توقعات بارتفاع أسعار المعادن الثمينة 15% في 2016 بسبب تقلص المناجم والطلب الصيني

المستثمر سامر حليمة: آثار الربيع العربي انعكست على الطلب في دول منطقة الشرق الأوسط

مستثمر المجوهرات سامر حليمة يؤكد أن أسعار الماس ذي الجودة العالية يتراوح ما بين 15 مليون دولار إلى 20 مليون دولار (تصوير: خضر الزهراني)
TT

توقع مستثمر عالمي مختص في شراء الخام وصناعة المجوهرات والماس العالمية، صعود المعادن الثمينة نحو 15 في المائة في عام 2016، عطفا على تقلص الكثير من المناجم العالمية، وعدم اكتشاف مناجم جديدة منذ أكثر من 15 عاما.

وقال سامر حليمة، المستثمر في مصنع مجوهرات الماس في الولايات المتحدة الأميركية، إن السوق تشهد الكثير من العوامل التي أسهمت في زيادة الإقبال على الماس 10 في المائة، حيث توجد مؤشرات لتوجه في زيادة اقتناء أجود الكماليات، وهي الماس، فالطلب يتزايد والإنتاج يقل من خلال القوة الشرائية التي سوف تصعد بالأسعار خلال أربعة أعوام مقبلة.

وأضاف حليمة: «إن أسعار الماس لا تزال رخيصة مقارنة بالتوقعات التي تشير إلى أن عام 1016 يتوجه إلى سعر أعلى من الوقت الحالي بنحو 20 في المائة، وذلك بسبب إغلاق بعض المناجم في جنوب أفريقيا، كذلك فإن دولة الصين تشتري من دول كثيرة بكميات كبيرة، وتسعى لشراء جميع مناقصات الماس التي تعمل حاليا على زيادة التخزين لديها، لكونه الملاذ الآمن للجهات والأفراد، فالمعادن الثمينة كالذهب والفضة والماس تعد استثمارا لا يقل سعره إن لم يكن هناك زيادة في حالة تقص السيولة لدى الأفراد في العالم أجمع».

وأضاف: «إن دولة الصين من المتوقع أن تكون المحرك الرئيسي لتعافي الاقتصاد الدولي، ولديهم حاليا انتعاش اقتصادي بنحو 8.1 في المائة، وسوف يكون عاليا عن الذهب الذي ينعكس على استثمارات الماس بكميات عالية، حيث إن عام 2011، زاد الطلب على الماس من قبل التجار والشركات، خاصة من الدول الأكثر حجما في التداولات والاستثمارات في الماس، وتعد السعودية ضمن الدول الأولى في الطلب على المعادن الثمينة».

وأشار مستثمر لمجوهرات والماس إلى أنه «يلاحظ في الوقت الراهن أن سعر خام الماس أعلى من المصقول، ولكن في ظل الطلب والإقبال لم يؤثر ذلك في تصاعد ثمنه، الذي يتداول بمكاسب جيدة لدى المستثمرين والأفراد الذي يتوجهون في حالة وقوع الحروب لشراء الذهب والماس لكونه قليل الوزن وباهظ الثمن، فالبعض يعده عقارا متحركا، ويباع في كل الأسواق العالمية خاصة الماس من الدرجة الأولى، الذي يحمل الشهادات المعتمدة».

واستطرد: «لدي حجر يعود عمرة إلى عام 1900، قد تم تداوله من شخص لآخر، حتى وصل إليّ بملايين الدولارات، وهو لا يكلف أي نوع من الصيانة، ولا يمكن أن يحصل به خلل جراء التخزين، لذلك هناك توجه كبير لدى المستثمرين في دول العالم لعمل صندوق خاص بكل فرد، لوضع جزء من ثرواتهم لشراء الذهب والماس لوقت قد يخسر المستثمر كل استثماراته حينها يبقى الصندوق الملاذ الآمن».

وبين حليمة أن «إنتاج الماس عالي التكلفة، فمقابل كل طن من الوحل والرمل خلال عملية التنجيم والتنقيب يستخرج قيراط من الماس ليس صافيا تتم تنقيته ضمن مجموعة لاستخراج قيراط من الماس عالي الجودة، وأنقى الماس هو الذي يستخرج من البراكين ويباع بأعلى الأسعار في المزادات، وتقتنيها عادة الدول، لشدة نقاء الأحجار الكريمة الناتجة من البراكين».

وزاد: «إضافة إلى أن الذهب هو المخزون الأساسي للدول، نظرا لقياسه بالوزن، ولكن الماس يعتمد على أربع نقاط تحدد سعره، هي الوزن واللون وطريقة التقطيع إضافة إلى النظافة، ليتم تحديد جودته، فدولة روسيا هي الدولة الوحيدة التي تخزن الماس، ولديها احتياطي كبير من الماس، وتنتج أيضا للدول الأخرى».

وحول انعكاس أحداث الربيع العربي في الدول العربية، أوضح حليمة أن «عام 2012 يعد عصيبا نوعا ما على المستثمرين، بسبب الحروب العالمية وتغير الأنظمة وعدم استقرارها في بعض الدول في الشرق الأوسط التي لها تأثير كبير في سوق المعادن الثمينة، وتم إيقاف التسهيلات المصرفية من خلال عمليات الإقراض، ولكن تلك الأزمات في الدول العربية تدفع بالأفراد لدفع أموالهم مقابل شراء المعدن الثمين وحفظ استثماراتهم من أي أزمة حال خروجهم من البلدان».

