شركة عائلية

علي المزيد *

TT

عادت سوق الأسهم السعودية لديدنها القديم لتماثل في سلوكها ما جرى في الأعوام من 2003 حتى بداية 2006، وبدأت تبرز المضاربة بشدة، وحينما أقول بدأت تبرز، أي إنها لم تختف من قبل، فلا بد من وجود المضاربة والمضاربين بالسوق طوال الوقت، فهم ركن من أركان أي سوق.

وما لفت نظري بروز التوصيات من جديد والمجاميع، وأؤكد لكم أن الناس ستنسى ما حدث في السوق وما كان يطلق عليه خيانة المضاربين وخداعهم. لن أطيل عليكم القصة، كنت في مجلس ضم عددا من الزملاء وبدأوا يتحدثون عن السوق وتوصية المضاربين على سهم شركة الدريس، زميلنا ويدعى أبو بدر لم يكن مركزا تركيزا كافيا، المهم أنه ذهب لمنزله وبات واستيقظ وانتظر السوق تفتح أبوابها، وحينما فتحت السوق حاول تذكر السهم الموصى عليه، ولكن الذاكرة أسعفته بأنه سهم عائلي، لم يتذكر اسم العائلة، والسوق مليئة بالشركات العائلية مثل فتحي الراجحي وغيرها، فقال للوسيط اشتر لي كذا سهم في شركة العبد اللطيف.

بعد ساعتين من سير السوق، ارتفع سهم شركة العبد اللطيف خمسة في المائة، أبو بدر باع أسهم شركة العبد اللطيف وذهب لمجلس السمر، وحينما رأى صاحب التوصية بادره شاكرا على التوصية: اشتريت أسهم شركة العبد اللطيف وبعتها بمكسب. صاحب التوصية شكر الله وضحك كثيرا، وقال: «إنت محظوظ يا أبا بدر، التوصية على الدريس وهي هابطة اليوم»، فضحك جميع الحاضرين وتيقنوا أن المضارين قد لا يصدقون طوال الوقت.

ولكن لا يوجد ما يمنع من المضاربة بجزء من رأسمال المرء، مع معرفة أصول المضاربة، مثل تحديد سقف للأرباح، وتحديد حاجز خسائر، وغيرها من الأمور التي يجب مراعاتها مثل التيقظ للسوق ومتابعتها طوال الوقت.

* كاتب اقتصادي