«أرامكو» السعودية: أهميتنا الاستراتيجية للاقتصاد العالمي تتوقف على حماية مواردنا

مسؤول فيها قال إن عيون العالم مفتوحة على المنطقة

TT

قال مسؤول رفيع في شركة «أرامكو» السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم «إن عيون العالم مفتوحة على منطقتنا - في إشارة منه إلى ما تتمتع به منطقة الخليج العربي من أهمية كبرى على المستوى العالمي - ففي الوقت الذي تتحول فيه عجلة النمو الاقتصادي نحو قارة آسيا، تزداد أهميتنا بالنظر إلى دورنا في مجال الطاقة العالمية».

وقال «نحن مهمون، وإسهاماتنا المطلوبة والمتوقعة في الاقتصاد العالمي تتوقف على قدرتنا على إدارة التحديات المتعلقة بحماية أصولنا».

ودعا المهندس عبد العزيز الخيال، النائب الأعلى للرئيس للعلاقات الصناعية في «أرامكو» السعودية، إلى إخراج قطاعات الأعمال والصناعة من النهج التقليدي إلى نهج أكثر شمولية فيما يتعلق بمسألة الأمن.

ورأى الخيال أن ذلك يتعزز بالنظر إلى أن النماذج الأمنية التي كانت تطبق قبل عقدين من الزمن لم تعد فاعلة الآن، خاصة مع تأثير العولمة والتقنية وعلاقات التواصل والمعلومات والأنظمة الآلية لتسيير الأعمال، وقال «إن هذه البيئة الحيوية ذات التغيرات السريعة، تفرض المزيد من التحديات إزاء أهمية الأنشطة الأمنية المتقدمة».

كما دعا إلى تبني ما يعرف بمعيار المرونة التنظيمية، في مواجهة النظرة السائدة عالميا التي تؤدي إلى التقليل من شأن إدارة المخاطر التشغيلية وتحولها إلى بند يزيد من تعطيل العمل وإرباكه، مبينا أن تلك النظرة تكرست في ظل الشح الاقتصادي العالمي، حيث تميل الكثير من الشركات إلى النظر إلى الأمن على أنه عبء مادي وليس استثمارا.

وقال إن تسلح الشركات بإطار متكامل لتحقيق المرونة، سيجعلها قادرة على التعامل مع مجموعة المخاطر التشغيلية، بدءا من توقع الأخطار وتقييمها والاستعداد لمواجهتها، وانتهاء بمنع وقوعها وتخفيف آثارها وإدارتها.

وكان المهندس عبد العزيز الخيال يتحدث أمام مؤتمر ومعرض الأمن الصناعي الذي يعقد خلال الفترة الحالية في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة بتنظيم من فرع الجمعية الدولية للأمن الصناعي في الشرق الأوسط.

وترعى «أرامكو» السعودية فعاليات المؤتمر وتشارك بجناح في المعرض المصاحب له الذي يعرض ما تتمتع به الشركة، تقنيات متطورة وأساليب متقدمة تستخدمها في تشغيل وإدارة أعمال الأمن الصناعي فيها من أجل المحافظة على مرافقها وأصولها العملية والبشرية.

وتناول الخيال في كلمته التي جاءت تحت عنوان «نموذج جديد لمرونة المنظومة من خلال معايير وتوجهات دولية»، الكثير من المعايير العالمية وكيفية تطبيقها بشكل متدرج ومرحلي في البرامج الأمنية، وكيفية الالتزام بها مما يساعد على تلبية متطلبات السوق وتحقيق الرفاهية والشفافية والمساءلة وحسن الأداء.

كما ناقش الخيال المفهوم التقليدي للأمن الصناعي، وقال إنه تم اختزال مسألة المحافظة على الأمن في هامش ضيق من الأعمال يتطلب موظفين أمنيين، حين كانت قطاعات الأعمال والصناعة تتبنى نظرة تقليدية فيما يتعلق بالأمن تجلت على نحو واضح في صورة رجل الأمن بزيه التقليدي وهو يقف في بهو المكاتب أو على بوابات الشركة.

وتابع الخيال «بهذه العقلية جاء اقتصار نطاق الأمن في حدود ضيقة جدا، مثل التطبيقات المتعلقة بحماية الأصول أو منع الخسائر». وأشار إلى أن الصناعة كانت وإلى وقت ليس ببعيد تنظر إلى الأمن على أنه وظيفة ثانوية تعتمد على رد الفعل وتعمل على احتواء الأضرار وليس منعها.

وأكد الخيال بالمقابل أن هناك إدراكا جيدا الآن بأنه يمكن أن يكون للأمن تطبيقات حيوية في شتى أنواع العمل التجاري والصناعي تشمل مجموعة متكاملة من الأنشطة والمصالح.

وحول الأخطار والاستعداد لمواجهتها، قال الخيال «إن الخطر أمر وارد، ولذلك علينا أن نطور آلياتنا واستراتيجياتنا الخاصة بنا للحد من آثاره عن طريق الاستجابة السريعة والفاعلة». وأضاف أن «من شأن وجود خطة أمنية شاملة وفاعلة وتلائم طبيعة العمل أن تؤدي الغرض منها مهما كانت التحديات، ويمكن تطبيقها بشكل مرحلي يجلب القيمة لشركاتنا»، لذا فإنه من الضروري دمج الخطة الأمنية ضمن خطة إدارة الأزمات لضمان القدرة على المنافسة والأداء.

ورأى أنه في الوقت الذي تقع فيه الأزمات للشركات، فإن الإجراء الوحيد الذي تواجه به هذه الحوادث يصبح هو الجاهزية والاستعداد بكل معنى الكلمة.