توقف مصنع لإنتاج خام الحديد يتسبب في شح المعروض بالسعودية

استبعاد حدوث أزمة.. ومحاولة لسد العجز من الخارج

TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في سوق الحديد السعودية عن توقف أحد خطوط إنتاج الشركات الكبرى في المملكة الأسبوع الماضي لمدة 10 أيام، وتراجع مبيعات بعض المصانع نظرا لانخفاض خام الحديد «البيليت»، الأمر الذي أدى إلى وجود شح في إنتاج بعض المصانع التي تنتج حديد التسليح مقاس 8 ملم.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن هناك «نقصا في تصدير دولة الإمارات في حديد (الكويل) والذي يتم استيراده على شكل لفات وتقوم المصانع بتحويله»، مشيرا إلى أن هذه العوامل يقابلها ارتفاع على الطلب المحلي بشكل ملحوظ خلال هذه الأيام. وأفاد المصدر بأن «المصانع حاليا تنتج بكامل طاقاتها لتلبية الاحتياج، في ظل تعطل أحد خطوط الإنتاج لمدة 10 أيام، ويقدر العجز بنحو 25 ألف طن»، مؤكدا أنه «في حالة تفاقم الأزمة في سوق الحديد فلن تكون هناك أي مخاوف لأن السعودية تستورد من الخارج ما لا يقل عن مليون ونصف مليون طن سنويا لتلبية الطلب المحلي».

وزاد «لذلك أعتقد أن المخاوف ليست من أزمات الحديد المحلية في حالة زيادة الطلب، لكننا نتأثر فعليا في حالة وجود أزمات عالمية، فالعالم يشهد ركودا نوعا ما، فالسوق لن تقف عند ذلك، وسوف يزيد حجم الاستيراد حينها من الخارج». واستطرد أن «استخدامات الحديد مقاس 8 ملم يكون في شبك الأرضيات، ولن يكون ذلك أمرا يدعو للقلق، فالمشاريع الكبيرة كالجسور والأنفاق تستخدم مقاسات ذات سمك أكبر 40 مليمترا، مقابل أن البيوت والعمائر يتراوح مقاس حديد التسليح فيها بين 16 و20 مليمتر في أغلب الأحيان».

وتشير التقديرات الاقتصادية في السعودية إلى أن سوق صناعات الحديد تعد الأسرع نموا مقارنة بالأسواق المشابهة في الشرق الأوسط بنسبة نمو بلغت 10.5 في المائة سنويا، وتستورد السعودية نحو 1.5 مليون طن من الخارج لسد العجز، مقابل أنه سوف تتم زيادة حجم الحديد المنتج محليا بنحو مليون طن من خلال بدء إنتاج مصنع حديد الجنوب الشهر المقبل، الأمر الذي قد يكون محفزا للسوق المتصاعدة في البلاد.

ووفقا لبيانات الاتحاد الدولي للصلب فقد بلغ إنتاج العالم من الصلب الخام 116.675 مليون طن خلال يناير (كانون الثاني) 2012، بنسبة انخفاض بلغت 7.8 في المائة عن إنتاج يناير 2011، وهو ما يعكس ضعف الطلب العالمي خلال الفترة الحالية، وقد انخفض إنتاج آسيا بمقدار 11.4 في المائة، وكانت الصين أكثر الدول انخفاضا بنسبة 13 في المائة، تليها اليابان بنسبة انخفاض 10 في المائة، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 9 في المائة، فيما انخفض إنتاج الاتحاد الأوروبي بمقدار 5.6 في المائة نتيجة انخفاض إنتاج معظم دول الاتحاد، أما مجموعة الدول الأوروبية الأخرى فقد انخفض إنتاجها بنسبة 11.3 في المائة مقارنة بشهر يناير 2011.

يذكر أن وزارة التجارة تفرض أسعارا محددة لا يتجاوزها التجار؛ حيث يبلغ سعر الطن من المصنع 2840 ريالا (757 دولارا)، ومن الموزعين 2940 ريالا (784 دولارا)، بهامش ربح 100 ريال تقريبا، ومن المتوقع أن تصل زيادة الطلب في عام 2012 لنحو 12 في المائة من خلال الزيادة في الإنفاق الحكومي ومشاريع الإسكان.

ويتجاوز الطلب المحلي 7 ملايين طن، في حين لا يتجاوز الإنتاج المحلي 5 ملايين طن، حيث تستورد السعودية نحو 1.5 مليون طن من الخارج لتغطية الاحتياج من الحديد في المشاريع.