أعلنت وزارة المالية يوم أمس إبرام ثلاثة عقود بـ2.340 مليار ريال (624 مليون دولار) لصالح الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، التي تعود ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية للوزارة. وأبلغ مسؤول رفيع في الشركة السعودية للخطوط الحديدية «الشرق الأوسط» أن «سار» قامت بتوقيع عقد بناء المحطات الذي بلغ نحو 1.572 مليار ريال (419.2 مليون دولار)، وأنهت معظم عقود خط الركاب، وهو نشاط فرعي للشركة، يشار إلى أن شركة «سار» أعلنت الانتهاء من بناء أطول خط حديدي في البلاد، المخصص لنقل خامات المعادن، وبدء تشغيله بشكل تجريبي في أبريل (نيسان) عام 2011. وقال الدكتور رميح الرميح، المدير التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية، إن «سار» استثمرت نحو 10 مليارات ريال (2.66 مليار دولار) في بناء خط حديدي مخصص لنقل الركاب بين العاصمة الرياض والحدود الشمالية عبر منفذ الحديثة على الحدود السعودية - الأردنية.
وأضاف الرميح أن حجم العقود التي تم توقيعها لصالح مشروع قطار الشمال - الجنوب لخطي التعدين والركاب بلغت نحو 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار)، ولذلك لبناء شبكة من الخطوط الحديدية تخدم قطاع الصناعة في البلاد وتكوين شبكة نقل متكاملة تخدم الاستراتيجية الوطنية.
ويتوقع أن يكتمل بناء المحطات لقطار الشمال الجنوب خلال عام 2014، فيما تخطط الشركة لربط سكة الحديد القائمة، التي تديرها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية مع خط الركاب التابع لشركة «سار»، ليتمكن المسافرون من الانتقال من المحطة الرئيسية بالدمام في المنطقة الشرقية وعبر الرياض إلى شمال السعودية، وبعد الربط مع الخطوط الحديدية الدولية عبر الحدود الأردنية إلى تركيا ووسط وغرب أوروبا. ووقع الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ثلاثة عقود لمشروع سكة الحديد (الشمال - الجنوب) لإنشاء خمس محطات للركاب على مسار الشركة الذي يربط العاصمة الرياض بمنفذ الحديثة على الحدود السعودية الأردنية، وخصص العقد الثاني لبناء مجمع لورش الصيانة بالنعيرية لخط التعدين، فيما يتضمن العقد الثالث إنشاء 36 مبنى مساندا لورش الصيانة الخفيفة ومكاتب الدعم الفني وسكنا لعمال الصيانة ومناطق الشحن.
ويمتد مشروع سكة الحديد من الرياض إلى الحديثة على الحدود الأردنية مرورا بسدير والقصيم وحائل والجوف، ويربط مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية، ومناجم البوكسايت بالبعيثة بمناطق التصنيع في رأس الخير والجبيل والدمام بطول إجمالي يبلغ 2750 كيلومترا.
أمام ذلك، بين الدكتور الرميح في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عقب الإعلان عن توقيع العقود، أن في أجندة الشركة للعام الحالي، خمسة عقود رئيسية ستعمل الشركة على توقيعها قبل نهاية العام، هي «عقد توريد وتركيب قطارات الركاب، وعقد ربط رأس الخير الجبيل، وعقد ربط الجبيل الدمام، وعقد عربات نقل خامات البوكسايت من منطقة التعدين الذي ستطرحه الشركة خلال العام الحالي، وعقد بناء محطة الرياض الرئيسية ومجمع الصيانة ومبنى الإشارات والاتصالات، والمقر الرئيسي للشركة».
وتبلغ قيمة عقد بناء المحطات الخمس 1.572 مليون ريال (419.2 مليون دولار)، ومدة تنفيذه 24 شهرا، وتمت ترسيته على شركة «الراشد للتجارة والمقاولات» المحدودة، ويشمل إنشاء خمس محطات للركاب في كل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف والقريات بمعدل 314.400 مليون ريال للمحطة الواحدة (83.8 مليون دولار)، وتبلغ المساحة الإجمالية لموقع المحطة الواحدة 137 ألف متر مربع، ويتكون المبنى من ثلاثة أدوار، ويضم صالة الوصول، صالة المغادرة، منطقة لشحن الحقائب، ساحة للمطاعم، محلات تجارية، مكاتب للخدمات السياحية وتأجير السيارات ومكتبا للبريد ومركزا للاتصالات والتحكم لمتابعة القطارات ورصيفين للركاب.
بينما خصص العقد الثاني الخاص لتنفيذ مجمع ورش الصيانة رئيسة لمشروع سكة حديد الشمال - الجنوب، بـ495.7 مليون ريال (132 مليون دولار) في محافظة النعيرية ومدة العقد 18 شهرا، وتمت ترسية العقد على شركة «يابي مركزي»، بمساحة إجمالية قدرها ثلاثة ملايين، ويشتمل على إنشاء ورش صيانة تخصصية للقاطرات والعربات، وورش صيانة الخط الحديدي ومناطق المناولة، كما تحتوي على محطات التزود بالوقود ومستودعات معدات الصيانة.
وخصص العقد الثالث لإنشاء 36 مبنى على طول الخط الحديدي بتكلفة بلغت 271.5 مليون ريال (72.4 مليون دولار)، ويضم العقد بناء 15 مبنى لصيانة السكة وأنظمة الاتصالات، و11 مبنى لسكن العاملين وثمانية مبان مكتبية للإدارة ومناطق الشحن وورشة لصيانة المعدات ومحطة للتزود بالوقود.
وقال العساف إن العمل في مشروع قطار الشمال - الجنوب يسير بخطوات متسارعة، حيث تم إعلان إكمال خط التعدين الذي يربط مناجم الفوسفات في حزم الجلاميد بمناطق التصنيع في رأس الخير على الخليج العربي بطول 1392 كيلومترا مع بداية الربع الثاني من 2011، وبدأ التشغيل التجريبي له بحمولة 200 طن من خام الفوسفات، كما تمكنت شركة «سار» من زيادة الحمولات خلال الفترة الماضية حتى وصلت الآن إلى 12500 طن في الرحلة الواحدة، أي ما يعادل حمولة 500 شاحنة، حيث تسير قطار طوله 2.5 كيلومتر لنقل هذه الكميات من المعادن.