سلسلة متاجر «سيرز» تعيش أزمة مبيعات.. وتتجه لبيع 120 من متاجرها

سهمها انخفض من 192 إلى 33.38 دولار

TT

لم يكن موسم الكريسماس مبهجا على الإطلاق بالنسبة لشركة «سيرز هولدينغز»، عملاق المتاجر الأميركية، ففي يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت شركة التجزئة، التي تدير كلا من متاجر «سيرز» و«كي مارت»، عن خطط لإغلاق 120 متجرا، بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته مبيعاتها في موسم الكريسماس الحالي.

وفي حين تمثل المتاجر المزمع إغلاقها جزءا صغيرا من إجمالي عدد المتاجر، فإنها تسلط الضوء على الموقف المالي الخطير لمتجر التجزئة. وتتوقع الشركة، التي كانت بطيئة في إحياء المتاجر وتحسين مستوى خدمة العملاء، هبوط العائدات بنسبة تربو على 50 في المائة في الربع الرابع، وهي نسبة أسوأ بكثير من المتوقع.

وقال غاري بالتر، محلل في شركة «كريدت سويس» إنهم لن يوقفوا عملياتهم التجارية غدا، لكن ثمة شركة تنهار أمام أعيننا، الأمر الذي ربما يترتب عليه فقدان كثير من الوظائف. وأضاف: «يجب أن يساور البعض القلق حيال هذا الأمر».

إن شركة «سيرز» تتقدم ببطء منذ عدة سنوات. ففي عام 2005، حث مدير صندوق التحوط «إدوارد إس لامبرت» شركة تجارة التجزئة على الاندماج مع شركة «كي مارت»، معتقدا أن الاندماج من شأنه أن يحقق مدخرات ويعزز الأرباح. وتأتي مراهنته بالمقارنة مع استراتيجية وارين بافيت، رئيس مجلس إدارة شركة «بيركشاير هاثاواي»، الذي أولى تركيزه للشركات التي رأى أنها يمكن أن تزيد في قيمتها وتدر سيولة نقدية. وكان من المعتقد أن تكون شركة «سيرز هولدينغز» بمثابة منفذ لشركة «بيركشاير» - تكون كيانا عاما لشركة «بيركاشير» يمكنها من خلاله الاستحواذ على شركات.

غير أن صفقة الاندماج كانت عقبة بالنسبة إلى لامبرت، رئيس مجلس إدارة «سيرز»؛ فمنذ وصولها إلى ذروة ارتفاعها في عام 2007، انخفضت قيمة السهم في شركة «سيرز» من 192 دولارا إلى أقل من 46 دولارا في ديسمبر (كانون الأول). وفي يوم الثلاثاء، انخفضت قيمة السهم بنسبة 27 في المائة، لتقترب من 33.38 دولار. وقالت ماري روس غيلبرت، مدير عام بشركة «إمبيريال كابيتال»: «العميل فقط لم يعد ينظر إلى سيرز باعتبارها على رأس قائمة المتاجر التي يتعامل معها».

ويأتي تدني مبيعات «سيرز» على النقيض من المتاجر المنافسة الأخرى، التي قد شهدت تحسنا مطردا في حجم مبيعاتها. فقد ارتفعت عائدات كل من «ماكيز» و«تارغت» و«هوم» خلال الربع الثالث من العام، بينما سجلت شركة «سيرز» خسارة خلال الفترة نفسها، حتى إن شركة التجزئة «جي سي بيني»، التي تواجه مآزق أيضا، بدأت تظهر عليها بعض علامات الانتعاش. ففي يونيو (حزيران)، عينت شركة التجزئة رون جونسون، العقل المدبر وراء استراتيجية التجزئة الخاصة بشركة «أبل»، رئيسا تنفيذيا لها. وفي هذا الشهر، اشترت شركة «جي سي بيني» حصة في متجر «مارثا ستيوارت ليفينغ أومنيميديا»، ولديها خطط لافتتاح محلات صغيرة داخل أسواق تجارية كبرى تحمل نفس العلامة التجارية. وارتفعت قيمة أسهم «جي سي بيني» هذا العام بنسبة 10 في المائة. وكان موسم الكريسماس مشؤوما على وجه الخصوص بالنسبة لشركة «سيرز». فحتى الآن، في هذا الربع من العام، انخفضت المبيعات عن نسبة 5.2 في المائة في أفرع كل من «سيرز» و«كي مارت» المفتوحة منذ أكثر من عام. بالمقارنة، يتوقع أن تشهد الصناعة ارتفاعا في نسبة المبيعات في فترة احتفالات الكريسماس بنسبة 3.8 في المائة، بحسب اتحاد التجزئة الوطني.

