أشهر استقالة

علي المزيد *

TT

تحدث بين فترة وأخرى استقالات واعتزالات شهيرة يتحدث عنها الناس، وتنحصر الاستقالات في عالمنا العربي في العادة في لاعبي كرة القدم أو الرياضيين بصفة عامة، أما تنحي رئيس قبل انتهاء فترة رئاسته، مثل بشار الأسد! آسف، في عالمنا العربي الرئيس يقتل شعبه ليبقى، أو يهلك مثل القذافي، ولكن لدينا رئيس استقال أظنه سوار الذهب، من طول المدة كدت أنسى أنه من السودان.

في عالم التجارة العربي تحدث أيضا استقالات أو اعتزالات، وهي قليلة، ومن أشهرها هذا العام استقالة عبد الله بن سليمان الراجحي من رئاسة مصرف الراجحي التنفيذية، وهي تعد من أهم الاستقالات، لأن المصرف من أكبر المصارف السعودية، بل العربية، وله 700 منفذ في الداخل والخارج.

ما يجعل الاستقالة مهمة أن ملاك الأسهم معظمهم من عائلة الراجحي، وهذه قد تكون ميزة، وقد تكون سلبية، فقد يدعمونه أو يراقبون تصرفاته ليعيش في قلق يدفعه للاستقالة.

شهرة الاستقالة أتت كون عبد الله الراجحي استقال في عز نجاحه المصرفي، فقد ترك للمصرف 4 ملايين عميل و3.5 مليون عميل للحوالات و8 آلاف موظف، 88% منهم مواطنون، وكان وراء إدخال التقنية إضافة لربحية عالية حققها للمصرف.

وكان ضد رفع رأسمال المصرف، واقفا ضد رغبة حملة الأسهم، لأنه يعتبر رفع رأسمال البنك أكلف تمويل، وضاغط خطير على الربحية.

الحقيقة أنني أتمنى من جميع المديرين التنفيذيين المعمرين أن يستقيلوا حينما ينفد ما لديهم من التجديد، وحتى يتيحوا فرصة للجيل الشاب، وحتى لا يكونوا أسرى لقرارات اتخذوها من قبل، وأصروا على إنجاحها رغم الفشل فقط لأنها قراراتهم، وأن لا يكون مثل أحد بنوكنا الشهيرة الذي عين عضو مجلس إدارة بدل آخر، وكان سبب التعيين المعلن الوفاة لا التغيير والتطوير!

* كاتب اقتصادي