«التعاون الإسلامي»: نقوم بإجراءات لتعزيز الاستثمارات في بلدان «الربيع العربي»

أمينها العام: المساعدات الإنمائية نقصت 9 مليارات دولار

TT

كشف أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أمس، عن شروع منظمته في سلسة من الإجراءات على المستويين الدولي والحكومي لتعزيز الاستثمارات وتوفير فرص العمل بدول الربيع العربي بوجه خاص، وذلك ضمن خطة شملت أعضاء المنظمة الـ57.

وبين أوغلي على هامش مشاركته بالجمعية العامة للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة التي عقدت في إسطنبول، أن الأزمة الاقتصادية أثرت كثيرا على اقتصادات البلدان الإسلامية الأقل نموا، والتي تمثل أكثر من ثلث أعضاء المنظمة، قائلا «شهدت انخفاضا مطردا في تدفق الاستثمارات مع ارتفاع حجم البطالة، خصوصا في صفوف الشباب، إلى أعلى مستوى له».

وأضاف «كان ذلك سببا جذريا للاضطرابات الاجتماعية والسياسية الجارية دولنا، مما أدى إلى تراجع حجم المساعدات الإنمائية الرسمية لبلدان المنظمة بواقع تسعة مليارات دولار».

وأوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن «شكل الإجراءات التي يقومون بها لمعالجة ذلك تشمل استراتيجيات التخفيف من حدة الفقر وأنشطة بناء القدرات، والتدريب المهني، والأمن الغذائي وتوفير البنيات التحتية الاجتماعية، لأجل تهيئة بيئة مواتية لتعزيز مساهمة القطاع الخاص لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتنمية».

وقال إحسان أوغلي، إن هناك «تفاوتا كبيرا بين الرقمين الفعلي والمتوقع في حجم الاستثمار والتجارة البنية بين الدول الإسلامية، إذ إنه لا يتجاوز 540 مليار دولار، بينما يتوقع أن تصل إلى 3.2 تريليون دولار».

من جهة ثانية، دعا أوغلي القطاع الخاص بدول «التعاون الإسلامي» للاستثمار في جمهورية شمال قبرص التركية العضو المراقب بالمنظمة، وذلك تماشيا مع الأجواء الاستثمارية التي توفرها الدولة، لافتا إلى ارتفاع معدل الدخل للقبارصة الأتراك، والذي يتجاوز المعدل العالمي للدخل القومي ويصل 13 دولارا، في بلد لا يزيد سكانه على 300 ألف نسمة.

ونبه الأمين العام في كلمة ألقاها في المنتدى إلى أن الاستثمار في صناعة الأغذية الزراعية في قبرص التركية يعد فرصة ناجعة، لافتا إلى أن الدولة أسست بنية تحتية واسعة لهذا الغرض، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن نجاح الاستثمار في هذا المجال لن يتأتى إلا من خلال استكمال مشروع خط أنابيب مياه الشرب الذي تعتزم تركيا مده عبر البحر الأبيض المتوسط إلى قبرص التركية.

وشدد إحسان أوغلي على أهمية الدعم الذي تقدمه المؤسسات المنضوية تحت المنظمة أو تلك المتخصصة، مثل البنك الإسلامي للتنمية، والذي يرعى بالاشتراك مع الحكومة القبرصية التركية، منتدى «استثمر في شمالي قبرص»، بمشاركة عدد كبير من مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال من الدول الإسلامية.

يذكر أن درويش إروغولو، رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، كان قد التقى الأمين العام للتعاون الإسلامي مطلع الأسبوع في أول زيارة لرئيس قبرصي تركي إلى المنظمة في مقرها بجدة، كما التقى أحمد محمد علي، مدير البنك الإسلامي للتنمية، وعددا من رجال الأعمال السعوديين، بغية تعزيز العلاقات التجارية مع القطاع الخاص في العالم الإسلامي.