«إتش إس بي سي»: نتوقع نموا ملحوظا في الطلب على منتجات التحوط والاستثمار الإسلامية

مسؤول تنفيذي: 2011 كان عاما قياسيا لأعمالنا في مجالي الاستثمار والتحوط الإسلامي

TT

توقع بنك «إتش إس بي سي» HSBC البريطاني، أكبر مجموعة مصرفية أوروبية، نموا ملحوظا في الطلب والإقبال على منتجات التحوط والاستثمار الإسلامية، لافتا إلى أنه شهد في عام 2011 نموا مضاعفا في أعمال إدارة المخاطر الإسلامية على اعتبار أن كثرة التعقيدات ومخاطر أعمال المؤسسات الإسلامية قد أدى إلى ارتفاع الطلب والإقبال على حلول إدارة المخاطر الإسلامية، معتبرا أن العام الماضي كان عاما قياسيا بالنسبة لأعمال HSBC في مجالي الاستثمار والتحوط الإسلامي، معربا عن تفاؤله بأن هذا التوجه سيستمر مع ازدياد أعداد العملاء الذين هم على دراية بمجموعة منتجات التحوط والاستثمار الإسلامية المتوفرة لدى البنك.

وقال آبيشيك ميشرا، المدير التنفيذي لإدارة الأصول المتعددة للخدمات المصرفية العالمية والأسواق في «HSBC الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»: «نتوقع نموا ملحوظا في الطلب والإقبال على منتجات التحوط والاستثمار الإسلامية؛ فقطاع التمويل الإسلامي شهد تطورا سريعا على مدى السنوات الأربعين الماضية مدفوعا بزيادة الطلب من قبل العملاء وتطوير احتياجاتهم، إلى جانب ظهور منتجات مصرفية مبتكرة»، مشيرا إلى أن التمويل الإسلامي أصبح الآن من ضمن أدوات التمويل المقبولة لدى العملاء من الأفراد والشركات الأجنبية في جميع أنحاء العالم، من الشرق الأوسط وحتى آسيا؛ حيث ازداد إقبال العملاء من الشركات على الحلول المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية لتلبية متطلبات أعمالهم التجارية من تمويل واحتياجات استثمارية.

وأضاف المسؤول التنفيذي متحدثا لـ«لشرق الأوسط»: «في عام 2011، شهد HSBC نموا مضاعفا في أعمال إدارة المخاطر الإسلامية؛ حيث أصبح العملاء من الشركات والمؤسسات المالية تستخدم الآن حلولا متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية والمصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم الاستثمارية، وإدارة تعرضهم لمخاطر معدلات الربح، وتقلب أسعار صرف العملات والأسهم والسلع»، لافتا إلى أن كثرة التعقيدات ومخاطر أعمال المؤسسات الإسلامية قد أدى إلى ارتفاع الطلب والإقبال على حلول إدارة المخاطر الإسلامية، وأن هذه الزيادة في الطلب تأتي «مدفوعة بإقبال العملاء على حلول إدارة المخاطر المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية لتلبية متطلبات واحتياجات أعمالهم الآخذة في النمو عبر مختلف الدول والقطاعات».

وحسب رأي آبيشيك ميشرا، يأتي هذا الطلب مدعوما أيضا من خلال توافر المنتجات الاستثمارية ومنتجات التحوط الحالية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية مؤخرا، حيث إن عمق وتنوع منتجات إدارة المخاطر المتوافقة مع الشريعة الإسلامية يضعها على قدم المساواة تقريبا مع منتجات إدارة المخاطر التقليدية «ولا يقتصر استخدام هذه المنتجات على المؤسسات الإسلامية فحسب؛ بل يمتد ليشمل العملاء من الشركات التقليدية الذين يفضلون الحلول المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية».

ويستطرد المسؤول في البنك بالقول إنه مع وجود هذه المجموعة من المنتجات، فإنه يمكن للعملاء من الشركات والمؤسسات المالية تلبية احتياجاتهم البسيطة والمعقدة في مجالات التحوط والاستثمار بطريقة متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية؛ فعلى سبيل المثال، «تحتاج شركة لتصدير السلع المصنعة والتي تتخذ من دبي مقرا لها إلى حماية نفسها من تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية التي يمكن أن تقلل من أرباحها من العملات الأجنبية عند تحويلها قيمتها إلى الدرهم الإماراتي. وقد قام بنك (HSBC) بتقديم المساعدة لواحد من هؤلاء العملاء من خلال تقديم حلول لإدارة مخاطر تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية، بحيث لم يقتصر هذا الحل على ضمان عدم تحمل الشركة الخسائر عند تحويل مستحقاتها المستقبلية فقط، بل سيتم أيضا في واقع الأمر تحويل هذه المستحقات وفقا لأسعار صرف أفضل من أسعار الصرف الفورية»، مضيفا: «قد يكون لدى هذا العميل فائض نقدي يريد استثماره بعد سداد ما عليه للموردين، ومن ثم سيجد هذا العميل منتجات فعالة متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، مثل الاستثمارات المنظمة لمعدلات الأرباح والأسهم والعملات الأجنبية والسلع والضمانات، والتي يمكن أن تساعد هذا العميل في تحقيق عائدات أعلى مما لو قام بإيداع هذه الأموال الفائضة في حساب مصرفي دون استثمارها».

وإلى جانب تقديم الدعم والمساعدة للعملاء من الشركات الأجنبية، فإنه يمكن استخدام هذه المنتجات أيضا لمساعدة العملاء من المؤسسات المالية الذين يرغبون بوجود المزيد من الخيارات الخاصة بالإقراض والاقتراض النقدي لتلبية احتياجاتهم من التمويل قصير الأجل. وقد قام «HSBC» بتصميم حلول مخصصة لأحد هؤلاء العملاء بحيث يتيح لهذه المؤسسة المالية إمكانية الحصول على التمويل قصير الأجل باستخدام استثمارات صكوكها السيادية بوصفها ضمانات للسداد.

ويشير المسؤول في البنك إلى أن هذه الحلول والمنتجات بالإضافة للمنتجات الأخرى قد أدت إلى أن يكون عام 2011 «عاما قياسيا بالنسبة لأعمال (HSBC) في مجالي الاستثمار والتحوط الإسلامي.. ونحن متفائلون بأن هذا التوجه سيستمر مع ازدياد أعداد العملاء الذين هم على دراية بمجموعة منتجات التحوط والاستثمار الإسلامية المتوفرة الآن».