أوروبا تشتكي من تقص إمدادات الغاز الروسي

بينما يغطي الجليد معظم أجزاء القارة

تراجعت إمدادات الغاز الروسي لكل من النمسا وسلوفاكيا بحدود الـ30%
TT

في الوقت الذي ارتفع الطلب بسبب موجات الصقيع التي تضرب أوروبا، طلب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من شركة «غازبروم» بذل الجهد لضمان تأمين إمدادات الغاز للأوروبيين. ولكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن المسؤولين في الشركة أبلغوا بوتين أنهم يبذلون قصارى جهودهم ولكن لا يمكن مضاعفة الإمدادات.

وتراجعت إمدادات الغاز الروسي لكل من النمسا وسلوفاكيا بحدود الـ30 في المائة، بينما سجلت إمدادات بولندا انخفاضا بنسبة 7 في المائة. كما أشارت المفوضية الأوروبية إلى أن كلا من بلغاريا واليونان والمجر ورومانيا تأثرت بكميات الغاز التي تزود بها هذه البلدان. وتشير بعض المؤشرات إلى أن الأمور قد تزداد سوءا، بينما أشارت شركة «غازبروم» الروسية إلى أن الغاز الذي تزود به هو المنصوص عليه في العقود. وأعلن المدير المساعد لشركة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم»، أمس، السبت، أن الشركة غير قادرة على شحن الكميات الإضافية من الغاز، التي طلبتها أوروبا الغربية، بسبب موجة الصقيع. ونقلت تقارير إعلامية غربية عن ألكسندر كروغلوف أن «(غازبروم) لا يمكنها في الوقت الحالي توفير الكميات الإضافية، التي يطلبها شركاؤنا الأوروبيون».

وأكدت شركة «غازبروم إكسبورت»، التي تدير الصادرات الروسية من الغاز إلى أوروبا، في وقت سابق، أنها زادت إمدادات الغاز «إلى أقصى حدود ممكنة». ولمح مصدرو الغاز الروس إلى احتمال أن تستحوذ أوكرانيا، التي يضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيبها، على كميات من الغاز المخصص لبلدان الاتحاد الأوروبي. ونفى وزير الطاقة الأوكراني، يوري بويكو، أن تكون أوكرانيا استحوذت على شيء يفوق الكمية المنصوص عليها في عقد استيراد الغاز من روسيا، وأرجع سبب انخفاض إمدادات الغاز إلى أوروبا إلى أن روسيا «خفضت الصادرات». ومن جانبها قالت وزارة الاقتصاد والطاقة البلغارية، أمس، السبت، إن إمدادات الغاز الروسية إلى بلغاريا واليونان وتركيا ومقدونيا قد عادت إلى معدلاتها الطبيعية.

وكانت شركة «بلغارترانسجاس» المشغلة لشبكة خطوط الأنابيب البلغارية قد قالت إن الإمدادات المتجهة إلى بلغاريا وكميات الغاز الروسي المنقولة إلى دول الجوار قد انخفضت أكثر من 30 في المائة في وقت يرتفع فيه الطلب على التدفئة في روسيا وفي أنحاء أوروبا بسبب طقس متجمد. وقالت الوزارة في بيان: «الإمدادات المخصصة لبلغاريا والكميات المنقولة إلى تركيا واليونان ومقدونيا عادت إلى طبيعتها». وتعتمد بلغاريا بشكل شبه كامل على إمدادات الغاز من «غازبروم» الروسية وكانت من أشد البلدان تضررا في شتاء 2009 عندما تسبب نزاع بشأن الأسعار بين روسيا وأوكرانيا في توقف إمدادات الغاز إلى أوروبا نحو أسبوعين. وتستهلك الدولة الواقعة في منطقة البلقان نحو 2.8 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. وتنقل «غازبروم» الغاز عبر بلغاريا بما في ذلك 14 مليار متر مكعب سنويا إلى تركيا و3 مليارات متر مكعب إلى اليونان و0.8 مليار متر مكعب إلى مقدونيا.