وزير السياحة الأردني: لدينا توجيهات لتسهيل إجراءات السائح السعودي

في ظل توقعات بأن يصبح الأردن الوجهة الأولى للسياح العرب خلال 2012

وزير السياحة الأردني خلال زيارته إلى العاصمة الرياض (تصوير: أحمد يسري)
TT

ليس غريبا أن يكون الأردن الوجهة السياحية الأولى للعائلات السعودية هذا الصيف، خصوصا سكان المناطق الشمالية من السعودية، ليس لمتاخمتها للحدود فقط، وإنما للعلاقة الحميمية المتأصلة بين أفراد المجتمعات المحلية في البلدين والتقارب الشديد في العادات والقيم المتأصلة فيها منذ أمد بعيد، بالإضافة إلى اعتدال أجوائها وتنوع المواقع السياحية الجاذبة. يأتي ذلك في الوقت الذي توقعت فيه جهات سياحية في السعودية ومهتمون بالشأن السياحي، أن يصبح الأردن الوجهة الأولى للسياح السعوديين المسافرين برا هذا الصيف، نظرا للأوضاع الأمنية في المنطقة العربية، حيث توقع المهتمون بالسياحة أن يصل عدد السياح السعوديين المتجهين إلى الأردن هذا العام إلى نحو مليوني سائح بزيادة قدرها 29 في المائة عن العامين الماضيين، اللذين شهدا، من خلال إحصائيات وزارة السياحة الأردنية، زيادة تقدر بنحو مليون و300 ألف سائح سعودي، بزيادة تقدر بـ13 في المائة.

«الشرق الأوسط» أجرت حوارا في الرياض مع المسؤول الأول عن السياحة في الأردن، الذي أكد خلال حديثه على سعي حكومته إلى عرض وجهات سياحية جديدة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح العرب عامة والسعوديين بشكل خاص، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة الرياض مؤخرا، وذلك لبحث سبل أوجه التعاون والتسويق السياحي بين البلدين.

وكشف نايف الفايز، وزير السياحة والآثار في المملكة الأردنية الهاشمية، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن أمر ملكي أصدره العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي يتمثل في تسهيل إجراءات السائحين السعوديين بحكم قربهم وأعدادهم الكبيرة التي تأتي إلى الأردن خاصة في فترة الصيف.

ولم يخفِ وزير السياحة الأردني أن هذا التوجيه الملكي لم يأتِ إلا من باب القرب والمحبة وقوة العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أن الملك عبد الله الثاني حريص على أن تنعكس هذه العلاقة على أفراد ومجتمعات البلدين اللذين وصفهما الوزير الأردني بـ«مملكتين في رحلة واحدة». وإلى نص الحوار:

* ما أوجه التعاون القائمة حاليا في مجال السياحة بين البلدين؟

- أوجه التعاون كثيرة، وهناك اتفاقيات مبرمة بين المملكتين السعودية والأردنية الهاشمية، وهذه الاتفاقيات تشمل التعاون وتبادل الخبرات والتبادل السياحي، بالإضافة إلى أمور كثيرة، حيث كان هناك حوار مع الأمير سلطان بن سلمان لتفعيل وتطوير وتنمية تلك الاتفاقيات، وسيكون هناك فريق عمل مشترك ما بين السعودية والأردن للعمل على هذه الاتفاقيات وتبادل الخبرات ما بين الطرفين لتحسين وتطوير قطاع السياحة بشكل عام.

* بودنا معرفة تقييمك الشخصي للسياحة في السعودية كخبير وليس كسائح.

- الأمير سلطان بن سلمان رائد السياحة كما هو رائد الفضاء، وهو نموذج نفتخر به على مستوى العالم ونفتخر به، نحن وزراء السياحة في الدول العربية، على الإنجازات والرؤية التي يتمتع بها، وعلى الإنجاز الذي حققه في قطاع السياحة في بلاده، وبالتحديد السياحة الداخلية، وإحداثه نقلة كبيرة من التطور والعمل الذي قام به خلال فترة التأسيس السياحي وإنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، وهذا إنجاز لا بد من الاطلاع عليه، الأمر الذي نحن حريصون على أن نطلع إليه عن قرب، خلال الزيارات، لأنه واضح وظاهر ونتمنى التوفيق الدائم للشقيقة السعودية في كل أصعدة التنمية والتطوير التي تقوم بها، وإن كان هذا نجاحا للسعودية فهو نجاح لنا جميعا.

* اسمح لي بسؤالك عن سبب الزيارة في هذا الوقت بالتحديد.

