستروس - كان» الذي خلفته على رأس الصندوق، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب).

وفي واشنطن، أثارت صراحتها الإعجاب، وظهرت بين الشخصيات «الأكثر أناقة» في «فانيتي فير»، وهي تمارس «اليوغا» في منزلها، كما تابعتها في إحدى الأسواق الباريسية محطة التلفزة الأميركية «سي بي إس». وقد اكتسبت المحامية السابقة سمعة جيدة من حيث استقامتها ومهاراتها.

وقال كولن برادفورد، الخبير الاقتصادي في مؤسسة بيترسون في واشنطن بخصوصها «أعتقد أنها قامت بعمل رائع. ففي مواجهة الأزمة الأوروبية كانت الظروف تفرض أن يكون صندوق النقد الدولي داعما في الكواليس أكثر منه فاعلا في الخط الأول. وهذا ما حصل». وأضاف في معرض رده على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية «كانت قيادية فاعلة. إنها جدية وحذرة جدا في مواقفها». ويشيد اتحاد خبراء الاقتصاد الذي لا تنتمي إليه، على مرونتها الفكرية وقدرتها على جمع وجهات النظر، لكن معتقداتها الشخصية لا تزال لغزا.

وفي ما يتعلق بمسألة التوازن بين التقشف ودعم الطلب، كتبت في أغسطس الماضي أن «إعادة التوازن إلى الميزانية يجب أن يحل معادلة حساسة بألا يكون سريعا جدا ولا بطيئا جدا». ولفت كلاوديو لوزر إلى أنها «ما زالت غير مستعدة لتقول لرئيس بلد إن عليه أن يبدأ خطة تقشف». ورأى أن لاغارد منذ تسلمها رئاسة المؤسسة المالية «تدبرت أمورها بشكل جيد محاطة بطاقم موظفين يتمتع بكفاءة عالية».

وتجنبت الفرنسية أيضا سؤالا حساسا حول قيمة الموارد المتوجبة لمؤسستها. وهي في رأي لوزر «تعطي فكرة عامة وليس أرقاما دقيقة» لأنها ستكون في نظرها رهنا بالظروف.