بريستول تشكل الصناعة البحرية بهندسة «رولز رويس» المحيرة

جمعت بين محركات الطائرات ذات الكفاءة والمحركات البحرية

المدمرة الأميركية الجديدة «دي دي جي 1000» ما زالت تحت الإنشاء وتعمل بمحركات «إم تي 30»
TT

تربعت مدينة بريستول، غرب بريطانيا، كمركز عالمي ومدينة رائدة في صناعة الطيران، بمشاركتها في عدة مشاريع ضخمة ذهلت العالم، منها أجنحة الطائرة العملاقة «إيه 380»، ولكنها تربعت، وهي المدينة الصغيرة، أيضا على عرش الصناعة البحرية لتغير مفهوم امتطاء البحر من سفن خشبية إلى أول سفينة حديدية بالكامل عام 1843 بتعويم سفينة «إس إس غريت بريتين» التي تفخر بها المدينة اليوم شامخة من حوض بنائها. وما زالت تلك المدينة إلى اليوم هي شعلة الصناعة البحرية في بريطانيا وبحصة رائدة حول العالم من وراء ابتكارات العملاق «رولز رويس» التي عرفت بالتوربينات الغازية التي تحظى بحصة سوقية ضخمة عالميا.

وسخرت «رولز رويس» هندستها في الجمع بين محركات الطائرات التي تميزت بالكفاءة العالية والمحركات البحرية لأكبر وأقوى السفن والمدمرات البحرية بعبقرية متناهية. وتخصصت مراكز غرب بريطانيا وأميركا وكندا في تصميم الأجزاء الحيوية للمحركات والتجميع، ولكن كان لبعض المراكز تخصصات بعينها في عجلة الإنتاج. تعمل مراكز «رولز رويس» في السويد على إنتاج شيفرات الدفع الخلفي المفرغة ذات التكنولوجيا العالية، بينما يتم تجميع قطع المحركات التوربينية التي تعمل على طائرات مثل «بوينغ 777»، على سبيل المثال، مع صندوق تروس محرك «إيرباص 340» على وحدة محركات «MT30» التي تشغل مدمرة أميركية.

وتصنع «رولز رويس» محركات «wr21» للمدمرة «تايب 45» التي تحركت نحو جزر فولكلاند قرب الأرجنتين الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مجموعة محركات «MT30»، وهي صيحة العصر في عالم المحركات البحرية التي ستستخدمها المدمرة الأميركية الجديدة بعد الانتهاء من بنائها، إضافة إلى افتخار «رولز رويس» بإنتاج المحركات لحاملة الطائرات البريطانية الجديدة «كوين إليزابيث كلاس» التي ستتزود بنفس المحرك.

وستعمل المدمرة الأميركية «دي دي جي 1000» DDG1000 بعبوتي محرك «MT30»، لتعمل بنفس نظام المحرك الكهربائي بمولد طاقة ضخم تنتجهم «رولز رويس. وهي مدمرة شبحية (لا ترى على الرادار) سميت على اسم الأدميرال الأميركي إيلمو زوموالت.

ويعتبر محرك «MT30» محركا لطائرات مدنية يمكن استخدامه في القطع البحرية بالاستغناء عن نحو 40 في المائة من القطع المستخدمة في حالة استخدامه للطيران. ويعد هذا المحرك هو الأقوى في العالم الآن من حيث نسبة القوة المنتجة مقابل الوزن، إضافة إلى إمكانية استخدامه للتدوير الميكانيكي المباشر أو لتوليد الكهرباء. إضافة إلى تصميم وإنتاج محركات لسفن في قطاعات مختلفة منها النفط والصيد، فعملت «رولز رويس» على تصميم عدة مقاسات لمجموعة من السفن تخدم احتياجات المستخدم في القطاعات الصناعية لمحركات الدفع الخلفي. ولم تكتف بالتصميم فقط، فأضافت آخر صيحات التصميم الهندسي في الأوناش والكابلات التي تعمل على ظهر سفن الصيد والخدمات البحرية. ولقطاع «رولز رويس» البحري وجود كبير في الشرق الأوسط بتزويد بحريات وخفر سواحل الخليج بمحركات، بالإضافة إلى معدات التوريد على أحواض السفن والموانئ للسفن الجديدة والصيانة.

وللعملاق البريطاني دور ريادي في مبيعات محركات النفث المائي الخلفي المباشر للكثير من بحريات الخليج، التي تدعم قوة وسرعة فائقة على السفن تسهل المطاردة والبحث والإنقاذ، مما تسهل أيضا الاقتراب من الشاطئ والإبحار في المياه الضحلة.

وتستخدم البحرية وخفر السواحل السعودية والكويتية والعمانية والقطرية والبحرينية والمصرية محركات ومعدات «رولز رويس» في الكثير من قطعها البحرية. وللتماشي مع الحفاظ على البيئة وتوفير استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات حتى في القطع البحرية الحربية، عملت الشركة على إنتاج محركات تعمل بالغاز الطبيعي للقاطرات المائية طلبتهم شركات نفط نرويجية ليبدأ العمل بهم في عام 2013، بينما تم تطوير محرك المدمرة «تايب 45» واستبداله بمحرك «تايب 42» ليستهلك وقودا أقل بكثير، ويمدد نطاق المدمرة ليكون بإمكانها الإبحار من بريطانيا إلى نيويورك والعودة مرة أخرى دون التزود بالوقود نحو (7000 ميل).

ولـ«رولز رويس» عملاء متفرقون حول العالم، وتتركز كثير من المبيعات في اليابان ومنطقة الاسكندنافيا، لذا أسست مراكز خدمية للمناطق التي ينتشر مستخدموها فيها؛ ليعمل فريق على صيانة محركات سفن الصيد في موسم الصيد في هولندا إلى الانتهاء من الموسم على سبيل المثال.