- سبب الزيارة هو التواصل ومتابعة ما تم خلال الزيارة السابقة للسعودية، وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأيضا التواصل مع القطاع السياحي والإعلامي ليتسنى لنا إطلاعهم على آخر المستجدات والاستماع لهم عن التحديات في منفعة قطاع السياحة وتبادل الخبرات السياحية بين البلدين.

* بحكم اطلاعك على مؤشرات السياحة في السعودية ومشاريعها الأخيرة، ما تقييمك للسياحة في السعودية؟

- هناك مؤشرات إيجابية وممتازة، وما سمعناه من رئيس هيئة السياحة السعودية ومن عمل من خلال التعاون والتبادل المشترك ما بين الأردن والسعودية بمجملها مؤشرات ممتازة، ونحن في الأردن سنستفيد من بعض الخبرات التي طورتها السعودية لبعض الأمور، وسنتبادل الخبرات للاستفادة من بعضنا بعضا، وجميع المؤشرات تبشر بالخير، وهو واقع حقيقي على أعداد الزوار أو السياحة الداخلية التي قامت بها السعودية من خلال تنمية عدد من المواقع السياحية.

* بالنسبة لزيادة عدد السياح السعوديين المقبلين للمملكة الأردنية، كم تصل نسبتهم التقريبية خلال 2012؟

- كانت نسبة زيادة السياح السعوديين قد وصلت إلى 12 في المائة زيادة في أعداد السياح السعوديين، وذلك في أول شهرين من العام الحالي 2012 مقارنة بالعام الماضي، ونحن نأمل بأن تكون هذه الزيادة مستمرة إلى نهاية العام.

* ما رؤيتك عن السائح السعودي وأهميته في إثراء قطاع السياحة الأردنية؟

- نحن نتطلع دائما إلى قدوم أشقائنا السعوديين؛ ليس فقط في فترة الصيف، ولكن، على سبيل المثال، الآن الأردن عبارة عن تحفة طبيعية بسبب الرقعة الخضراء والربيع المتميز في مناطق كثيرة بالإضافة إلى المناطق الجبلية والمناطق المحيطة بالعاصمة عمان والمناطق الشمالية والأغوار لما تتمتع به من تضاريس متعددة في رقعة جغرافية محدودة، وهذه المناطق ننصح إخواننا السعوديين بزيارتها، وأنا سعيد بأني رأيت الكثير من أشقائنا السعوديين يقومون برحلات سياحية في عدد من المناطق الأردنية، ونتطلع لأن تكون الزيارة ليست فقط في فترة الصيف وإنما على مدار السنة.

* سبق أن ذكرت أن العاهل الأردني أمر بتسهيل إجراءات دخول العائلات السعودية، لماذا ميّز العائلات السعودية بوجه التحديد عن غيرها؟

- التوجيه الملكي الذي أمر به العاهل الأردني الملك عبد الله بهذا الخصوص، يأتي من باب القرب والمحبة وقوة العلاقة بين صاحبي الجلالة، حيث تعتبر علاقة البلدين علاقات أخوية طويلة الأمد، والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية حريص على أن تنعكس هذه الإجراءات على أفراد ومجتمعات البلدين، وهذا هو الحرص الذي تحدثت عنه والذي يتمثل بتسهيل إجراءات الإخوة السعوديين، والحرص على أن يكون انعكاسه على الإخوة السعوديين بحكم قربهم وأعدادهم الكبيرة التي تأتي إلى الأردن خاصة في فترة الصيف.

* هل هناك جنسيات مقيدة من ناحية دخول الأردن للتمتع بالسياحة؟

- كان هناك حزمة من الإجراءات تم اتخاذها مسبقا، وأول هذه الإجراءات معاملة السائح العربي بشكل عام كمعاملة الأردني بدخوله كل المواقع السياحية، مثل دخول مدينة البتراء التي يستوجب على السائح الخارجي دفع مبلغ 50 دينارا للدخول إليها، ولكن الآن فإن السائح العربي سيدفع دينارا واحدا أسوة بالأردني، أما بقية المواقع السياحية في الأردن فهي عبارة عن رسوم رمزية، أما الإجراء الثاني فهو عملية دخول السيارات الخاصة بالسعوديين ودول الخليج، حيث كان هناك في السابق إشكاليات في دخول أكثر من سيارة باسم شخص واحد ممن يصطحبون عائلاتهم معهم بأكثر من سيارة، والآن حسب ما تم من تنسيق مع الجهات المعنية سيُسمح بدخول أكثر من سيارة، وذلك لتسهيل عبور العائلات وتحركهم في الأردن بسياراتهم الخاصة، أما الإجراء الثالث فهو يخص المستقدمين لتلك العائلات من خدم وسائقين من جنسيات مختلفة، فإنهم يعتبرون من الجنسيات المقيدة وهي الجنسيات التي تحتاج إلى «فيزا» وإجراءات مسبقة للحصول على «الفيزا»، لكن سيكون هناك تسهيلات ما داموا يحملون الإقامة وبحضورهم مع صاحب العمل في إجازته فإنه بهذه الحالة سيسمح لهم بالدخول إلى الأراضي الأردنية دون أي تأخير أو تعطيل.

