كوريا تدخل في شراكات بصناعة وصيانة السيارات وتدريب الشباب السعودي

المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني و«ناغي للسيارات» توقعان اتفاقية لتوظيف 400 من الخريجين

جانب من حديث ممثل السفارة الكورية أثناء توقيع اتفاقية مع المؤسسة العامة للتدريب والتعليم الفني ومؤسسة «ناغي للسيارات» (تصوير: أحمد فتحي)
TT

كشف مسؤول سعودي رفيع عن أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تعمل وفق خطة مدروسة، بالتنسيق مع وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية؛ لإنزال ثقافة توطين الوظائف وسعودتها على أرض الواقع عمليا، واستدامة التنمية الوطنية في جميع المجالات العامة والخاصة، مع إطلاق عدد كبير من المبادرات وتنفيذها بالشراكة مع القطاعات كلها.

وأوضح الدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن مؤسسته بدأت منذ 10 أعوام بإعمال المعايير المهنية، مبينا أن لكل مهنة معيارا، وذلك بهدف إعداد الشباب السعودي من الجنسين لسوق العمل وفق حاجتها، على المدى القريب والمتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن هناك خطة تقوم على إعادة كل هذه المعايير كل 5 أعوام لمراجعتها وصياغتها مرة أخرى بحسب المتغيرات الآنية.

وقال المحافظ: «هذه المعايير المهنية، التي تزيد على 270 معيارا، تمت استعادة 40 منها وتم بحثها ومنهجتها، لتتوافق مع سوق العمل، بالإضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من المبادرات التي تزمع المؤسسة تنفيذها بالاتفاق مع معاهد كورية تعمل في مجالات السيارات والإلكترونيات والكهرباء».

وأضاف الغفيص أن المؤسسة تحرص على تفعيل مبدأ الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص، بما يسهم في توظيف خريجيها، من خلال تنفيذ عدد من برامج التدريب المشترك أو الدخول في شراكات استراتيجية مع قطاع الأعمال من خلال إنشاء معاهد تخصصية بلغ عددها حتى الآن أكثر من 30 معهدا.

وتحدث هو داي وان، الوزير المفوض بالسفارة الكورية في الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، عن هذا التعاون المرتقب بين المؤسسة والمعاهد الكورية، مؤكدا أن كوريا تجد في السعودية شريكا مفيدا في مجال التقانة والتدريب وصناعة وصيانة السيارات، مبديا استعداد بلاده لتأهيل الشباب السعودي في مجال العمل والتدريب التقني، خاصة في مجال الكهرباء، مشيرا إلى أن شراكتهم مع السعودية في مجال السيارات وصيانتها قطعت شوطا كبيرا.

إلى ذلك، وقعت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أمس الثلاثاء، مذكرة تفاهم «تدريب منتهٍ بالتوظيف»، مع مؤسسة محمد يوسف ناغي للسيارات «هيونداي» لعدد من خريجي المؤسسة؛ حيث وقع عن الأولى الدكتور حمد بن عقلا العقلا، نائب المحافظ، بينما وقع المهندس حزم جمجوم، المدير العام التنفيذي لمؤسسة «ناغي» كطرف ثانٍ، في حضور هو داي وان، الوزير المفوض بالسفارة الكورية في الرياض، وجون بيونغ كون، الملحق التجاري بالسفارة.

وأوضح العقلا أنه بموجب هذه الاتفاقية تستقطب شركة «ناغي للسيارات» 400 متدرب من المؤسسة ضمن برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وذلك في مجالات ميكانيكا السيارات وميكانيكا الديزل ومبيعات قطع الغيار، بالإضافة إلى السمكرة والدهان.

من جانبه، رحب ناغي بهذا التعاون، منوها بدور المؤسسة في إعداد وتأهيل القوى الوطنية، بما يناسب احتياجات سوق العمل بالسعودية، مبينا أن المتدربين سيتقاضون مكافأة شهرية أثناء فترة التدريب مقدراها 555 دولارا (1500 ريال)، بالإضافة إلى حصولهم على الكثير من المميزات، من أبرزها توفير التأمين الطبي.

وزاد جمجوم: إن مؤسسة «ناغي للسيارات» استقطبت عددا كبيرا من الكفاءات الوطنية الجادة في عدة مجالات، منها: قطع الغيار والصيانة والمبيعات، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تفتح المجال للكوادر الوطنية للتأهيل والتدريب المنتهي بالتوظيف في مجال تقنية السيارات.

ووفق جمجوم، تشرف على هذه البرامج جهات متخصصة من شركة «هيونداي» العالمية للسيارات، وأكاديمية «سينتينيال» المنفذة للبرنامج التدريبي، مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، مشيرا إلى أن مؤسسته أعدت، بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية، الخطة الوظيفية اللازمة للمحافظة على المتدربين ذوي الكفاءات المناسبة.

وقال العقلا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نحو 100 ألف متدرب تحت التدريب في مختلف أنحاء السعودية، في ظل وجود 162 معهدا وكلية تقنية تتوزع في مختلف القطاعات الحكومية، من بينها السجون، في إطار العمل على تفعيل معاهد الشراكات الاستراتيجية».