الكارثة

علي المزيد

TT

حذر رجل الأعمال السعودي صالح كامل، في تصريح له عن سوق الأسهم السعودية، من كارثة قد تقع في السوق، جراء الارتفاعات التي حدثت منذ مطلع العالم الحالي. البعض اتهم صالح كامل بأنه يريد أن يصرف عقاراته ثم يذهب إلى سوق الأسهم لأن العقار يمر بركود، وبعضهم زاد بأن السوق فاجأت صالح كامل بالصعود لذلك يريد أن يضغط عليها بالتصريحات لتتراجع ثم يشتري. المهم أن جميع ما قرأت أو سمعت من تعليقات على تصريحات صالح كامل ينم عن مؤامرة حاكها كامل بليل.

لنعترف أولا بأن هذا التصريح واحد من أوائل التصريحات عن السوق، والحقيقة أنني كنت أتمنى أن تبدي كل جهة اختصاص وجهة نظرها في السوق، بدءا من هيئة سوق المال أو مسؤولي البنك المركزي. وفي الأسواق العالمية عادة ما يصرح المسؤولون عن وضع السوق، فهم إما يشجعون على الشراء لتدني الأسعار، أو يحذرون لارتفاع الأسعار، والمسؤولون عن سوقنا يفضلون الصمت ويبدو أن إيمانهم عميق بالحكمة التي تقول «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب».

كمراقب للسوق لا أخفيكم أنني سررت بتصريح رجل الأعمال صالح كامل لعدة أسباب، أولها أن صالح كامل رجل ذو خبرة في التجارة، وهو مسؤول عن غرفة جدة، وكان في يوم ما مسؤولا عن مجلس الغرف في السعودية. والسبب الآخر أنه مالك في أسهم الشركات السعودية، أي أن تحذيره من السوق نابع من عقله لا عاطفته. السبب الثالث أنه كان دقيقا في تصريحه، وقال إن هناك أسهما ارتفعت أسعارها ثلاث مرات، أي ثلاثمائة في المائة، وهي لا تستحق، وهذا تخصيص وليس تعميما على السوق.

كنت أتمنى من صالح كامل لو أنه حذر من المضاربة في أسهم التأمين في وقت سابق.. وأيضا ليته ذكر بشكل دقيق هل السوق في أسعارها العادلة، أم هي أعلى أم أدنى من أسعارها العادلة؟

أشكر صالح كامل على تصريحه الجريء وغير المسبوق والحدث في السوق السعودية، وأتمنى من مسؤولي الغرف في المدن السعودية الأخرى أن يبدوا رأيهم تجاه ارتفاع سوق الأسهم السعودية والأحداث الاقتصادية الأخرى، وألا يكونوا آخر المتكلمين، وأن تكون جراءة صالح كامل نبراسا يدلهم على المشاركة في الأحداث لا التفرج عليها، أو أن يستقيلوا من مناصبهم ليخلوها لمن هم أكثر جراءة منهم.. ودمتم.

* كاتب مالي