السعودية تتجه إلى اختيار الأغنام المقاومة للأمراض لمواجهة أزمة ارتفاع الأسعار وشح المعروض

رئيس «الصندوق الزراعي» لـ«الشرق الأوسط»: أسعار الأغنام في البلاد مرتفعة

اعتماد السعوديين على الأغنام المحلية وعدم تقبل الأغنام المستوردة أحد أسباب ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية (تصوير: إقبال حسين)
TT

كشف مسؤول سعودي رفيع المستوى عن عزم صندوق التنمية الزراعي السعودي على إيجاد خطة جديدة لتحسين مستوى إنتاج الأغنام في السوق المحلية، مبينا أن الخطة الجديدة ترتكز على اختيار الأغنام الجيدة من حيث مقاومة الأمراض، وعدد مرات الولادة، والاستفادة منها في موضوع تحسين وإكثار الماشية، معترفا في الوقت ذاته بتضخم أسعار اللحوم الحمراء في بلاده.

ورفض المهندس عبد الله الربيعان، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، فكرة وجود خلاف بين الصندوق مع وزارة الزراعة السعودية، وقال «العلاقات جيدة، نحن نعمل معا من أجل خدمة القطاع الزراعي والحيواني بالشكل المناسب والإيجابي، وليس هناك خلاف بيننا». واعترف الربيعان بأن أسعار الأغنام في السعودية مرتفعة، إلا أنه استدرك قائلا «ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ظاهرة عالمية وليست محلية فقط، ولكنني أعتقد أن نمط الاستهلاك في المملكة، واعتماد مربي الماشية على الشعير كعلف وحيد لأغنامهم، أسهم في ارتفاع الأسعار بالصورة التي نراها الآن».

وأشار إلى أن عدم اعتماد المستهلك على الأغنام المستوردة من بعض دول أفريقيا يحتاج إلى دراسات ميدانية في هذا الجانب، مضيفا «السعوديون يعتمدون على الأغنام المحلية، ولا يتقبلون الأغنام المستوردة، وهو من الأسباب التي قادت إلى ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية». وأوضح الربيعان أن بلاده تتجه نحو خطة وطنية جديدة لتحسين إنتاج وإكثار الماشية، معتبرا أن هذه الخطة من الأسباب التي ستسهم في حل مشكلة ارتفاع أسعار الأغنام وقلة مستوى المعروض. وأبدى الربيعان عن عدم رضاه عن مستوى الإنتاج الحالي في سوق الأغنام في البلاد، مشيرا إلى أن هناك حاجة ملحة في ظل انخفاض مستوى المعروض وارتفاع حجم الأسعار إلى تحسين مستوى إنتاج الماشية في السوق السعودية.

وأوضح الربيعان أن من الأسباب التي قادت إلى ارتفاع أسعار الأغنام في السوق السعودية عملية الإصرار على استيراد الأغنام الحية، متمنيا في الوقت ذاته أن تشهد السوق خلال الفترة المقبلة توازنا بين العرض والطلب أكثر مما هي عليه الآن.

وقال الربيعان «فيما يخص الثروة السمكية في البلاد، فإن هناك خطة لبلوغ حجم الإنتاج الممكن في عام 2029 قرابة الـ8 ملايين طن، إلا أننا حاليا نقوم بإنتاج نحو 900 ألف طن»، مشيرا إلى أن الثروة السمكية تلقى اهتماما بالغا أسوة بثروة الماشية.

من جهة أخرى، أكد محمد العبيد، وهو تاجر أغنام في العاصمة الرياض لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن أسعار الأغنام في السوق السعودية باتت مرتفعة جدا، مبينا أن أسعارها لأوزان 12 إلى 16 كيلو تبلغ في متوسطها نحو 1600 ريال (426 مليون دولار) للأغنام المنتجة محليا.

وأشار العبيد إلى أن السعوديين لا يتقبلون الأغنام المستوردة من الخارج، وقال «هناك عدم ثقة في طريقة تغذية هذه الأغنام في بلدانها، وهو الأمر الذي أسهم بشكل كبير في عدم الاعتماد عليها، مما قاد إلى ارتفاع أسعار الأغنام المحلية بصورة كبيرة جدا خلال العامين الماضيين».

الجدير بالذكر، أن محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ، رئيس الفريق التوجيهي للمبادرة السادسة لإكثار وتحسين الماشية، كان قد قال في ورشة العمل الأولى للمبادرة الشهر الماضي «يرجع الاهتمام الرسمي بالقطاع الزراعي إلى أن نسبة عالية من المواطنين تقطن في مناطق القرى والهجر، وتعتمد على الزراعة كمصدر دخل أساسي مما يجعل هذا القطاع من أهم روافد التنمية الاجتماعية في البلاد».

وتابع «يحتل قطاع الأغنام في المملكة عناية خاصة ومكانة بارزة بين قطاعات الزراعة المختلفة، حيث إن المملكة تمتلك ثروات محلية من الإبل والضأن والماعز موزعة ومنتشرة في مناطق المملكة المختلفة، وتعتمد عليها نسبة كبيرة من المواطنين كمصدر دخل أساسي لهم، ولعل زيادة التحديات والمعوقات الداخلية والخارجية في الآونة الأخيرة، التي تواجه هذا القطاع الحيوي من جميع الجوانب دفعت المسؤولين في صندوق التنمية الزراعية إلى إفراد مبادرة مستقلة تهدف إلى تطوير وتنمية الأغنام».