البنك المركزي الأوروبي يقوم بمبادلة سندات يونانية

ألمان يتظاهرون أمام سفارتهم بأثينا تضامنا مع اليونان

متظاهرون أمام البرلمان اليوناني ضد الخطط التقشفية التي أقرتها الحكومة (إ.ب.أ)
TT

يهيمن التفاؤل والأمل على الأقل هنا في أثينا، للتوصل لاتفاق مجموعة اليورو الاثنين المقبل على حزمة القروض الجديدة وبرنامج تبادل السندات (PSI)، وذلك عقب اجتماع عبر الدائرة التلفزيونية أجري أمس الجمعة بين رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس، وجاء الاجتماع بمبادرة من ماريو مونتي.

ويؤكد الجانب اليوناني قيامه بجميع الالتزامات وتلبية الشروط المفروضة من قبل الدائنين، ويقول: الآن هي مسؤولية الشركاء الأوروبيين. وتشير التقديرات إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يتبادل السندات اليونانية بقيمة 50 مليار يورو في محفظة سندات جديدة مع القيمة الاسمية على قدم المساواة، التي سيتم استبعادها من اتفاق خفض السندات الأصلية التي يتم تطبيقها على حملة السندات الخاصة.

في غضون ذلك، قال مسؤولون في منطقة اليورو: إن البنك المركزي الأوروبي يقوم بمبادلة حيازته من السندات اليونانية؛ وذلك تجنبا لعدم إجباره على تحمل خسائر نتيجة إعادة هيكلتها، وإن هذه الخطوة التي من المحتمل أن يتم الانتهاء منها يوم الاثنين المقبل سوف تمهد الطريق أمام اتفاق اليونان مع دائنيها من القطاع الخاص، الذي يهدف في النهاية إلى خفض قيمة ديونها لديه بنحو 100 مليار يورو.

ومن المعروف أن البنك المركزي الأوروبي بدأ شراء السندات الحكومية اليونانية في مايو (أيار) عام 2010 كجزء من برنامج للأسواق المالية، يهدف إلى إعادة التوازن إلى الأسواق المختلة وظيفيا نتيجة أزمة الديون السيادية الأوروبية، لكن مشتريات البنك من السندات الحكومية توسعت لتشمل بجانب اليونان دولا أخرى هي: البرتغال، إسبانيا، وإيطاليا، كي تبلغ قيمتها الإجمالية 219.5 مليار يورو.

في الوقت نفسه، ألقت الشرطة اليونانية القبض على 8 أشخاص (7 ألمانيين ويوناني يحمل الجنسية الألمانية) شاركوا في مظاهرة احتجاجية أمام مبنى السفارة الألمانية بضاحية كولوناكي، ووفقا للشرطة فإن المعتقلين، الذين أُطلق سراحهم بعد ذلك، اعتدوا بإلقاء بيض فاسد على مبنى السفارة، ونظم المظاهرة مجموعة ألمانية بغرض توجيه رسالة مساندة لليونانيين وإدانة لموقف الحكومة الألمانية تجاه المشكلة اليونانية؛ حيث أشارت المذكرة الموقعة بين الدائنين وأثينا إلى أن الحكومة الألمانية تريد أن تحول اليونان إلى محمية للتكنوقراط تحت إدارتها.

إلى ذلك، يبدو أن السخط على الشروط التي فرضتها ترويكا الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي على الحكومة اليونانية لم يعد محصورا في اليونان وإنما بدأ ينتقل إلى قطاع من الشعوب الأوروبية الأخرى؛ حيث تتسع في الشبكة العنكبوتية حركة للتضامن مع اليونانيين يتجمع حولها مواطنون من مختلف دول العالم للتعبير عن السخط والاحتجاج على الطريقة التي تتعامل بها الحكومات الأوروبية مع الأزمة اليونانية والإجراءات التقشفية القاسية التي فرضت على الشعب اليوناني.

ودعا الناشطون للتجمع تحت شعار «نحن جميعنا يونانيون» للاحتجاج على المجتمع الدولي وللتضامن مع الشعب اليوناني، وجاءت الدعوة على شبكة الإنترنت بعنوان «الشعب اليوناني يحتاج إلى تضامن دولي ويطلب منا المساندة.. فلنستجب لدعوته.. نحن جميعنا يونانيون».