شحنة نفط إيرانية تضع تساؤلات حول التزام «شل» بالحظر على طهران

وسيط قال إنها اشترت.. والشركة العملاقة ترفض التعليق

TT

أشارت بيانات لـ«رويترز» وثلاثة مصادر في قطاع النفط أمس الجمعة إلى أن ناقلة نفط إيرانية عملاقة رست قرب سنغافورة الأسبوع الماضي ووصلت إلى مصفاة تابعة لشركة «رويال داتش شل» وأفرغت نحو 1.5 مليون برميل من النفط.

وأظهرت قاعدة بيانات «رويترز فريت فندامنتلز للشحن البحري» أن الناقلة دلفار وهي من الأسطول التابع لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية وصلت الليلة الماضية إلى المصفاة التي تبلغ طاقتها 500 ألف برميل يوميا الواقعة في جزيرة بوكوم. وذكر وسيط شحن في سنغافورة: «نعم.. اشترتها (شل). ليس هناك سبب آخر يدعوها للرسو في بوكوم». وفي رد عبر البريد الإلكتروني على استفسارات «رويترز» قالت «شل»: «لا نعلق على أنشطتنا التجارية. تلتزم (شل) بكافة العقوبات القابلة للتطبيق».

وكانت دلفار التي تبلغ حمولتها 270 ألف طن وصلت يوم 23 فبراير (شباط) قبالة جزيرة كاريمون الإندونيسية وهي نقطة تخزين بحرية رئيسية قرب سنغافورة أكبر مركز لتجارة النفط في آسيا وتستخدم عادة في نقل النفط من سفينة لأخرى وليس من المعتاد أن ترسو عندها ناقلات تابعة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية.

ثم تحركت الناقلة صوب مياه سنغافورة يوم 26 فبراير بعد أن أفرغت شحنة من المكثفات في ناقلة أصغر متجهة للصين. وكانت الناقلة الأصغر التي تبلغ طاقتها 60 ألف طن متجهة إلى مجمع نفطي في هويتشو حيث تدير كل من مؤسسة «تشاينا ناشيونال أوفشور أويل كورب» و«رويال داتش شل» مجمعا للكيماويات. وتجاهد إيران خامس أكبر منتج للنفط في العالم لبيع نفطها في مواجهة عقوبات أميركية مشددة وحظر أوروبي يبدأ سريانه في الأول من يوليو (تموز).

وذكرت مصادر في صناعة النفط أن «شل» الإنجليزية الهولندية تعد واحدة من أكبر مستهلكي النفط الإيراني في العالم إذ تشتري نحو 100 ألف برميل يوميا لأنشطتها في أوروبا ونفس الكمية تقريبا لعملياتها في اليابان بموجب اتفاق مع شركة «شوا شل» اليابانية ينتهي في مارس «آذار». وفي الثاني من فبراير رفض بيتر فوسر المدير التنفيذي لـ«شل» خلال إعلان نتائج الشركة أن يحدد حجم الإمدادات الإيرانية التي لا تزال الشركة تشتريها. وقال: «ستمتثل (شل) للعقوبات وبالتالي سنحصل على الخام من أماكن أخرى».

إلى ذلك، ذكرت مصادر في صناعة النفط أمس الجمعة أن المشترين اليابانيين للنفط الإيراني قد يطلبون من طهران إدراج بند التعرض لظروف قهرية في عقود الصفقات ما لم يتمكنوا من السداد أو تحميل النفط الإيراني بسبب نقص التغطية التأمينية للناقلات جراء عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وأضافت المصادر أنه من المتوقع أن تطلب بعض شركات التكرير إدراج البند عندما يبدأون المفاوضات على العقود محددة الأجل التي تبدأ من أبريل (نيسان) لتجنب صعوبات غير متوقعة في تحميل الخام الإيراني.

ولن تتمكن شركات تأمين الشحن اليابانية سوى من توفير جزء يسير من التغطية للناقلات التي تقل النفط الإيراني بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي يبدأ سريانها في الأول من يوليو (تموز) وتقول المصادر إن شركات الشحن اليابانية ستجد على الأرجح صعوبة في نقل الخام من إيران ما لم يتم حل المسألة حينها.

وفي نيودلهي قالت مصادر في صناعة النفط لـ«رويترز» إن أكبر شركة شحن هندية اضطرت إلى إلغاء شحنة نفط هندية الشهر الماضي بعد أن رفضت شركات تأمين أوروبية توفير تغطية للشحنة بسبب تشديد العقوبات على طهران. وكانت الناقلة مهراجا أجراسين المملوكة لشركة الشحن الهندية الحكومية محجوزة في بداية الأمر لشركة «إنديان أويل كورب للتكرير» لنقل خام إيراني في منتصف فبراير، لكنها لم تتمكن من توفير الغطاء التأميني اللازم. وأعلن الاتحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) عقوبات جديدة تحظر على شركات التأمين الأوروبية توفير تغطية لسفن تنقل النفط أو منتجات النفط الإيرانية إلى أي مكان في العالم.

وقال مصدر في قطاع الشحن مطلع على الصفقة: «تقدم الرابطة الأوروبية للحماية والتعويض تغطية للعقود المبرمة قبل 23 يناير على أساس حالة بحالة وحتى الأول من يوليو. قالوا إنه ليس بوسعهم تغطية العقود التي أبرمت بعد 23 يناير». وأكد اثنان من وسطاء الشحن إلغاء حجز الناقلة.