«كوداك» تقاوم الإفلاس بإعادة هيكلة قطاعات أعمالها

تأسست منذ 131 عاما وفقدت 95% من قيمتها خلال السنوات الأخيرة

TT

أكدت شركة «كوداك»، عملاق التصوير الفوتوغرافي المنهك اقتصاديا، أن الشركة بسطت وأعادت رسم هيكل أعمالها في جهود لخفض التكلفة وجذب مستثمرين جدد، بالإضافة إلى الإسراع في تطوير وحدتها بالعمل الرقمي التي عفى عليها الزمان.

وعلى أثر الأنباء، قفز سهم الشركة في التداولات الصباحية أكثر من 30 في المائة، لتكون أنباء جيدة على الشركة التي تحاول تفادي الإفلاس.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة أنطونيو بيريز، أنه بإتمام تحويل الشركة إلى أخرى رقمية، فإن مستقبل السوق سيختلف بشكل كامل عن الماضي، مضيفا «يجب علينا إعادة ترتيب أنفسنا مرة أخرى لنواكب التطور الحالي».

وأضاف المتحدث الرسمي للشركة أن «قطاعات الأعمال الحالية لم تتغير، لكنها أعيد ترتيبها فقط، أما بالنسبة لخفض العمالة فهذا الأمر لن يتم أي تغيير بشأنه على الإطلاق».

ودفع شك غير مريح في انعدام فرص المستقبل أمام المؤسسة الأميركية العريقة، المستثمرين إلى التخلص من أسهمهم في شركة «إيستمان كوداك» مؤخرا. وتراجعت أسهم الشركة العملاقة في مجال التصوير الفوتوغرافي إلى أدنى مستوياتها بعد أن ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الشركة تستعد لإشهار إفلاسها خلال الأسابيع المقبلة إذا فشلت في بيع 1100 براءة اختراع للتصوير الرقمي.

وبحسب وكالة «أسوشييتد برس» قال المحللون إن أرباح براءات الاختراع قد تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، صرحت الشركة التي تأسست منذ 131 عاما، باحتمال نفاد السيولة النقدية لديها خلال عام إذا لم تبع براءات الاختراع. حتى إن كانت تسعى إلى المستقبل من خلال مجال الطابعات الواعد، فإن الشركة عانت من خسائر خلال الربع الثالث قدرها 222 مليون دولار، وهي أكبر خسائر خلال السنوات الثلاث الماضية. وأضافت أن احتياطي النقود لديها تراجع بنسبة 10 في المائة خلال ثلاثة أشهر. وتجد شركة «كوداك» الآن نفسها في حالة من الحيوية المؤجلة. وقال إليسيس ياناس، السمسار في شركة «باكمان آند ريد» في نيويورك «يشعر الجميع بالحزن العميق. من الممكن أن تشهر الشركة إفلاسها، لكنني لا أعتقد أن هذا مرجح خاصة لأن الحاجة إلى المال ليست ملحة». وانخفضت أسهم «كوداك» 18 سنتا أو بنسبة 28.2 في المائة، ووصل سعر السهم عند الإغلاق يوم الأربعاء إلى 47 سنتا، واستمر انخفاضه بعد ساعات. لقد وصل السعر إلى أقل من الحد الذي وصل إليه في 30 سبتمبر (أيلول) وهو 54 سنتا، وذلك عندما تسربت أخبار عن استعانة «كوداك» بشركة محاماة تقدم خدمات استشارية خاصة بالإفلاس وخيارات إعادة الهيكلة.

خسرت الشركة خلال السنوات السابقة لعام 2011 أكثر من 95 في المائة من قيمتها بسبب المنافسة الأجنبية، ثم سببت الثورة الرقمية هزة قوية لها. ووضعت الشركة خطة لبيع أصول مهمة مع انخفاض أسهمها بنسبة 80 في المائة مرة أخرى عام 2011، حيث بدأ السهم العام الحالي بسعر 3 دولارات. وقال مارك زوبان، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة روشستر سيمون «يبدو الأمر مثل التعذيب بغمر الرأس في المياه. وتعتمد اللعبة على بيع براءات الاختراع بالأساس، وفي هذه المرحلة، عليهم عمل تأمين إذا اتجهوا إلى طريق آخر، لكن احتمال إفلاس الشركة يزيد من تعقيد الأمور».

وحذرت بورصة نيويورك الأسبوع الحالي من احتمال إلغاء تداول أسهم «كوداك» إذا انخفض سعر السهم عن دولار واحد خلال الأشهر الستة المقبلة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الشركة تجري مباحثات مع مقرضين محتملين لنحو مليار دولار في إطار ما يسمى «تمويل الشركات المتعثرة أو الموشكة على الإفلاس» لتساعدها على الصمود خلال عملية الإفلاس. وأشارت الصحيفة إلى أن طلب الإفلاس يمكن أن يحدث في بداية فبراير (شباط). وقال المتحدث باسم «كوداك» إن الشركة ترفض التعليق على أي شائعات أو تكهنات.

واستقال ثلاثة أعضاء من مجلس إدارة «كوداك» خلال الأسبوعين الماضيين، وكانت آخرهم خبيرة الاقتصاد لورا تايسون، وأحد أفراد إدارة بوش والعميدة السابقة لكلية الأعمال والتر هاس بجامعة كاليفورنيا في بيركلي. منذ عام 2005 ضخت «كوداك» ملايين الدولارات في خطوط جديدة لإنتاج طابعات صور بالحبر والتي توشك على تحقيق أرباح. وينظر إلى طابعات الصور في المنازل وطابعات الحبر التجارية فائقة السرعة وبرامج تنظيم العمل والتغليف باعتبارها المنتجات الأساسية لـ«كوداك». وازدادت عائدات هذه المنتجات بنسبة 13 في المائة خلال الربع الثالث، وأوضحت «كوداك» أنها تتوقع تحقيق الطابعات المقدمة للمستهلكين لأرباح كبيرة خلال الربع الرابع من العام وهي الفترة التي عادة ما تشهد أرباحا. وستعلن «كوداك» عن نتائج الربع الرابع في 26 يناير (كانون الثاني). وتأمل «كوداك» أن يتضاعف حجم إنتاج الطابعات والبرامج والتغليف بحلول عام 2013 ليمثل بذلك 25 في المائة من أرباحها أو ما يقدر بملياري دولار.

ومع تقلص الاحتياطي النقدي لشركة «كوداك» إلى 862 مليون دولار خلال الربع الثالث، بعد أن كان 957 مليون دولار في شهر يونيو (حزيران)، تضع هدفا للعام الجديد وهو زيادة الأرباح من 1.3 مليار إلى 1.4 مليار دولار من دون أن يشمل ذلك أي تصاريح خاصة بعقود حقوق الملكية الفكرية، بعد أن كان من المتوقع أن تزداد الأرباح من 1.6 إلى 1.7 مليار دولار. وظلت شركة «كوداك» لسنوات تحافظ على وجودها من خلال التنقيب في اختراعاتها لتحقيق الأرباح، وتمثل مبيعاتها المرجوة لاختراعاتها الرقمية تحولا مرحليا كبيرا. قد يكون هذا بسبب رسوم إصدار براءات اختراع قدرها 27 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2011 مقارنة بـ1.9 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. وتتوقع الشركة تحقيق أرباح تزيد على 340 مليون دولار خلال الربع الحالي بفضل إبرام اتفاقي براءة اختراع وبيع أصول غير استراتيجية.