أوباما يرشح طبيبا كوريا لتولي رئاسة البنك الدولي

جيم يونغ كيم يخوض المنافسة مع مرشحين من نيجيريا وكولومبيا

الرئيس بارك أوباما يعلن ترشيح جانغ يونغ كنغ لرئاسة البنك الدولي (رويترز)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ترشيح رئيس كلية دارتموث، جيم يونغ كيم، لرئاسة البنك الدولي خلفا لروبرت زوليك الذي تنتهي فترة رئاسته في يونيو (حزيران) المقبل، معلنا ترشيح كيم في مؤتمر صحافي بحديقة الزهور بالبيت الأبيض بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخزانة تيموثي غيثنر.

وقال أوباما «إن البنك الدولي ليس مجرد بنك، بل إحدى الأدوات المهمة لتخفيض الفقر في العالم، وتحسين مستويات المعيشة وتقوية الاقتصاد العالمي وخلق فرص عمل وفتح أسواق، وعندما تنتقل دولة من الفقر إلى الرفاهية فهذا يجعل العالم أكثر قوة وأمنا». وشدد أوباما على أن اختياره للطبيب الكوري الأصل كيم يرجع إلى خبرته الطويلة، وقال «قائد البنك الدولي لا بد أن يكون لديه فهم للتطورات الجارية في العالم وكيم لديه خبرة عالمية حقيقية، وقصته الشخصية تعد مثالا على التنوع الكبير في بلادنا، فقد عمل لمدة عقدين في مجال تنمية الدول النامية كما قاد حملة لإنقاذ 3 ملايين شخص من مرض الإيدز، والحرب ضد الإيدز هي إحدى ركائز حملتي الانتخابية». وأشاد أوباما بدراسة جيم في جامعة هارفارد وتفوقه الرياضي وخبرته الدولية في آسيا والولايات المتحدة.

ويعد اختيار أوباما لطبيب كوري الأصل اختيارا غير تقليدي للمنصب الذي يذهب وفقا لاتفاق ضمني غير معلن (بين الولايات المتحدة وأوروبا) لمرشح أميركي بينما تحتفظ أوروبا بمرشح فرنسي لرئاسة صندوق النقد الدولي. وأشار الخبراء إلى أن اختيار أوباما لكيم يهدف إلى تهدئة الانتقادات في الدول النامية من استمرار هيمنة الولايات المتحدة على قيادة أكبر المنظمات الدولية في العالم. كما يعد اختيارا مفاجئا لخبير في مجال الصحة والتنمية بدلا من المصرفيين وقادة الشركات والمسؤولين السياسيين الذين شغلوا المنصب منذ تأسيس البنك الدولي. وقد تقدمت الدول النامية بعدة أسماء لمرشحين لشغل المنصب، حيث تقدمت وزيرة مالية نيجيريا نجوزي أوكونجو إيويلا للترشح للمنصب، كما تقدم وزير مالية كولومبيا خوسيه أنطونيو أوكامبو. ورغم المؤهلات الدبلوماسية والاقتصادية التي يملكها كل من إيويلا وأوكامبو ومساندة كل من جنوب أفريقيا والبرازيل لترشيحهما، فإن الحقوق التصويتية التي تملكها الدول الأوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة تجعل المنصب أقرب إلى المرشح الأميركي. وأعلن البنك الدولي الذي يضم في عضويته 187 دولة، أنه ملتزم بالاختيار اعتمادا على عملية شفافة لجدارة المرشحين لاختيار خليفة لزوليك، بينما ارتفعت أصوات الدول النامية مطالبة بكسر هيمنة الولايات المتحدة على المنصب وفتح الباب أمام الكفاءات من الاقتصادات الناشئة. وقال دومنيكو لومباري المسؤول السابق بالبنك الدولي «هذه هي المرة الأولى في التاريخ يشهد خلالها البنك الدولي انتخابات فيها منافسة شديدة مع المرشح الأميركي بما يشير إلى تغيير حقيقي في اللعبة وتحول كبير، والأمر يرجع إلى قدرة الدول النامية في حشد التأييد وراء مرشحيها خاصة تأييد كل من الصين والهند». وتصر الولايات المتحدة على أنه للحفاظ على تدفق التمويل من الكونغرس للبنك الدولي فإنه من المهم الإبقاء على منصب الرئاسة لصالح مرشحها.

ويعلن البنك الدولي نتيجة الاختيار في الشهر المقبل خلال اجتماعات مجلس إدارة البنك المكون من 25 عضوا، وتملك الولايات المتحدة باعتبارها أكبر اقتصاد في العالم أكبر نسبة تصويت. ويتوقع أن يقوم كيم بالسفر إلى جميع أنحاء العالم في جولة لحشد التأييد لترشيحه قبل تصويت المجلس.

كان روبرت زوليك قد أعلن في منتصف فبراير (شباط) أنه ينوي التخلي عن منصبه كرئيس للبنك الدولي بحلول 30 يونيو ودارت تكهنات بترشيح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لكنها نفت تماما رغبتها في المنصب، كما رجحت التكهنات ترشيح سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ولورانس سومرز وزير الخزانة السابق، والسيناتور جون كيري. يعد كيم البالغ من العمر 52 عاما من الأميركيين من أصول كورية جنوبية وانتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة في الخامسة من عمره ونشأ في ولاية إيوا وتخرج في جامعة براون عام 1982 وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1991 وشغل منصب رئيس قسم فيروس نقص المناعة (الإيدز) في منظمة الصحة العالمية قبل أن يتولى رئاسة كلية دارتموث في عام 2009 ليصبح أول آسيوي يقود الكلية.