تتجه السوق الصناعية في السعودية نحو تأسيس قاعدة لصناعة السيارات بالسعودية، ورفدها بمنتجات محلية ومواصفات عالمية تستخدم الخامات السعودية، ويأتي ذلك تعزيزا للصناعة السعودية وتفعيل دورها في الأسواق العالمية.
ومن شأن هذا التوجه الجديد التمهيد لانطلاق صناعة السيارات بالسعودية وتلبية الطلب المتنامي على منتجات الألمنيوم المستخدمة في صناعة السيارات وأجزائها وتغليف المواد الغذائية والإنشاءات، إذ تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها تصنيع هذه المنتجات في منطقة الشرق الأوسط من خلال صناعة متكاملة من المنجم إلى المنتج النهائي.
وفي هذا الإطار وقّعت شركة التعدين العربية السعودية «معادن» وشركة «ألكوا» مؤخرا عقدي إنشاء خط الدرفلة الجديد لمنتجات الألمنيوم المستخدمة في صناعة السيارات وأجزائها وتغليف المواد الغذائية والإنشاءات، وذلك بحضور المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، والأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من المصهر ومصنع الدرفلة في عام 2013 ومن المنجم والمصفاة في عام 2014. وإثر ذلك تم ترسية عقد الهندسة والتأمين والإشراف على شركة «فلور» العالمية، وترسية عقد توريد معدات الدرفلة لمسطحات الألمنيوم الباردة على شركة «اس ام اس سيمنغ» الألمانية.
وأوضح المهندس خالد المديفر الرئيس التنفيذي لشركة «معادن» أن الشركتين بدأتا توسيع مجالات الإنتاج في مشروعهما المشترك لإنتاج الألمنيوم، الذي يجري تشييده في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية بالمنطقة الشرقية، ليشتمل على إضافة خط إنتاج جديد بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويا لمنتجات الألمنيوم، التي ستدخل في صناعة السيارات ومواد التغليف والإنشاءات، والمتوقع أن يكون الخط جاهزا للإنتاج بنهاية عام 2014.
وأشار إلى أن هذه المنتجات الجديدة تتوافق مع الاستراتيجية السعودية الرامية إلى استغلال الثروات الوطنية وتوظيف عائداتها، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز من رفاهية المواطن السعودي، مؤكدا أن هذه الخطوة تعتبر إنجازا مهمّا لمشروع الألمنيوم الذي صمم على طراز عالمي بتكاليف تشغيلية تنافسية، ما يمكن المشروع من تلبية احتياجات الأسواق من منتجات الألمنيوم المصنعة محليا بمقاييس عالمية.
إلى ذلك قال المهندس عبد الله بصفر نائب الرئيس لأعمال الألمنيوم في «معادن»: «إن هذا المشروع سيعزز من مساهمة شركة (معادن) في التنمية الصناعية وإيجاد الوظائف الجديدة، وكذلك نقل وتوطين تقنية الألمنيوم وإعداد كفاءات سعودية مؤهلة في هذا المجال تؤسس لتوسيع هذه الصناعات الجديدة وتعظيم دورها في التنمية».
من ناحيته أوضح كن ويسكنسي، رئيس وحدة تنمية المنتجات الأولية العالمية بشركة «ألكوا» الأميركية، أن شركة «ألكوا» ساهمت في إقامة هذا المشروع بمواصفات عالمية، معتبرا أنه الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط لإنتاج منتجات جديدة بالإضافة إلى المنتجات الأساسية، ما يمكنه من جلب التقنية الحديثة والعمل على تطوير المهارات الوطنية لإنتاج منتجات بكفاءة عالية ومعايير متميزة.