«تومسون رويترز» تؤكد أهمية مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية كمعيار مرجعي موثوق

صديقي: المؤشر متوافق مع الشريعة خلافا للمؤشرات التقليدية الأخرى

TT

أكد الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في «تومسون رويترز» أن «مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) يمثل معيارا مرجعيا موثوقا به بين المصارف لحساب تكلفة التمويل للمؤسسات المالية الإسلامية ومعدلات الربح بصورة أكثر صدقية وواقعية»، وأضاف أن «كونه مؤشرا لحساب متوسط العوائد لعمليات التمويل المتوافقة مع أحكام الشريعة، فهو يعد بمثابة الحمض النووي لصناعة المصرفية الإسلامية التي تركز اليوم في نشاطها على الأعمال المصرفية التجارية بصورة أكبر عن الخدمات المصرفية الاستثمارية»، معتبرا في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المؤشر يثير الكثير من الجدل، و«علينا التصدي للانتقادات بشأنه إذا أردنا الوصول إلى الإمكانات الكاملة للمعايير التي يوفرها وتعزيزها».

وقال رشدي صديقي، الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في «تومسون رويترز»، إن مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) الذي تعاونت على إصداره «تومسون رويترز» مع 20 مؤسسة مالية إسلامية دليل مهم للعالم يؤكد على بلوغ التمويل الإسلامي مرحلة النضج في هذا الوقت ويمكن أن ينظر إليه كعنصر مستدام يتميز بالنمو السريع في أسواق المال العالمية.

وتم تصميم معايير المؤشر الجديد لاستخدامها في تسعير عدد من الأدوات المالية الإسلامية بما فيها استثمارات الخزينة وأدوات التمويل قصيرة الأجل مثل المرابحة والوكالة والمضاربة وأدوات تمويل قطاعات التجزئة مثل تمويل العقارات والسيارات والصكوك وغيرها من أدوات المداخيل الثابتة المتوافقة مع أحكام الشريعة. ويمكن استخدام المؤشر كذلك في تسعير وقياس الأصول المالية والاستثمارات الخاصة بالشركات.

ويرى صديقي أن التعاون على إطلاق مؤشر الربح الإسلامي يمكن مقارنته من حيث الأهمية بعدد من التطورات الرئيسية التي شهدتها صناعة المصرفية الإسلامية مثل إطلاق البنك الإسلامي للتنمية وتشكيل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية وهيئات وضع المعايير في مجلس الخدمات المالية الإسلامية وإطلاق بنك بريطانيا الإسلامي كأول بنك إسلامي مرخص لتلقي الودائع في دول مجموعة الخمس، وتعتبر هذه الخطوة مجرد بداية التطور في هذه المرحلة لمؤشر الربح بين المصارف الإسلامية، وفقا للمسؤول في «تومسون رويترز».

ويتوقع صديقي أن يشهد المؤشر نموا قويا بمرور الوقت على استخدامه وقبوله من قبل مؤسسات صناعة التمويل الإسلامي، ومع تعود مؤسسات الصناعة على فكرة المعايير الخاصة بالمؤشر واتساع نطاقه عالميا، فنحن نتوقع أن تستخدم البنوك معدل سعره لحساب أوضاع السيولة في ما بينها وكذلك الاستفادة منه في أنشطتها وخدماتها المصرفية للشركات والأفراد. وسيكون المؤشر قد بلغ أعلى معدلاته الكاملة عندما تبدأ بنوك الاستثمار بتوفير خدمات التمويل الإسلامي المشتركة (القروض) وإصدار الصكوك باستخدام معدلاته السعرية.

وعن الفرق بين مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) ومؤشر «ليبور» (LIBOR)، يوضح صديقي أن معايير مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية تتميز بالبساطة والقوة في القيام بحساب معدل الأرباح المتوقعة والمكتسبة من رأس المال المستثمر بطرق متوافقة مع الأحكام الشرعية بخلاف ما تقوم به المؤشرات التقليدية الأخرى مثل مؤشر «ليبور» التي تقيس أسعار الفائدة الربوية، ويرتبط مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) بالنسبة للمساهمين بحساب معدلات تكلفة التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة بصورة مباشرة. ويستند ذلك على العوائد الناتجة عن الأصول الإسلامية وبالتالي يعد مرجعا لمحفظة المخاطر الخاصة بتلك الأصول.

ويرى صديقي أن مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) يدعم كفاءة التمويل الإسلامي، فمعدلات مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية تمثل مجموعة المخاطر الإجمالية لمؤسسات مالية إسلامية عن طريق أصولها في بيانات الميزانية العمومية والمناطق الجغرافية التي تعمل فيها، وهذا أمر مهم لسببين: على الصعيد الاقتصادي، وبشكل أكثر من أي وقت مضى، لا تعبر الظروف في أوروبا أو في الولايات المتحدة بالضرورة عن الواقع السائد في أسواق التمويل في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من وجود صلة حتمية وواضحة بينها باعتبار أن أسواق المال العالمية دائما ما تعيش حالة تشابك في ما بينها، وعلى سبيل المثال، يجنب الحظر الشرعي على المضاربة (الميسر) وحالة عدم اليقين (الغرر) المصارف الإسلامية من مخاطر الديون غير المضمونة وغيرها من الأصول الغريبة الأخرى. وهنا يصبح السؤال المهم: لماذا ينبغي تغريم ومعاقبة البنوك الإسلامية (بشأن تكلفة التمويل) عندما تبقى بعيدة عن التعامل بمثل هذه المنتجات المالية؟

وعلى مستوى صناعة التمويل، استمر الجدل طويلا حول استخدام معايير مؤشر «ليبور» (LIBOR) الذي يستند إلى حساب سعر الفائدة، الأمر الذي نتج عنه ظهور تصورات سلبية حول صناعة التمويل. وسوف يعمل مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) على إزالة الكثير من الشكوك من أذهان المتعاملين في قطاع التمويل الإسلامي.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 أطلقت «تومسون رويترز»، «مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية» (IIBR) كأول مؤشر مرجعي في العالم متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية لحساب أسعار الأرباح على أدوات التمويل قصيرة الأجل المتبادلة بين المصارف الإسلامية ويهدف هذا المؤشر الذي تم إطلاقه بعد عامين من التعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات المالية الإسلامية وعلماء شريعة، إلى توفير بديل مرجعي موثوق به لتسعير أدوات التمويل الإسلامي في ظل الجدل والتحدي القائمين على مدى العقدين الماضيين في ما يتعلق بفصل التمويل الإسلامي عن مؤشر «ليبور»، الذي يحسب أسعار الفائدة الربوية المستخدمة في التمويل التقليدي، وبالتالي المساهمة في دعم مصداقية التمويل الإسلامي وتعزيز الثقة التي يتمتع بها.

ولا ينحصر استخدام مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) في المؤسسات المالية الإسلامية فقط، فمؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR) بحسب «تومسون رويترز»، كما هو الحال بالنسبة للتمويل الإسلامي، هو لجميع الناس والمؤسسات وفي جميع الأوقات. وكمعيار دقيق وشفاف لقياس نشاط السوق، فإن المؤشر يعد مناسبا للعديد من الاستخدامات في الأسواق المالية الحديثة في العالم. ومع إطلاق مؤشر الربح بين المصارف الإسلامية (IIBR)، فإن البنوك التقليدية سوف تكتسب المزيد من الثقة في تعاملاتها مع المصارف الإسلامية المقابلة لها نظرا لأن معدلات أسعارها سوف تكون متوفرة للعموم وفق معايير المؤشر.