وزير العمل السعودي: سنطلق برنامجا لفاقدي الوظائف وسنطبق «نطاقات» على الأجهزة الحكومية

أكد أن البرنامج الجديد سيرفع لمجلس الشورى في البلاد

وزير العمل السعودي يتحدث خلال ورشة العمل التي أقيمت في شركة سابك يوم أمس بحضور عدد من المسؤولين (تصوير: خالد المصري)
TT

كشف وزير العمل السعودي، المهندس عادل فقيه، عن توجه بلاده نحو إطلاق برنامج جديد للسعوديين الذين فقدوا وظائفهم ممن تجاوزت أعمارهم سن الـ35 عاما، مبينا خلال رده على سؤال «الشرق الأوسط» أن هذا البرنامج تم استكمال دراسته وسيرفع خلال الفترة القريبة إلى مجلس الشورى في البلاد.

وقال المهندس، فقيه، خلال إجابته عن سؤال «الشرق الأوسط»، على هامش ورشة عمل عقدت، أمس، في مقر شركة «سابك» للإلقاء الضوء على دور أصحاب العمل في خلق فرص وظيفية في المنطقة العربية: «ليس لدينا نيّة لتعديل شروط استحقاق (حافز) فيما يتعلق بالعمر، من تجاوز سن الـ35 عاما سندعم توظيفه، وسنطلق برنامجا خاصا بمن هو فوق هذا العمر من السعوديين الذين فقدوا وظائفهم بمسمى التأمين ضد التعطل المؤقت».

وحول برنامج «نطاقات»، كشف المهندس فقيه عن توجه بلاده نحو تطبيق هذا البرنامج على الأجهزة الحكومية أسوة بالقطاع الخاص، مضيفا: «يتم حاليا التخاطب مع وزارة الخدمة المدنية، تمهيدا لتطبيق (نطاقات) على الأجهزة الحكومية، بهدف رفع مستوى توطين الوظائف».

وأشار فقيه إلى أن النسب المطلوبة من الشركات الكبيرة للوصول إلى النطاق الأخضر أو الأصفر، أعلى من النسب المطلوبة للشركات المتوسطة أو الصغيرة.

وحول ورشة العمل، أمس، قال فقيه: «(سابك) تتوقع توفير 200 ألف وظيفة في المدن الذكية، من خلال توطين الصناعات والخدمات في مدن ذكية، بالقرب من مصانع (سابك)، وهذا أمر مشجع للغاية».

وقال فقيه حول البرامج الحديثة، التي أطلقتها الوزارة: «من غير المناسب أن نركز على قطاع واحد من برامجنا دون آخر، لذلك نحن نعطي جميع البرامج درجة واحدة من الاهتمام». وأضاف وزير العمل السعودي: «قد يكون هناك شركات عرضت نفسها للمساءلة بسبب توظيف سعوديين بشكل وهمي، وأعتقد أن هذا الأمر موجود من قبل تطبيق برنامج (نطاقات) الذي لا أعتبره سببا في ذلك»، إلا إنه استدرك قائلا: «الجميل أننا أطلقنا برنامج (حافز) بالتزامن مع (نطاقات)، لذلك لا أحد يريد التسجيل بشكل وهمي في وظيفة بإحدى شركات القطاع الخاص براتب قليل، لأن هذا الأمر بطبيعة الحال سيحرمه من الاستفادة من برنامج (حافز)».

وأوضح المهندس فقيه أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تقوم بمراجعة الزيادات غير الطبيعية في معدلات التوظيف لدى الشركات، التي لا يمكنها الوصول لهذه الأرقام، وقال: «نقوم بزيارات تفتيشية للشركات هذه، وإذا تحقق أنهم يوظفون السعوديون بشكل وهمي فإنهم يعرضون أنفسهم للعقوبات». وبيّن المهندس فقيه أن الوزارة من خلال برنامج «حافز» تنسق مع 12 جهة حكومية و50 جهة أخرى غير حكومية، مبينا أن الشروط المتعلقة بالاستحقاق لإعانة «حافز» تمت دراستها ومراجعتها لمدة 5 أشهر، إضافة إلى مقارنتها مع كثير من دول العالم.

يشار إلى أن الورشة المنعقدة أمس تأتي استضافة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، وهي الورشة التي حملت عنوان «محادثات المائدة المستديرة حول دور أرباب العمل الكبار في دعم توفير فرص العمل في العالم العربي»، بمقر الشركة بالعاصمة الرياض.

وقد شكلت هذه المحادثات فرصة فريدة لأرباب العمل لمناقشة السبل الملموسة للتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المدني لحل مشكلة البطالة وتشجيع المشاريع الخاصة، وهدفت مناقشات المائدة المستديرة إلى إبراز نماذج ملموسة لأرباب العمل الكبار، من شأنها أن تسهم في توفير فرص العمل في المملكة والعالم العربي، وركزت المناقشات بصورة خاصة على سياسات دعم المشاريع الصغيرة ووضع أطر التعاون المناسبة بين الحكومة والمؤسسات الأكاديمية وقطاعات الصناعة المختلفة. وشارك في محادثات المائدة المستديرة الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة شركة «سابك»، والمهندس عادل فقيه وزير العمل، والدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي.

من جهة أخرى، قال الأمير سعود بن ثنيان، رئيس مجلس إدارة شركة «سابك» خلال ورشة العمل، أمس: «ما نحن بصدد مناقشته اليوم يتمحور حول أمرين في غاية الأهمية، وهما: سبل وآليات تهيئة الأجيال الناشئة وتدريبهم وتأهيلهم بما يتناسب مع متطلبات العصر في سوق العمل، وإيجاد فرص العمل الملائمة لتلك الأجيال بعد تدريبها وتأهيلها».

في حين أكد المهندس محمد الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» خلال الورشة، أمس، أن نجاح المدن الذكية في السعودية سيوفر نحو مليون فرصة عمل، وقال: «(سابك) لوحدها في حال نجاحها في هذا الجانب، ستوفر نحو 200 ألف فرصة عمل للشباب السعودي». بينما أكد خالد بن وليد الخضير، مؤسس موقع «جلو وورك» المتخصص في توظيف المرأة في السعودية، خلال الورشة، أمس، أن قطاع التجزئة يعتبر حاليا من أكثر القطاعات التي فتحت فرصا وظيفية كبيرة للسعوديات.