خبراء: بيع رجال أعمال مصريين لاستثماراتهم لن يؤثر على اقتصاد البلاد

بعضهم يرى أنها شهادة غير جيدة في حقهم

جانب من البورصة المصرية («الشرق الأوسط»)
TT

مؤشرات لصفقات تعقد بالسوق المصرية تعطي دلائل أن المخاوف من الأوضاع السياسية في البلاد تراود رجال الأعمال، فهناك عدة صفقات من المقرر تنفيذها خلال الفترة المقبلة ستسمح لرجال أعمال محليين ترك أعمالهم في البلاد لصالح آخرين.

فالأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد قد تكون حافزا غير معلن عند مستثمرين ينوون بيع مساهمتهم في شركات حتى لو كان ارتباطهم بتلك الاستثمار عاطفيا.

ومن أبرز عمليات البيع التي من المرتقب أن تتم خلال الفترة القادمة هي بيع رجل الأعمال نجيب ساويرس لحصته في شركة «موبينيل» لصالح «فرانس تيليكوم» بسعر 202.5 جنيه للسهم، ورفض منذ عامين بيعها بسعر أعلى من السعر الذي ستتم به الصفقة عند 245 جنيها للسهم.

كما عرض رجل الأعمال علاء سبع حصته في شركة «بلتون» التي يرأس مجلس إدارتها للبيع بعد فشل بيعها لـ«الشركة العربية للاستثمارات»، وقرر مجلس إدارة «بلتون» المالية القابضة بدء تلقي أي عروض خارجية لشراء 1.670 مليون سهم من الأسهم المملوكة لشركة «بلتون القابضة للاستثمارات» برأسمال شركة «بلتون كابيتال القابضة للاستثمارات المالية» والبالغة نحو 20% وهي الحصة المملوكة لسبع، كما قرر مجلس إدارة الشركة بيع قطاع تداول الأوراق المالية التابع للشركة وذلك مع تراجع أداء أسواق المال بشكل ملحوظ في المنطقة.

وأكد خبراء أن الفترة المقبلة قد تشهد مزيدا من خروج الاستثمارات، خاصة إذا طالت الفترة الانتقالية؛ ولكنهم يرون أن خروج تلك الاستثمارات لن يؤثر على اقتصاد البلاد، والبعض ذهبوا إلى أن ذلك يعد شهادة غير جيدة في حق رجال الأعمال المصريين الذين يبيعون استثماراتهم في وقت تتجه فيه بلادهم إلى مناخ سياسي واقتصادي جيد.

ويرى محمد سعيد رئيس قسم البحوث بشركة «آي دي تي للاستشارات والنظم» أن هناك نظرة سلبية للمناخ الاقتصادي في مصر؛ ولكن تلك النظرة اختلفت من مستثمر وآخر، ففي حالة نجيب ساويرس الذي يعتزم بيع أسهمه في «موبينيل» والتي بعدها سيحتفظ ببعض الأصول البسيطة في مصر، يرى سعيد أن ما يقوم به امتداد طبيعي لفكرة أسرته التي بدأت منذ 5 سنوات بالتخارج من مصر بسبب حالة عدم اليقين للمناخ السياسي في البلاد وقتها، وبدأها أخوه الأصغر ناصف ساويرس الذي باع نشاط الإسمنت بشركة «أوراسكوم للإنشاء والصناعة» في شركة «لافارج» الفرنسية، وامتلك على أثر تلك الصفقة حصة في شركة «لافارج» الأم، ثم الأخ الأوسط سميح ساويرس الذي أسس شركة سويسرية قابضة قبل عامين تمتلك كافة استثماراته، وبعده جاء نجيب الذي قسم شركته «أوراسكوم تيليكوم» وأدمج النصف الأكبر مع شركة «فيمبلكوم» الروسية والثانية وهي شركة «أوراسكوم للاتصالات والإعلام» التي كانت تمتلك حصة كبرى في شركة «موبينيل» وأسهم شركته في كوريا الشمالية وبعض شركات الإنترنت ليبيع بعدها شركة «موبينيل» ويبقي على 5% من أسهمها فقط.

وتابع: «أما بالنسبة لعلاء سبع، فهو يعد ضمن رجال الأعمال الذين كان لهم ارتباط بالنظام السابق، ورجال الأعمال المتواجدون في مصر كافة متخوفون من الضغوط السياسية في البلاد».

ويتوقع سعيد أن تشهد بلاده الفترة المقبلة خروج الكثير من الاستثمارات، ولكنه يرى أن الفترة الطاردة للاستثمارات لن تطول، خاصة مع وجود «الإخوان» في الحكم وسيطرتهم على مجلس الشعب، وهو ما يعني أن هناك تحسنا متوقعا في مناخ الاستثمار في البلاد كون أن أغلب «الإخوان» رأسماليون.

وأشار سعيد إلى أن «أكثر ما يؤرق رجال الأعمال في الفترة الحالية هي المفاجآت التي قد تطال مناخ الاستثمار والتي تظهر كل يوم، فمنها ما يتعلق بمنع رجال أعمال من السفر والتحقيق مع آخرين، حتى إنها طالت ممثلين عن أعمال فنية مضى عليها سنوات كثيرة».

وقالت بسنت فهمي الخبيرة الاقتصادية: إن خروج بعض رجال الأعمال في هذا التوقيت يثير الكثير من علامات الاستفهام، وترى أن هذا يعد شهادة غير جيدة لهم.

وأضافت فهمي أن هناك مستثمرين كانوا يعملون مع النظام السابق بشكل وثيق ولا يستطيعون أن يعملوا في مصر خلال الفترة الحالية، ويخشون على أموالهم ويسعون للخروج من السوق سريعا.

ولكنها أكدت أن هذا لن يزعج أو يؤثر على البلاد، فأمام كل مستثمر يخرج مستثمر آخر يدخل إلى السوق، ولكل مستثمر رؤية للمستقبل؛ وترى أن الاتجاه العام في البلاد يسير نحو إزالة الفساد وتكوين مناخ أعمال جاذب وجيد. واعتبرت أن خروج رجال أعمال من السوق حاليا بأنهم غير متقبلين لما يحدث.

وتابعت: «بشكل عام هناك نوعان من رجال الأعمال، الأول يبحث عن الأنظمة الفاسدة ويذهب إليها ويوطد علاقته بها، أما الثاني فلا يستطيع العمل إلا في مناخ شفاف خال من الفساد، وكلا النوعين من رجال الأعمال يصعب عليه العمل في بيئة مختلفة عن التي تعود عليها».