دورة

علي المزيد *

TT

تمر أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم بدورات صاعدة ودورات هابطة، وسوق الأسهم السعودية ليست استثناء وقد مرت بهذه الدورات، وكانت دورات الهبوط السابقة لا تتجاوز الثلاث سنوات، ولكنها في الهبوط الأخير الذي بدأ منذ مطلع 2006 تجاوزت ذلك. ولم تسترد عافيتها بعد ولكنها بدأت خلال الأسابيع الأخيرة تستعد للصعود، ويأتي ذلك بدعم من عدة أسباب، أهمها تحسن ربحية السوق التي اقتربت من 100 مليار ريال، تحسن أداء الشركات, والأهم من ذلك ارتفاع أسعار العقار ومواد البناء، وسوق العقار تمثل فرصة بديلة ولكن ارتفاع الأسعار يقلل العائد مما يعوق الاستثمار في هذا القطاع. وتجار العقار يذكرون أن ارتفاع العقار يحجم السوق ويعوق تنفيذ الصفقات، وينادون بهبوطه لتسير عجلة الصفقات.

كما أن ارتفاع أسعار مواد البناء يعوق حركة التطوير والبناء ويرفع أسعار الوحدات مما يعوق تسويقها. كل ذلك يرجح تحول سيولة عالية لسوق الأسهم، وأثناء ارتفاع السوق ستمر الأسهم بعمليات جني أرباح ولكن المؤشر في نهاية العام يتجه للصعود ما لم يحدث مستجد سياسي أو اقتصادي سيئ.

وأقول لكل القراء إن عليهم ألا يفرطوا بأسهمهم وأن يستفيدوا من دورات السوق السابقة؛ لأن من يحتفظ بسهمه الجيد كمستثمر يكسب في نهاية المطاف أفضل من المضاربين، فهل نتعلم من الدروس السابقة؟

وإذا كان المستثمر أو المستثمرة يرغب بممارسة المضاربة فإنه لن يخرج عن أمرين، إما باحث عن المتعة، وهذا لا تعنيه الخسارة لأنه يضع نسبة خسارة لا يتجاوزها, وأما باحث عن الربح وفق منهجية محددة فيكون حجم أسهم المضاربة في محفظته لا يتعدى عشرة في المائة، فإن تضاعفت ربحت المحفظة عشرة في المائة، وإن خسرت فالخسارة محدودة وغير ذات تأثير على المحفظة.

* كاتب اقتصادي