قطع أول مشروع طاقة عراقي مع شركة نفط أجنبية بعد سقوط صدام حسين خطوة للأمام أمس (الخميس) مع إعلان «رويال داتش شل» عن ترسية عقد بقيمة 63 مليون دولار على «إيه بي بي» السويسرية للأعمال الهندسية لبناء محطة كهرباء في جنوب البلاد. ويهدف مشروع غاز البصرة الذي تقوده «شل» و«ميتسوبيشي» ويتكلف 17 مليار دولار، وتم إبرام صفقته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بعد سنوات من المفاوضات إلى الاستفادة من الغاز الطبيعي المصاحب لإنتاج النفط الذي يجرى حرقه حاليا في توليد الكهرباء. وذلك حسب «رويترز».
والمشروع هو الأول من عدة مشاريع جديدة ستشهد استثمارات من شركات عالمية في قطاع الطاقة الذي تضرر بشدة جراء عقود من الحرب والعقوبات الاقتصادية. وأبلغ جاسر حنتر، المدير العام لمشروع «شل» للغاز، الصحافيين، بأن العقد يتضمن أن تبني «إيه بي بي» محطتين لتوليد الكهرباء بطاقة 25 ميغاواط لكل منهما في خور الزبير بجنوب العراق.
وبعد تسع سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بنظام صدام لا تزال شبكة الكهرباء في البلاد تعمل بشكل متقطع ولم يتم إحراز تقدم كبير في تعزيز الإنتاج من حقول النفط والغاز الضخمة.
وقالت الحكومة هذا الأسبوع إن إنتاج النفط عاد ليتجاوز ثلاثة ملايين برميل يوميا للمرة الأولى منذ عام 1979. ووقع العراق صفقات مع شركات عالمية تهدف لتعزيز إنتاجه النفطي بأكثر من مثليه في الأعوام المقبلة.
وصرح مسؤول بشركة «نفط الجنوب» العراقية ومقرها البصرة أمس (الخميس) بأن ائتلافا يضم شركتي «رويال داش شل» الإنجليزية الهولندية و«بتروناس» الماليزية يعمل على رفع معدل إنتاج النفط الخام في حقل مجنون إلى 175 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي 2012. وقال مهدي بادع، حسين مدير هيئة المتابعة في شركة «نفط الجنوب»، إنه «بحسب الخطة للعام الحالي سيكون الإنتاج 175 ألف برميل في اليوم في حقل مجنون لعام 2012». وأضاف أن الإنتاج الحالي في الحقل في حدود 45 ألف برميل يوميا والعمل جار لزيادة معدلات الإنتاج وفق الخطة.
تملك شركة «شل» 60 في المائة من العقد، بينما تبلغ حصة «بتروناس» 40 في المائة في هذا الحقل الذي يعد من الحقول فوق العملاقة في العراق وتبلغ احتياطياته حسب آخر إحصائية لوزارة النفط نهاية عام 2010 أكثر من 11 مليارا و953 مليون برميل.
إلى ذلك، قال مصدران بشركة «نفط الجنوب» العراقية، إن العراق بدأ أمس (الخميس) تحميل النفط من عوامة إرساء أحادية على الخليج طال انتظار افتتاحها. وقال أحد المصدرين «بدأنا التحميل الساعة 02:45 مساء (11:45 بتوقيت غرينتش) وإن عملية التحميل تمضي بشكل طبيعي ووضع الأنابيب وعوامة الإرساء الأحادية مستقران، ولا توجد مشاكل». وتأثرت صادرات النفط العراقية بنقص طاقة التحميل في الخليج بعد عقود من إهمال البنية التحتية بسبب الحرب والعقوبات. وكان افتتاح المنصة الجديدة التي أنشأتها شركة «لايتون» الأسترالية قد تأجل عدة أسابيع من قبل لسوء الأحوال الجوية.