وزاد: «لدينا فروع في نيويورك وبانكوك ودبي وبيروت، ونسبة المبيعات كانت بشرق آسيا، وأكثر الأسواق مبيعات بالنسبة لنا كانت الدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا لتوجههم التراثي، فقيمة الماس ثابتة إن لم تصعد، فالتجار الذين نقوم ببيعهم نعاود الشراء منهم فيما بعد بربح، خاصة الأحجار التي يتجاوز وزنها 5 قراريط وما فوق، وجودتها عالية».

وحول أسعار الأحجار التي تعد من أجود الأنواع بين مستثمر المجوهرات والماس أنها «تتراوح ما بين 15 مليون دولار إلى 20 مليون دولار، وعلى سبيل المثال فقد بعت حجرا يبلغ وزنه 180 قيراطا لمستثمر صيني بنحو 31 مليون دولار خلال الأزمة العالمية 2008، وسوف يعرضه خلال المزاد المقبل، ولن يباع بأقل من 41 مليون دولار، فهو يعمل على توزيع استثماراته على مجموعة من الاستثمارات، فالماس الحل الأمثل في حالة الخسائر والأزمات لدى التجار».

ودعا حليمة إلى إنشاء معهد لتثقيف الإفراد بأن الماس هو الملاذ الآمن لهم، وزيادة المعارض التثقيفية، وإجبار كل التجار بالبيع من خلال شهادات معتمدة من قبل معاهد مستقلة تؤكد نوعيتها وجودها، وتقوم الغرف التجارة والصناعة بالإشراف عليها من خلال مختصين ليس لهم أطراف ذات مصلحة يقدرون ويضعون شهادة بالثمن، وليس عن طريق محلات، كما هو حال التثمين في العقار».

ونوه مستثمر المجوهرات بأن «وجود الماس المغشوش، الذي يمثل نسبة عالية، وعلى سبيل المثال هناك نوع يحمل اسم (إتش بي إتش تي) حول لونه من خلال أجهزه عالية الحرارة من اللون البني إلى لون زهري ليعتقد المشترى أن اللون تكوّن عبر مئات السنين في باطن الأرض، كما يحصل في طبيعة الماس الذي يباع بقيم عالية، مما قد يباع بسعر عال، وهو في لحقيقة لا يتجاوز 10 آلاف دولار، لذلك لا بد من الرجوع إلى العالمين على الشبكة العنكبوتية عند الشراء لوضع رقم الشهادة والتأكد من السيرة الكاملة للحجر منذ استخراجه من باطن الأرض».

واختتم حليمة: «نحن مختصون بشراء الخام من جنوب أفريقيا ونصدره إلى نيويورك، ونقوم بقصه وحكه وصقله ومن ثم يحول إلى تصاميم ويتم بيعة إما بشكل أطقم تباع من خلال معارضنا وإما محكوكا من خلال بيعة على المستثمرين، ولدينا حاليا فرع في الرياض غرب السعودية نظرا لاهتمام الفرد السعودي بالمعادن الثمينة».

في المقابل، قدم مجموعة من المصممات السعوديات في معرض «صالون المجوهرات» المقام في جدة (غرب السعودية)، مجموعة من المجوهرات لتعريف العالم بقيم وحضارة المجتمع السعودي من خلال سلسلة من المجموعات ضمت مجسما متميزا للمساجد الثلاثة الكبرى في حياة المسلمين (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) استخدم فيه الرمل الكريستالي وشرائح ذهب وفضة ورخام بسعر منافس.

ووفقا لمصممة المجوهرات، آلاء الزبير، فإن الهدف من التصميمات التي تطرحها الشركة هي إبراز كل ما له علاقة بالتراث السعودي، وإلى أن أغلب التصميمات تمت الاستعانة فيها بكسوة الكعبة الداخلية بلونها الأخضر والخارجية باللون الأسود، ومن بين القطع خواتم وتصميمات خاصة لمناطق المملكة بالماس مع الذهب، خاصة أن التوجه الجديد في صناعة المجوهرات هو التحول إلى الفضة المرصعة بالألماس نتيجة الارتفاع في الذهب بالسنوات الأخيرة.

من جهة أخرى، قدمت إحدى الشركات السويسرية حصانا من الماس وحجز الزفير والذهب يتكون من 734 حجر زفير و100 فص من الماس، ويبلغ سعره قرابة مليوني ريال (534 ألف دولار).

من جهتها، قالت هيا السنيدي رئيس معارض المجوهرات الثالث: «حجم الحضور يعكس مدى اهتمام وثقافة الفرد في المجتمع السعودي من خلال ثاني أيام المعرض من مختلف الفئات والشرائح، مشيرة إلى أن المعرض سينتقل إلى العاصمة الرياض (وسط السعودية) الأسبوع المقبل». وأشارت إلى أن المعارض الدولية تمثل فرصة مناسبة للغاية للتعريف بالتوجهات الحديثة في صناعة المجوهرات.