كشف المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية، أن حجم الاستثمارات المبدئية المتوقعة في مشروع «وعد الشمال للصناعات التعدينية» تبلغ نحو 26 مليار ريال (6.9 مليار دولار)، منها نحو 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار) «وعد الشمال في مشروع شركة (معادن) للصناعات الفوسفاتية». وأضاف النعيمي أن «الحكومة السعودية ستنفق في هذه المدينة مبلغ 4.5 مليار ريال (1.2 مليار دولار) إضافية للمشروع لإقامة البنية التحتية والسكنية، والخدمات، وكذلك الربط الكهربائي والسكة الحديدية لمدينة (وعد الشمال)، إضافة إلى 3 أرصفة بحرية في ميناء رأس الخير»، موضحا أن هذا المشروع سيضيف نحو 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) سنويا إلى الناتج المحلي.
وقال: «إن إنشاء مدينة (وعد الشمال للصناعات التعدينية) هو وفاء لوعد خادم الحرمين الشريفين لأهالي منطقة الحدود الشمالية، بأن تأخذ المنطقة نصيبها من الرخاء والتنمية»، مبينا أن وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة «معادن» قد أجرتا وعلى مدى 3 سنوات دراسات الجدوى الأولية لإنشاء مدينة تعدينية متكاملة شمال شرقي مدينة طريف في منطقة الحدود الشمالية، تتوفر فيها كافة مقومات الصناعة والتنمية المستدامة لتوفير الفرص الوظيفية للشباب وتطوير المناطق النائية، ولتكون هذه المدينة والمشاريع عند اكتمالها إنجازا آخر للوطن مماثلا للإنجاز الذي تم في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية وقبلها في مدن الجبيل وينبع ورابغ الصناعية.
وبين المهندس علي النعيمي أن مشروع شركة «معادن للصناعات الفوسفاتية» سيكون محورا أساسيا لإنشاء مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية»، التي خصصت لها الدولة أرضا بمساحة 440 كيلومترا مربعا، موضحا أن وجود خام الفوسفات جنبا إلى جنب مع حقول الغاز المتوفرة في منطقة حزم الجلاميد ومناطق أخرى مجاورة تجري فيها عمليات تنقيب حثيثة، مما يعزز قيام مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» والمشاريع المصاحبة.
ومن جانبه أشار الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز، المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية، إلى أن مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» ستكون رافدا أساسيا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شمال المملكة. وأكد أن إنشاء هذه المدينة يأتي تجسيدا لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تنويع مصادر الدخل الوطني وتحسين مستوى معيشة المواطنين، واهتمامها بتنمية جميع مناطق المملكة الغالية، معتبرا أن مدينة «وعد الشمال» ستكون خطوة جديدة في طريق التنمية المتوازنة للمملكة. وأوضح أن وزارة البترول والثروة المعدنية خصصت اللقيم والوقود لهذا المشروع، كما ستعمل الوزارة على تشجيع الصناعات الراغبة في الاستثمار في مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، وأضاف بأن مشروع معادن هذا سيسهم في دعم إقامة صناعة مستدامة تنهض باقتصاد منطقة الحدود الشمالية إلى جانب المشاريع التنموية الأخرى.
وأشار الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية تستهدف تعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية ومنها موارد الفوسفات المتوفرة في منطقة الحدود الشمالية، وأن تلك الموارد مع وجود الغاز المتوفر إلى جانب وجود شبكة سكك حديدية تؤهل منطقة الحدود الشمالية لأن تكون مركزا عالميا للصناعات الفوسفاتية يوفر قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، مؤكدا أن الإنجازات العظيمة ستتحقق بالتوكل على الله ثم العمل الجاد بعزيمة الرجال.
ومن جهة أخرى أعرب سلطان بن جمال شاولي، وكيل وزارة البترول للثروة المعدنية، عن سعادته لموافقة مجلس الوزراء على إنشاء مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» في شمال المملكة، وإشادته بالدعم الذي يلقاه قطاع التعدين في المملكة مما يمكنه من أن يكون عاملا فاعلا في تطوير المناطق النائية وتوفير الوظائف للشباب، مشيرا إلى أن هذا المشروع التعديني الضخم سيعانق إنجازات الوطن ويضاف إلى منظومة الصناعات التعدينية التي تنفذ في المملكة في مجال تطوير الثروات التعدينية والوطنية.
