مسؤول في «بوينغ»: السوق السعودية استراتيجية.. وتوقعات بنموها 10% في 2012

أحمد جزار أكد لـ «الشرق الأوسط» أن السوق الخليجية تعتبر من أكبر الأسواق لطائرات رجال الأعمال الخاصة

TT

قال مسؤول رفيع في شركة «بوينغ» العالمية إن شركته تنظر إلى السعودية كبلد استراتيجي، يُنظر إليه بنظرة شاملة ويمكن التوسع فيه من خلال عدد من البرامج، متوقعا نمو السوق في المملكة بنحو 10 في المائة. وبين أحمد جزار، نائب رئيس شركة «بوينغ إنترناشيونال» ورئيس «بوينغ السعودية»، أن شركته استثمرت في عدد من القطاعات بالمملكة، إضافة إلى أنها تعمل على إنشاء أكاديمية لتدريب الشباب السعودي، بهدف دعم صناعة الطيران في البلاد، وذلك بالتعاون مع المؤسسة العام للتدريب المهني والتقني، حيث تم البدء في بناء الأكاديمية بجانب شركة «السلام» لصيانة الطيران في العاصمة السعودية الرياض. وأضاف «هذه الأكاديمية ستوفر شبابا مدربين في صناعة الطيران، وهذا يدعم الصناعة في السعودية، ونحن نظرتنا شمولية في هذا الشأن سواء في الحاضر أو في المستقبل، حيث إننا جزء من هذا البلد».

وأكد أن الشركة لديها علاقات قوية مع السعودية، مؤكدا أن «بوينغ» تعتبر من أكبر الداعمين للتعليم في المملكة، حيث إنها عضو مؤسس في جامعة فيصل، ومن أكبر الداعمين للأبحاث في جامعة كاوست، كما أنها من أولى الشركات التي اشتركت في برنامج المشاركة الصناعية مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والذي يحتوي على مشاركات من شركات كبيرة، وهناك تعاون في الأبحاث معها. وستدشن «الخطوط الجوية العربية السعودية» اليوم طلائع أسطولها من طائرات «بوينغ 777 - 300 إي آر» في مطار الملك خالد في العاصمة الرياض.

وبالعودة إلى جزار، أكد أن «بوينغ» لديها عدد من المشاريع لإدارة قطع الغيار للطائرات، بحيث تكون «بوينغ» مسؤولة عن توفير قطع الغيار بنسبة معينة وفق اتفاقية معينة. وكشف أن المملكة تعتبر من أكبر أسواق الطائرات الخاصة في منطقة الخليج، ومنطقة الخليج ككل تعتبر من أكبر الأسواق في العالم في الطائرات، مؤكدا وجود طلب على طائرات رجال الأعمال في المملكة، وموضحا أن شركة «السلام» ستقدم خدمات صيانة للطائرات الخاصة، إضافة إلى تقديم تعديلات داخلية من ناحية الديكور الداخلي، وقال «هناك طلبات من السعودية، حيث تم تسليم طائرات في العام الماضي، وسيتم تسليم طائرات في العام الحالي 2012».

وذكر رئيس «بوينغ السعودية» أن آخر التوقعات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستطلب 2710 طائرات خلال 20 عاما، بقيمة تصل إلى ما قيمته 450 مليار دولار، مشيرا إلى أن أغلب الطائرات المطلوبة في الشرق الأوسط هي ذات الممرين، كون المنطقة تعتبر منطقة توزيع جغرافي من حيث توزيع الركاب أو الشحن.

ولفت إلى أن شركات الطيران الخليجية استطاعت أن تحول المنطقة إلى منطقة تجمع وسفر، حيث أصبحت محطة لمواصلة الرحلات، مستشهدا بما عملته شركة «طيران الإمارات» التي لديها 90 طائرة من طراز «777» ولديها طلبية تصل إلى 90 طائرة أخرى، إضافة إلى 50 طائرة اشترتها مؤخرا، الأمر الذي يعطي مؤشرا لما تسير عليه شركات الطيران الخليجية.

وعن توقعات الطلبات العالمية على الطائرة فإن «بوينغ» تتوقع طلبيات بنحو 33.5 ألف طائرة على مدى 20 عاما، بما قيمته 4 تريليونات دولار، وهو ما يعكس نظرتها بأن العالم سيكون في احتياج أكثر للطائرات.

ولفت إلى أن الطائرات الحديثة من «بوينغ» راعت عددا من العوامل، حيث إن فلسفة «بوينغ» في صناعة الطائرة تتضمن مراعاة حاجة الركاب، وتحقيق ربحية جيدة لشركات الطيران، موضحا أن الشركة صنعت قبل مدة الطائرة رقم 7000 من طراز «737» الذي يعتبر من أنجح الطرازات في العالم، وقال «الشركة تعتزم تطوير (737) إلى طائرة تسمى (ماكس)، توفر محركات جديدة تتضمن تكنولوجيا أكثر»، وزاد «لم يتم الإعلان عن ذلك إلا منذ شهور، واليوم تم بيع نحو 850 طائرة منها، وهو مشابه لما حدث مع (787). الاستراتيجية التي تتبعها (بوينغ) في تصنيع الطائرات مكنتها من أن تكون في مركز قوي الآن وفي المستقبل، وأتوقع أن (737) وخلال العام الحالي أن تتعدى مبيعات (ماكس) 1000 طائرة».

وأكد أن «بوينغ» تتطلع لدراسات اقتصاديات العالم، حيث إن هناك ظاهرة أصبحت أشبه بالقاعدة، وهي أن مؤشر ارتفاع طلبات الشراء للطائرات من أي بلد يعطي مؤشرا إلى أن الاقتصاد في تلك البلدان بدأ ينمو ويصعد، والذي يرتبط عادة بالأعمال والسياحة لانتعاش البلاد.

وأكد أن «بوينغ» تراعي أيضا تقليل التكاليف من حيث استهلاك الوقود، حيث إن الطائرات الجديدة من «بوينغ» كطائرة «787» توفر نحو 20 في المائة من الوقود، حيث إن نسبة تكاليف الوقود بالنسبة للتكاليف التشغيلية كاملة تتراوح بين 30 و40 في المائة.

وشدد على أنهم يسعون إلى مساعدة العملاء لتكون لديهم مصادر للتمويل لشراء الطائرات، حيث تتولى ذلك شركة داخلية باسم «بي سي سي» تساعد العملاء على الحصول على التمويل المناسب، وقال «نحن في المملكة نعتقد أن هذا القطاع لا يزال جديدا، وخلال السنوات الماضية حاولنا شرح أهمية تمويل شراء الطائرات»، مشيرا إلى رغبة من البنوك السعودية للمشاركة فيها، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب، في الوقت الذي شاركت فيه بعض البنوك المحلية في مبيعات سابقة وكانت بشكل محدود مقارنة في ما يحدث في الدول الأخرى. ومن ناحية التمويل الإسلامي فإن «بوينغ» تدعمه، لأنها تعتقد أن في توفيره فوائد أكثر للركاب، متوقعا أن تنظر البنوك الكبيرة في السعودية إلى ذلك التمويل بشكل جدي، خاصة أن السوق ستنمو بشكل كبير في السنوات المقبلة، ولكون الطائرات تعتبر من الأصول المهمة.