تداولات الأسهم السعودية تسجل أعلى مستوياتها النقطية منذ سبتمبر 2008

محلل مالي: السوق تجاهلت المؤشرات الفنية المتضخمة والأوضاع السياسية

ذكر محلل مالي أن المستويات التي بلغتها السوق في الوقت الحالي كان من المفترض أن تحدث في عام 2011 (تصوير: خالد الخميس)
TT

واصلت سوق الأسهم السعودية تجاهلها للمؤشرات الفنية المتضخمة، التي تعطي إشارات مبكرة عندما تصل الحركات السعرية إلى مرحلة التشبع في البيع أو الشراء، حيث بلغت الكثير منن تلك المؤشرات التقنية مرحلة تشبع في عملية الشراء بعد رحلة طويلة من الارتفاعات المتتالية والمتقطعة للمؤشر العام، الأمر الذي أعطى الكثير من المحللين أن السوق أصبحت أقرب إلى عملية التصحيح.

إلا أن السيولة اليومية، التي وصلت إلى مستويات 14.4 مليار ريال (3.8 مليار دولار) كان لها كلمة أخرى، وذلك بعد أن استطاعت السوق اختراق مستويات 7400 نقطة، التي تعتبر أحد أبرز مستويات المقاومة بعد مستويات 6930 نقطة.

وقال محمد الشميمري، المستشار المالي، إن المستويات التي بلغتها السوق في الوقت الحالي، كان من المفترض أن تحدث في عام 2011، خاصة أن الكثير من المعطيات الداخلية كانت أكثر إيجابية، منها الاستقرار السياسي والاقتصادي والنتائج المالية والإنفاق الحكومي.

وأشار المستشار المالي أن اختراق مستويات 7400 نقطة وبقيم تداول عالية، أعطى إشارة إلى قدرة المؤشر العام على مواصلة الصعود إلى مستويات 8000 نقطة، مبينا أن بعض مرحلة الصعود جاءت في وقت كانت المؤشرات أعطت فيه ضعفا فنيا في حركة المسار الصاعد على المدى القريب.

وشهدت تداولات الأمس استحواذ سهم «مصرف الإنماء» على قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث الكمية والقيمة، حيث بلغت إجمالي ما تداوله 1.3 مليار ريال (346 مليون دولار) وسط تداولات تجاوزت 102 مليون سهم، وبنسبة ارتفاع بلغت 3.1 في المائة، ليغلق السهم عند مستويات 13.15 ريال (3.5 دولار)، وهي المنطقة التي فقدها منذ منتصف يوليو (تموز) 2009.

وواصل سهم شركة الاتصالات المتكاملة تسجيل أعلى إغلاقات له منذ الإدراج، وذلك بعد أن أغلق السهم على النسبة العليا المسموح بها في نظام تداول عند سعر 35.7 ريال (9.5 دولار)، وفي نفس الإطار، أغلقت أسهم كل من «تهامة والمتحدة للتأمين وفتيحي» على النسب العليا المسموح بها في نظام «تداول»، ليكمل بعض منها مسلسل النسب المتتالية. في الجهة المقابلة، ترجع سهم «اليانز» على النسبة الدنيا المسموح بها في نظام تداول وللجلسة الثانية على التوالي.

وقال الشميمري إن هناك عوامل أخرى ساعدت السوق على حدة الصعود، منها الأخبار الإيجابية في الأسواق العالمية، التي تركزت على منطقة أوروبا وتحديدا اليونان بعد توصلت لحل مع الدائنين، وهو أمر أسهم بشكل كبير لعودة المستثمرين إلى الأسواق المالية، بالإضافة إلى قضية الوظائف الأميركية، التي جاءت أعلى من التوقعات بعد أن وصلت إلى 227 ألف وظيفة.

وأكد المستشار المالي أن جميع المعطيات السابقة تزامنت مع حالة تأخر السوق في النهوض منذ منتصف عام 2011، وهو الأمر الذي قد يوجد قفزات سعرية لبعض الشركات بشكل قوي، في وقت كانت تلك الشركات لم تشهد حركة سعرية واضحة، الأمر الذي يعطى دلائل أن صناع المستثمرين وجود فرص إيجابية خلال الفترة الحالية لإعادة بعض المراكز على المدى الطويل.