ومن جانبه ذكر المهندس عبد الله بن سيف السيف، رئيس مجلس إدارة شركة «معادن»، أن هذا المشروع سيسهم في تطوير الثروات الفوسفاتية، وتوظيف عائداتها بما يعزز التنمية المستدامة وتوفير الفرص الوظيفية المنتجة للشباب ورفع مستوى دخولهم.
وقال المهندس خالد بن صالح المديفر، الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إن شركته تفخر بأن تسهم في تحقيق أهداف الدولة وخدمة الوطن التي هي جزء منه، والإسهام في تطوير منطقة الحدود الشمالية مع العمل على تحقيق عوائد مجزية للمسهمين فيها، مؤكدا أن وجود خام الفوسفات في شمال المملكة بكميات مجدية، بالقرب من الغاز الذي تم اكتشافه، ووجود سكك حديدية، يمهد الطريق لقيام مدينة للصناعات التعدينية في الشمال، ترتكز على أعمال تصنيع الفوسفات وصناعاته التحويلية، مؤكدا أن هذا القرار التاريخي بإنشاء هذا المشروع سيحقق تطلعات القيادة في تنمية كافة مناطق المملكة والتنمية المتوازنة وفتح آفاق جديدة من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، وتعزيز تنمية مناطق المملكة المختلفة من خلال التدريب والتأهيل المهني لأبناء تلك المناطق وإعدادهم ليتولوا القيادة الإدارية لتلك المشاريع في المستقبل.
وأكد المديفر قدرة «معادن» على تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة، حيث إنها قد أكملت بناء مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، كما أكملت إنشاء واحد من أكبر مجمعات الفوسفات في العالم بتكلفة 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار) وبدأ الإنتاج التجاري فيه العام الماضي، وتعمل الآن على تنفيذ أكبر مشروع متكامل للألمنيوم في العالم بتكلفة 40 مليار ريال (10.6 مليار دولار) بالإضافة إلى تطوير مشاريع الذهب والمعادن النفيسة.
وبين المديفر أن شركة «معادن» تستكمل الدراسات الهندسية لإنشاء مجمع لصناعة الأسمدة الفوسفاتية لتحويل حجر الفوسفات إلى منتجات متنوعة، تمثل مواد صناعية أساسية ومتخصصة. وأكد المديفر أن معادن تفخر بأن استثماراتها في مناطق المملكة هي استثمارات ناجحة ذات مردود اقتصادي جيد يعود بالنفع على مناطق المملكة المختلفة وعلى شركة «معادن» التي تعمل على وضع بصمتها لرفع المستوى المعيشي لأبناء تلك المناطق من خلال التدريب والتأهيل المهني وإعدادهم ليتولوا القيادة الإدارية لتلك المشاريع في المستقبل.
وأشار إلى أن قيام الصناعات الأساسية والتحويلية في مدينة «وعد الشمال» التعدينية سيوفر ما يزيد على 20 فرصة استثمارية للقطاع الخاص تعتمد على منتجات هذا المشروع. كما سيوفر المشروع والفرص الاستثمارية في مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» نحو 2700 وظيفة مباشرة إضافة إلى أكثر من 22 ألف فرصة وظيفية غير مباشرة، وستسعى «معادن» مع الجهات المختصة على أن تكون نسبة السعودة فيها بأقصى حد ممكن. ولفت إلى أن «معادن» اتفقت مع وزارة البترول والثروة المعدنية على إقامة مركز متقدم لتدريب وتأهيل الشباب للعمل في مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية»، وكذلك إنشاء مركز آخر لخدمة المستثمرين المستقبليين للاستثمار في هذه المدينة مع تقديم المواد الخام اللازمة من منتجات شركة «معادن».