لقد تأثرت قاعدة عملاء «سيرز» الرئيسية - وبالأخص الطبقة العاملة - سلبا بدرجة كبيرة بانكماش الاقتصاد الحالي. فقد أجل كثيرون عمليات شراء المنتجات باهظة الأسعار، مثل الأجهزة المنزلية، إلى أن يتحسن مشهد التوظيف. وتعتبر «سيرز» من كبرى شركات بيع الأجهزة في الولايات المتحدة، هذا ما قاله بول سويناند، محلل في شركة «مورنينغستار». لكنه قال: «مبيعات الأجهزة والإلكترونيات آخذة في الهبوط منذ بدء حالة الانكماش الاقتصادي». ومع عدم تحسن بيئة العمل، يقول محللون إن المستهلكين ما زالوا يتجنبون «سيرز». وتظل متاجرها غير الجذابة ومواقعها البعيدة غير الملائمة عقبة أساسية، ولم تستثمر «سيرز» في تجديد مظهرها.

وتدفع الشركة نحو 1 في المائة من إيراداتها في صورة نفقات رأسمالية. في الوقت نفسه، تنفق شركات منافسة، على غرار «تارغت» و«وولمارت» و«لوي» و«هوم ديبوت»، نسبة تتراوح ما بين 2 إلى 3 في المائة من إيراداتها على عمليات تجديد منشآتها.

ومع هبوط حجم المبيعات، تتطلع شركة «سيرز» إلى إغلاق متاجرها لادخار أموال. ومن المتوقع أن تحقق عمليات الإغلاق مدخرات تصل قيمتها إلى نحو 170 مليون دولار، مع بيع الشركة مخزونها. وتخطط شركة «سيرز» أيضا لتبني أسلوب أكثر صرامة ممثل في المضي قدما في عمليات إغلاق بعض أفرع متاجرها، بدلا من محاولة تطوير «المتاجر ضعيفة الأداء»، مثلما فعلت في الماضي.

إنه جزء من جهد أوسع نطاقا من أجل دعم ميزانيتها. وتخطط «سيرز» لتقليل إجمالي مخزونها، الأمر الذي يحتمل أن تحقق معه مدخرات تبلغ قيمتها 300 مليون دولار. وتخطط أيضا لتقليل تكاليفها الثابتة، التي ربما تشمل النفقات التأجيرية والإدارية، بنحو 200 مليون دولار.

في هذا الصدد يقول لو دي أمبروسيو، الرئيس التنفيذي للشركة في بيان صادر عن الشركة. «مثل هذه التدابير من شأنها أن تمكننا بشكل أفضل من تركيز استثماراتنا على خدمة عملائنا وأعضائنا من خلال عمليات التجزئة المضمنة - في المتاجر وعبر شبكة الإنترنت وفي المنزل»، غير أن المحللين ليسوا مقتنعين بأن مثل هذه الجهود وحدها ستكون كافية. وأحد هذه الأسباب أن «سيرز» لديها أعباء جسيمة خاصة بمعاشات التقاعد، مما سيؤدي إلى استمرار استنزاف سيولتها النقدية. وقد قامت الشركة بالفعل بتقديم خط ائتمان قيمته 483 مليون دولار، الأمر الذي لم تفعله في مثل هذه الفترة من العام الماضي. وقالت روس غيلبرت من «إمبيريال كابيتال»: «أعتقد أن ثمة ما هو أسوأ بكثير مما ظنه الناس»، وأضافت: «إنهم بالفعل على شفا أزمة سيولة».

* خدمة «نيويورك تايمز»