* ما أبرز المنتجات السياحية التي من الممكن أن تقوم وزارتك بتسويقها لدى الجانب السعودي؟

- المنتج السياحي الأردني متنوع وواسع وكبير ويمتاز بخصوصيات كثيرة، ولكن نحن نركز على السائح السعودي بالتحديد لعشقه للسياحة العائلية في الأردن، بالإضافة إلى سياحة القرابة، لأن عاداتنا وتقاليدنا وأمورا كثيرة متقاربة لذلك نرحب بالسائح السعودي كونه ليس سائحا فقط، وإنما يعتبر أخا وشقيقا وزائرا لدياره وبلده الثاني، وزيارته للأردن هي عبارة عن زيارة السياحة العائلية، والتركيز على السياحة العائلية بالإضافة إلى الطقس المتميز التي يتميز به الأردن لما له من دور رئيسي في استقطاب الزوار، بالإضافة إلى الفعاليات والأنشطة التي تقام في فترة الصيف، والتركيز على السياحة العائلية مرة أخرى لما يتمتع به الأردن من أمن واستقرار وقرب العادات والتقاليد التي تسمح للأشقاء السعوديين بالشعور بأنهم لن يغادروا السعودية، بالإضافة إلى الطقس في الأردن مقارنة بالطقس في دول الخليج العربية ناهيك عن قرب المسافة.

* هل من الممكن تزويدنا برقم محدد من ناحية الاستثمار السياحي بين البلدين؟

- ليس لدينا رقم بعينه، ولكن حجم الاستثمار السعودي يصل إلى 22 في المائة من مجمل الاستثمارات الأجنبية في الأردن.

* ماذا عن الاستثمارات السعودية في القطاع السياحي بالأردن؟ وكم يبلغ حجم رؤوس الأموال السعودية هناك؟

- هناك بالفعل رؤوس أموال سعودية، ولكننا نطمح إلى أن يكون حجم تلك الاستثمارات أكبر من ذلك وأن يكون في تزايد، وذلك لوجود الفرص في قطاع السياحة على وجه التحديد، وأيضا قطاعات أخرى في المملكة الأردنية الهاشمية، وقد أثبتت الاستثمارات في الأردن أنها استثمارات ثابتة ومتينة وفي نفس الوقت ذات عائد ممتاز جدا، ونتمنى أن يكون الاستثمار في قطاع السياحة والاستثمارات من الجانب السعودي في مجالات أخرى في الأردن يتزايد وباستمرار، ونتمنى أن تكون الاستثمارات السعودية دائما في المرتبة الأولى.

* الدخل السياحي السنوي لجمهورية الأردن هل هو في تصاعد أم العكس؟

- معدل الدخل السياحي يعادل 13 في المائة خلال 5 سنوات ماضية، ونتوقع ارتفاع هذا المعدل خلال الفترة المقبلة وبشكل تصاعدي.

* الأردن سبقنا في التجربة السياحية، ماذا ستضيف هذه التجربة على واقع السياحة في السعودية؟

- سيكون هناك تبادل في الخبرات ما بين الطرفين، ومن خلال حديثنا خلال زيارتنا للسعودية مع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كان هناك بعض الأمور قمنا من خلالها بمساعدة الأشقاء السعوديين في تطويرها، ناهيك عن أن السعودية قطعت شوطا إضافيا، حيث كان هناك نقاش حول أنه لا بد من الاستفادة من هذا التطور الذي قامت به السعودية، وهناك تبادل بين الطرفين والمنفعة دائما خلال مراجعة الأمور تأتي لصالح الطرفين، والأهم من ذلك النية الحقيقية في موضوع التعاون، وأن يكون هذا التعاون ليس الأول وأن يصبح تعاونا رياديا ومثاليا، وهذا ما سترونه على أرض الواقع.