مسؤول بالاتحاد الأوروبي: فتح أسواق تجارية أفضل سبل التعامل مع ديمقراطيات شمال أفريقيا

مستويات الدعم من العام 2011 إلى 2013 ليست كافية

TT

قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي معني بالعلاقات مع دول الجوار، إن فتح أسواق تجارية هو أفضل السبل التي يمكن للاتحاد الأوروبي التعامل بها مع الديمقراطيات الوليدة في شمال أفريقيا.

قال ستيفان فولي، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع وسياسة الجوار، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) هذا الأسبوع عقب اجتماع مع رئيس الوزراء التونسي الجديد حمادي الجبالي «نحن حريصون للغاية على أن نرى تونس كمثال طيب للدول في المنطقة».

وأضاف فولي «يتوقع أن نلتزم بتعهداتنا بفتح أسواقنا، لأن هذا حقا هو أفضل وأكثر السبل فعالية وأرخصها لمساعدة تلك البلدان».

وتذهب نحو 80 في المائة من الصادرات التونسية إلى الاتحاد الأوروبي، ومن بينها المنسوجات والمنتجات الزراعية، لكن دولا مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا كانت تعارض في الماضي الانفتاح التجاري الذي ربما يشكل تحديا لمنتجاتها المحلية.

وقال فولي في إجابة عما إذا كانت تلك البلدان سترفض فتح التجارة مع شمال أفريقيا، إن «هذا ربما يكون الحال.. لكن الأمر يستحق المحاولة لأن البديل سيكون ضخ مئات الملايين من اليورو في تلك البلدان». وأضاف «أو أن هناك حلا ثالثا، وهو غض الطرف والتظاهر بأن التحديات والفرص لجوارك لا تعنيك، وهذا سيكون أكبر خطأ يمكن ارتكابه».

وفي بروكسل، قال الجبالي للصحافيين، إن تونس في حاجة ماسة لدعم الاتحاد الأوروبي، وإن المستوى الحالي من المساعدات - البالغ 400 مليون يورو (526 مليون دولار) للفترة من عام 2011 وحتى عام 2013 - ليس كافيا.

لكن فولي أصر على أن جولة الجبالي للاتحاد الأوروبي، وهي أول جولة خارجية له منذ تعيينه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «لم تكن للحصول على أموال جديدة». وقال المفوض إن الكتلة مستعدة لتقديم مزيد من الدعم لكنها ترغب في أن تمضي تونس قدما في طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

وفي محادثات مع الجبالي، المنتمي لحزب النهضة الإسلامي المعتدل، دعا مسؤولو الاتحاد الأوروبي السياح للعودة إلى البلاد، حيث أكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أن الظروف الأمنية «تحسنت كثيرا».

وقال فولي إنه لا يوجد سبب يدعو للخوف من الإسلاميين المعتدلين الذين صعدوا للسلطة في مصر، طالما أقروا المبادئ الديمقراطية. وقال «نحتاج للتركيز على القيم، وليس الكلمات أو الأفكار المسبقة».

واتفق على أن تركيا، وهي عضو قديم في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوة اقتصادية صاعدة يحكمها إسلاميون معتدلون منذ تسع سنوات، يمكن أن تمثل نموذجا في هذا الصدد.

وقال فولي «أقول بشكل قاطع إنها مصدر إلهام. إن دولة علمانية، بحزب إسلامي ديمقراطي وقوي، داخلة في مفاوضات انضمام، هي مصدر إلهام طيب للغاية للمنطقة بأكملها».

وفولي مسؤول عن محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بصفته مفوض شؤون التوسع في الاتحاد. ورفض التلميحات بأن المفاوضات لا تبرح مكانها، على الرغم من عدم إحراز تقدم منذ يونيو (حزيران) 2010.

وأشار إلى حزمة إصلاحات قضائية أخيرة، تعالج «بعض، وليس كل» أوجه القصور التي حددها الاتحاد الأوروبي في تقارير مراقبة منتظمة بشأن تركيا، كدليل على أنه على الرغم من الجمود في المفاوضات، لكن البلاد لا تزال تمضي قدما في مزيد من التقارب مع بروكسل.

كما قلل فولي من خطورة انهيار كامل للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وهو شيء هددت أنقرة باتخاذه فور تولي قبرص الرئاسة الدورية للكتلة الأوروبية في النصف الثاني من العام الجاري. وقال «مع احترامي الكامل لتركيا، فتولي قبرص للرئاسة لا يعتمد على تصريحات من جانب تركيا».

وأضاف «لا أتوقع أي تعقيد للعلاقات بين المفوضية وتركيا، عملنا سيمضي بسلاسة خلال هذا العام».