توقعات بوصول قيمة «فيس بوك» إلى 104 مليارات دولار

بعد صفقة شراء «إنستاغرام»

كيفن سيستروم من شركة «إنستاغرام»
TT

لكي تفوز شركة «فيس بوك» ببرنامج «إنستاغرام»، كان عليها أن تضع جميع أوراقها على الطاولة. فقد قامت الشركة، بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي، بشراء برنامج مشاركة الصور مقابل مليار دولار، في اتفاق يقضي بسداد نحو 30 في المائة نقدا و70 في المائة في صورة أسهم، بحسب مصادر مطلعة لصحيفة «نيويورك تايمز»، طلبت عدم ذكر أسمائها نظرا لخصوصية المفاوضات. وبهذا تكون شركة «فيس بوك» قد ربطت أسهمها بسعر 30 دولارا تقريبا للسهم، أي أن قيمة عملاقة الشبكات الاجتماعية تقدر بأكثر من 75 مليار دولار. لكن شركة «فيس بوك» في الحقيقة قد تساوي أكثر من ذلك. فخلال المفاوضات لشراء برنامج «إنستاغرام»، قام الطرفان ببناء الصفقة على أساس افتراض منطقي، وهو أن أسهم شركة «فيس بوك» سوف تطرح قريبا للتداول في البورصة بقيمة سوقية أعلى بكثير. وأثناء المفاوضات، تحدثت الشركتان عن قيمة محتملة تصل إلى نحو 104 مليارات دولار لشركة «فيس بوك»، بحسب المصادر، ويقول أحدهم إن أول من طرح هذا الرقم هو كيفن سيستروم، أحد مؤسسي شركة «إنستاغرام». وهذه القيمة، 104 مليارات دولار، تتفق تقريبا مع سعر تداول أسهم «فيس بوك» في السوق الثانوية، حيث يرتفع سعر السهم أحيانا ليصل إلى 40 دولارا.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «رغم أن مسؤولي شركة (فيس بوك) لم يؤكدوا تلك القيمة الأعلى، فإن هذا الرقم ساعد فريق العمل بشركة (إنستاغرام) على تقييم الصفقة. فبعد طرح أسهم (فيس بوك) في البورصة، قد يحصل الرئيس التنفيذي والمستثمرون في شركة (إنستاغرام) على ربح إضافي من أسهم شركة التواصل الاجتماعي، والعكس صحيح أيضا إذا لم ينجح الطرح العام الأولي لأسهم (فيس بوك)».

وربما تمنح صفقات الإنترنت السابقة مالكي برنامج «إنستاغرام» سببا للتفاؤل، حيث قامت شركة «أمازون»، مثلا، بشراء موقع «زابوس» في عام 2009، ودفعت لمساهمي موقع بيع الأحذية الشهير 10 ملايين سهم تساوي 807 ملايين دولار، علاوة على مبلغ نقدي وعدد آخر من الأسهم المقيدة. والآن أصبحت قيمة هذه الأسهم تصل إلى 1.9 مليار دولار.

ورغم أن المفاوضات المتعلقة بالصفقة لن تحدد السعر النهائي لأسهم «فيس بوك» في السوق، فإن عملية الاستحواذ قد تعطي فكرة عن كيفية تقييم فريق الإدارة لأسهم الشبكة الاجتماعية قبل الطرح المرتقب لها.

وتتوقع المصادر أن تطرح أسهم الشركة، التي تقوم حاليا بوضع التعديلات النهائية على نشرة الاكتتاب، في البورصة الشهر المقبل، وسوف يتحدد سعر الطرح بناء على عدة عوامل، مثل الطلب السوقي ومدى تأرجح أسواق المال.

وقد تباين الطلب من المستثمرين على الطروح العامة الأولية التي جرت في الآونة الأخيرة، حيث تتداول العديد من شركات الإنترنت التي طرحت أسهمها في البورصة خلال الأشهر الأخيرة بسعر أقل من سعرها وقت الطرح. على سبيل المثال، تباع أسهم موقع الصفقات اليومية «غروبون» حاليا بسعر 12 دولارا تقريبا، بعد أن كانت تباع بسعر 20 دولارا أواخر العام الماضي، بينما ظلت أسهم شركة ألعاب الإنترنت «زينغا» بنفس السعر تقريبا من دون تغيير.

تقول ليز باير، مسؤولة سابقة بشركة «غوغل» ومؤسسة الشركة الاستشارية «كلاس في غروب»: «أرجو ألا يكونوا قد اتفقوا على هذه الصفقة بسبب قيمة أسهم (فيس بوك) في الأسواق الثانوية. ما زال من غير الواضح ما إذا كان هناك ارتباط قوي بين التسعير في الأسواق الثانوية والبورصة».

وتعتبر صفقة شراء برنامج «إنستاغرام» كذلك اعترافا من مارك زوكربرغ (27 عاما) بالقيمة الهائلة التي حققها خلال السنوات الثماني الأخيرة منذ انطلاق الشركة. فقد أصبح موقع «فيس بوك»، الذي أسسه زوكربرغ وآخرون داخل سكن الطلاب المغتربين في «جامعة هارفارد» عام 2004، أكبر شبكة اجتماعية في العالم، بقاعدة مستخدمين تزيد على 845 مليون مستخدم، وأكثر من 250 مليون صورة يتم تحميلها على الموقع يوميا. ومع أنها لم تكن أول شركة للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، لكنها سرعان ما أصبحت الكبرى على الإطلاق، فهذه القيمة، 104 مليارات دولار، تجعل شركة «فيس بوك» أغنى من شركات «لينكد إن» و«تويتر» و«غروبون» و«زينغا» مجتمعة. وفي عام 2011، سجلت دفاتر شركة «فيس بوك» أرباحا تبلغ 3.7 مليار دولار في خانة الإيرادات.

وتلقي صفقة شراء برنامج «إنستاغرام»، التي وصفها زوكربرغ بأنها «علامة فارقة»، الضوء على مدى الأهمية التي أصبح الهاتف الجوال يمثلها بالنسبة لطموحات شركة «فيس بوك».

وقد كان ارتفاع نجم برنامج «إنستاغرام» هو ما دفع زوكربرغ إلى التحرك سريعا لإبرام تلك الصفقة. وسبق أن رفضت شركة «إنستاغرام»، في 5 أبريل، عرضا قدرت قيمته بمبلغ 500 مليون دولار من مجموعة من الشركات الاستثمارية، ضمت شركات «سيكويا كابيتال» و«ثرايف كابيتال» و«غراي لوك كابيتال».

وفي اليوم التالي، قام زوكربرغ بالتحدث مع سيستروم، الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركة «إنستاغرام»، حول الخطوط العريضة للوصول إلى صفقة، وبعد نهاية أسبوع حافل بالمفاوضات، تم إنهاء الصفقة، ليكشف زوكربرغ النقاب عن صفقة المليار دولار في اليوم التالي على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك».

وقال زوكربرغ، مشيرا إلى صفقات الاستحواذ الضخمة: «لا ننوي الدخول في صفقات مثل هذه كثيرا في المستقبل، إن لم يكن على الإطلاق. غير أن توافر أفضل خدمة لتبادل الصور هو أحد الأسباب التي تجعل الكثيرين يحبون (فيس بوك)، وقد أدركنا أن الأمر يستحق أن تتحد هاتان الشركتان معا».