في الوقت الذي تعاني فيه أسواق المنطقة الجنوبية بالسعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية من أزمة عارمة في سوق الأسمنت، أكدت شركة أسمنت نجران لـ«الشرق الأوسط» أمس أن معدلات الطلب على سوق الأسمنت في منطقة «عسير» جنوب البلاد، ارتفعت خلال العامين الماضيين بنسبة 50 في المائة، الأمر الذي حفزها على زيادة طاقتها الإنتاجية، جاء ذلك على هامش توقيع الشركة لاتفاقية مع شركة «السعودي الفرنسي كابيتال» لإدارة اكتتاب الشركة والتعهد بتغطيته، وهو الاكتتاب الذي سينطلق غدا.
وقال الدكتور أحمد الزقيل الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت نجران، في رده على سؤال «الشرق الأوسط» خلال المؤتمر الصحافي أمس: «الطلب على الأسمنت في سوق منطقة عسير ارتفع بنسبة 50 في المائة خلال العامين الماضيين، وفي ظل هذه الأرقام فإن شركة أسمنت نجران تعتزم زيادة معدلات إنتاجها السنوي من 3 ملايين طن إلى 5 ملايين طن، في النصف الثاني من العام المقبل 2013».
وأشار زقيل إلى أن الشركة وفقت تماما في عملية اختيار التوقيت لزيادة طاقتها الإنتاجية، وقال «معدلات النمو في المنطقة مرتفعة، كما أن منطقة عسير منطقة جبلية ومن الصعب وصول كميات أسمنت من مناطق جازان وتهامة وغيرها، لذلك الفرصة مناسبة لنا في أسمنت نجران للاستفادة من هذه السوق».
وأشار زقيل إلى أن الشركة تبيع كامل كمياتها التي تقوم بإنتاجها سنويا، والبالغة 3 ملايين طن، وقال «اختيار الشركة لمنطقة نجران لإنشاء مصنع الأسمنت في المنطقة يعتبر اختيارا ذكيا واستراتيجيا، لأن المنطقة كانت تعاني من شح الأسمنت وارتفاع الأسعار، نتيجة لنقل كميات الأسمنت من مدن بعيدة».
وأضاف زقيل: «جميع الاستعدادات قد اتخذت لإجراء الاكتتاب على 85 مليون سهم عادي من أسهم شركة أسمنت نجران للاكتتاب العام وهو مزيج من زيادة في رأس المال عن طريق إصدار أسهم جديدة وبيع جزء من الأسهم الحالية، تمثل 50 في المائة من رأسمال الشركة الذي سيبلغ بعد الاكتتاب 1.7 مليار ريال، مقسمة إلى 170 مليون سهم عادي بقيمة اسمية قدرها عشرة ريالات للسهم الواحد، بدلا عن رأسمالها الحالي البالغ 1.2 مليار ريال».
وأشار الزقيل إلى أن الاكتتاب سيبدأ يوم غد الاثنين، ويستمر لمدة سبعة أيام كاملة شاملة آخر يوم لإغلاق الاكتتاب الذي ينتهي بنهاية يوم الأحد 22 أبريل (نيسان) الجاري.
وأكد زقيل أن الشركة تمتلك حزمة من الخطط الاستراتيجية التي تمكنها من الاستفادة من حركة التنمية الشاملة، التي تدب في شتى أنحاء المنطقة الجنوبية والغربية من المملكة.
وشدد الدكتور زقيل على أن قطاع الاسمنت من القطاعات الصناعية الأساسية والحيوية المتطورة في المملكة التي تعد أكبر منتج ومستهلك للأسمنت على مستوى دول الخليج، مضيفا «استمرار الدعم الحكومي لمشروعات البنية التحتية الكبيرة في المملكة مع استمرار قوة الطلب على الأسمنت لتلبية الحركة النشطة لقطاعات البناء والتشييد والعمران في المملكة يعزز من فرص نمو شركة أسمنت نجران وقدرتها على التوسع الاستراتيجي لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها من الاسمنت».
من جهته أكد ياسر بن عثمان الرميان الرئيس التنفيذي للسعودي الفرنسي كابيتال في رده على سؤال «الشرق الأوسط» خلال المؤتمر الصحافي أمس، أن سوق الأسهم السعودية تستطيع استيعاب عدد أكبر من الشركات الراغبة بالإدراج في السوق المالية، مضيفا «يمثل الاكتتاب في أسمنت نجران فرصة مغرية للمستثمرين لأنه يقع بمكرر أرباح يقل بنسبة 50 في المائة عن مكررات أرباح بقية شركات القطاع».