وأوضح المديفر أن شركة «معادن» تخطط لاستثمار 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار) من المبلغ الذي سينفق على هذه المشاريع بمدينة «وعد الشمال» لتغطية تكاليف استخراج خام الفوسفات ومعالجته، وإقامة 7 مصانع كبيرة بمقاييس عالمية، وإقامة مجمع للخدمات التي تحتاج إليها هذه المشاريع، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية الإجمالية لهذه المصانع تبلغ 16 مليون طن سنويا لإنتاج مركزات الفوسفات وحامض الكبريتيك وحامض الفوسفوريك، ومصانع لإنتاج أحادي وثنائي فوسفات الكالسيوم المستخدمة في صناعة الأعلاف الحيوانية، وكذلك مصانع لإنتاج حامض الفوسفوريك المركز المستخدم في الصناعات الغذائية، ومادة بولي فوسفات الصوديوم الثلاثية المستخدمة في صناعة المنظفات والاستخدام الصناعي.
وأوضح أن الشركة تنوي إقامة مصنع آخر لإنتاج الأمونيا، ومصانع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمركبة في مدينة «رأس الخير للصناعات التعدينية» في المنطقة الشرقية لتكون بالقرب من موانئ التصدير وتكمل الصناعات في مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية». وسيتم بدء تشغيل مصانع معادن في هذه المدينة قبل نهاية عام 2016.
إلى ذلك، قال المهندس عبد العزيز بن محمد التويجري، رئيس المؤسسة العامة للموانئ، إن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية»، واعتماد المبالغ اللازمة لبناء 3 أرصفة جديدة ستنفذها المؤسسة العامة للموانئ في الوقت اللازم لمشروع «معادن» ومتطلبات نمو مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» وذلك إضافة إلى الإمكانيات المتوفرة في ميناء رأس الخير في الوقت الحاضر.
من جهته قال منصور بن صالح الميمان، الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة شركة «سار»، إن صندوق الاستثمارات العامة و«الشركة السعودية للخطوط الحديدية» (سار) ستعمل على ربط مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» بسكة حديد الشمال - الجنوب بخط يبلغ طوله 100 كيلومترا تقريبا وتزويدها بالمقطورات المناسبة، لنقل حامض الفوسفوريك والكبريت الخام ومنتجات المشاريع الأخرى من مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» وإليها، وكذلك إنشاء محطة للركاب في تلك المدينة، وستعمل شركة «سار» مع شركة «معادن» لإنجاز ما كلفت به في الوقت المحدد.
واعتبر ذلك دعما للتنمية في المنطقة الشمالية ومحفزا على توفير الفرص الوظيفية للشباب السعودي، مما يعزز من التنمية المتوازنة والمستدامة، مشيرا إلى أن تكامل العمل بين الجهات المختصة سيعمل على إنجاز هذه المشاريع بما يحقق تطلعات القيادة ويعود بالنفع على رفاهية الشعب السعودي ونماء الوطن.
من جهته أعرب المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو – السعودية» وكبير إداريها التنفيذيين، عن دعم «أرامكو» لهذا المشروع الحيوي، وأنها ستواصل برنامجها الطموح للتنقيب عن الغاز في كافة مناطق المملكة الواعدة بما فيها المنطقة الشمالية، وأنها ستطور الكميات اللازمة من الغاز في المنطقة الشمالية لمشروع شركة «معادن» ومدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية»، وستزود المشروع باحتياجاته من الكبريت كما تزود المشروع باحتياجاته من الوقود واللقيم في رأس الخير.
من ناحيته أعرب المهندس علي البراك، الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية للكهرباء» عن أن اعتماد مجلس الوزراء مبلغا لـ«الشركة السعودية للكهرباء» لتقوم بربط مدينة «وعد الشمال للصناعات التعدينية» بشبكة الجهد الفائق بما في ذلك محطات التحويل، وهو ما سيعزز من مشاركة الشركة لدعم هذه الصناعات التعدينية المتقدمة التي ستنمي منطقة الشمال وتضيف إلى المشاريع الكبيرة التي تنفذها الدولة.