توقعات يونانية بشأن التوصل لاتفاق الديون بنهاية الأسبوع

TT

صرح رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس عقب اختتام القمة الأوروبية أن المحادثات بين المفاوضين من اليونان ومعهد التمويل الدولي لإعادة هيكلة الدين الحكومي اليوناني، تكللت بتحقيق تقدم كبير، ومن المتوقع أن يرى هذا الاتفاق النور في صيغته النهائية بحلول نهاية الأسبوع الحالي. وذكر باباديموس أن بلاده تسعى إلى إتمام المفاوضات مع الترويكا، مشيرا إلى أن وفدا المسؤولين يتفاوض في أثينا من البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي المخولين مراقبة التقدم الذي تحققه اليونان نحو التقيد بالمستويات المستهدفة لعجز الميزانية، موضحا أن النقاط الشائكة الرئيسية التي تنتظر الاتفاق عليها مع الترويكا تتعلق بتخفيضات أكبر للإنفاق وإصلاحات سوق العمل.

وأطلع رئيس الوزراء اليوناني شركاءه في الاتحاد الأوروبي على التقدم الكبير الذي تحقق على الأرض في اليونان سواء في التدابير أو القوانين الجديدة التي من شأنها أن تحد من عجز الموازنة العامة للدولة، وأن توصل العجز العام إلى 120 في المائة فقط بدلا من 160 في المائة حاليا.

وبعد وقت قصير من اجتماعه مع رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية خوسيه مانويل باروسو ورئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر والمفوض الأوروبي أولي رين وغيورجيك اسامونسين ممثل البنك المركزي الأوروبي، قال رئيس الوزراء إنه أطلع نظراءه على التقدم الكبير على مدى العامين الماضيين في اليونان، سواء في ما يتعلق بضبط أوضاع المالية العامة، أو في ما يتعلق بتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد، مؤكدا مواصلة العزم والجهود التي تبذلها الدولة ومواطنوها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

وقال باباديموس إنه تم تخفيض العجز المالي الأساسي إلى 2.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2011، وأعرب عن أمله في استمرار هذا التقدم، وأشار إلى أنه في العامين الماضيين استعاد الاقتصاد اليوناني ثلث قدرته التنافسية التي خسرها في ما بين 2000 و2009 أمام الشركاء في منطقة اليورو، واستعاد 50 في المائة من القدرة التنافسية التي خسرها أمام جميع الشركاء التجاريين. وقال رئيس الوزراء اليوناني إن حكومته سوف تواصل جهودها في هذا الاتجاه، مؤكدا تلبية طلبات القمة الأوروبية بخصوص مواصلة جهود جميع الأطراف في مبادرة تبادل السندات والمشاورات مع خبراء الترويكا، مشيرا إلى أن القمة تدعو الأحزاب السياسية اليونانية إلى الالتزام ومن دون رجعه في تلبية البرنامج الجديد، موضحا أنه «سيتم تحديد الطريقة التي نعبر بها عن هذا الالتزام في الوقت المناسب»، مشددا على أهمية التماسك السياسي للأحزاب اليونانية.

وأكد رئيس الوزراء اليوناني على أن الشركاء الأوروبيين أظهروا بوضوح دعمهم لليونان، وتقديم المساعدة المالية والتقنية، لمواصلة الجهد الهائل الذي أحرز في السنوات الأخيرة لإعادة بناء الاقتصاد، وقال إن هذا الجهد ينطوي على تضحيات كبيرة للشعب اليوناني كما هو مسجل في مؤشرات مثل ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الدخل الحقيقي.

وذكر باباديموس أنه في هذه المرحلة الحرجة ينبغي التحلي بالحكمة والوحدة الوطنية لدعم الحكومة والبلاد للتغلب على الأزمة، وأن هذا أمر ضروري حتى لا تفقد التضحيات التي بذلت من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبلاد ولأبنائها، وأنه لا بد من التصميم على مواصلة الجهود التي تبذلها الدولة ومواطنوها من أجل تحقيق الأهداف النهائية.