السعودية: سوق الملابس الجاهزة للحجاج والمعتمرين تكسر حاجز الـ800 مليون دولار

تباطؤ دعم المشاريع المتوسطة حدا بالصين لرفع صادراتها بنحو 20%

TT

قدر متعاملون في صناعة الملابس حجم استهلاك الحجاج والمعتمرين للملابس في مواسم العمرة والحج بأكثر من 800 مليون دولار، حازت الصين نصيب الأسد في ارتفاع نسبة صادراتها وسط غياب المنتجات الاستهلاكية للمنتجات السعودية في هذا القطاع.

وكشف هشام السيد، رئيس اللجنة الصناعية بالغرفة التجارية الصناعية بالعاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن حجم المبيعات المقدرة لبيع الملابس، التي يستهلكها الحجاج والمعتمرون على مدار العام، بلغ أكثر من 800 مليون دولار، وهو ما يعتبر رقما صعبا في صناعة الملابس، خاصة إذا عُلم أن جميع تلك الملابس مستوردة.

وعطفا على دافعية دخول مستثمرين جدد للقطاع، أفاد السيد بأن صناعة الملابس الجاهزة تحظى بقدر هائل من المستثمرين، خاصة في العاصمتين المقدستين، وهو ما يعني أن هناك طلبا كبيرا من الحجاج والمعتمرين على هذه الصناعة لأسباب كثيرة ومباشرة، أهمها أن تلك الدول تقدم أفضل ما لديها من موديلات في وقت تعفى فيها كثير من هذه الشركات من الرسم الضريبي، كما يفعل في بلدان كثيرة عالمية.

وحول متوسط حجم الشراء لتلك الملابس، أوضح رئيس اللجنة الصناعية أنه ما يعادل 10 دولارات، وهي أسعار زهيدة وغير مرتفعة، ناهيك عن أنها في مقدور واستطاعة جميع الحجاج والمعتمرين، الذين يرون أن التعددية في الصناعات والموديلات تظل ميزة تتميز بها السعودية عن غيرها.

وأشار السيد إلى أن دولا صناعية دخلت على الخط في صناعة تلك الملبوسات، أهمها الفلبين وتايلاند وبنغلاديش وسوريا قبل الأحداث الأخيرة، وأن جميعها دخلت على خط التنافس لتلك الصناعات بحكم أنها تمتلك امتيازات كبيرة جدا في ما يختص بالعمالة، وفي ما يختص بامتلاكها للمواد الخام والقطن والأيادي العاملة التي تستطيع أن تنشئ المصانع بنفسها.

وعن غياب المصانع السعودية عن المنافسة، ذكر السيد أن تلك المشاريع تعتبر من المشاريع المتوسطة التي تحتاج إلى قروض تمويلية ودعم كبير، وبإمكان السعوديين إحداث طفرة اقتصادية كبيرة إذا دخلوا للسوق بكامل طاقاتهم من الألف للياء، مؤكدا أن هذا الأمر من شأنه أن يدفع نحو خلق مفاهيم اقتصادية وتوظيفية فاعلة.

إلى ذلك، كشف محمد يماني، صاحب محل ملابس إسبانية في منطقة العزيزية، عن أن 85% من المبيعات التجارية تتركز في الملابس النسائية بحكم أن مكة تعتبر لكثير من الحجاج والمعتمرين سوقا مفتوحة بحكم أن السعودية لديها شراكات اقتصادية مع جميع دول العالم وتعرض ملبوساتها في جميع المحال والمعارض التجارية، وتستهدف بشكل مباشر الحجاج والمعتمرين.

وذكر يماني أن البضائع الصينية من الملبوسات هي التي تستحوذ على نصيب الأسد من الشراء؛ حيث إنها تقع في منطقة وسط بين الأسعار المعقولة والجودة المعقولة، وهو ما يفرض نمطا معينا من الطلب على مثل هذه البضائع، موضحا أن كثيرا من التجار يستقطبون البضائع الصينية لأنها تعتبر رخيصة جدا مقارنة مع مثيلاتها كالإسبانية التي تعتبر أسعارها مرتفعة جدا على شرائح معينة من الحجاج والمعتمرين.

في الصدد ذاته، قال يماني: إن كثيرا من الدول العالمية تعتمد في صناعاتها على دعم المنشآت الصغيرة، خاصة في أوروبا، التي ترتفع فيها نسب دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى ما هو أكثر من الـ60%، وهي نسبة مرتفعة تلقي بظلالها على المداخيل القومية لتلك البلدان، وتعزز من حجم الفرص الوظيفية لتلك الطاقات البشرية.

ولم يُخفِ يماني ارتفاع نسب الاستثمار في قطاع الملابس على اختلاف أنماطها بما نسبته 20% عن السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يعطي مؤشرا حقيقيا نحو نجاعة هذا النوع من الاستثمار، وعند الأخذ بعين الاعتبار حجم الاستثمار الذي يكسر حاجز الـ800 مليون دولار، مع حجم توظيف العمالة فيه، نصل إلى نجاح المعايير القياسية للمشاريع المتوسطة والصغيرة.