الصين تعيد رسم خريطة السوق العالمية للسيارات

سوقها أصبحت تنافس أسواق أميركا وأوروبا.. والشركات العالمية تتنافس للدخول إليها

الكشف عن موديل جديد من سيارة «لومبرغيني» الفاخرة في معرض بكين للسيارات (رويترز)
TT

أشارت توقعات شركة «بورشه» الألمانية إلى قرب إزاحة الصين للولايات المتحدة من صدارة قائمة أهم الأسواق بالنسبة لمبيعات الشركة التي تشتهر بسياراتها الرياضية.

وبحسب «رويترز»، فعلى هامش حضوره المعرض الدولي للسيارات في العاصمة الصينية، بكين، الذي أقفلت أبوابه للجمهور، أمس، قال بيرنهارد ماير، مدير التسويق في «بورشه» عن السوق الصينية: «لدينا هنا نمو غير عادي، فليس ثمة سوق أخرى تنمو بنفس سرعة نمو السوق الصينية».

وأضاف أنه على الرغم من أن مبيعات «بورشه» في الولايات المتحدة قد حققت تعافيا قويا في الفترة الأخيرة، فإن السباق يسير حاليا بوتيرة «رأس برأس» بين السوقين العملاقتين، لكنه قال إن من الممكن أن تكون الغلبة للسوق الصينية خلال هذا العام.

في الوقت نفسه اتسمت توقعات مصادر أخرى في «بورشه» حول هذا الأمر بالحذر، إذ أشاروا إلى أن تفوق مبيعات «بورشه» في السوق الصينية على مبيعاتها في الولايات المتحدة يمكن أن يحدث في العام المقبل.

يذكر أن أهم الأسواق في الوقت الحالي بالنسبة لمبيعات «بورشه» هي الولايات المتحدة، تليها الصين فألمانيا.

كانت مبيعات «بورشه» في الصين حققت في الربع الأول من العام الحالي ارتفاعا بنسبة 38 في المائة ووصلت إلى 7121 سيارة.

ولم تحقق مبيعات سيارات الدفع الرباعي «كاين» ارتفاعا كبيرا في المبيعات لعامين متتالين في أي سوق أخرى سوى السوق الصينية التي تعد أيضا السوق الأكبر بالنسبة لسيارات الليموزين «باناميرا».

وتعتزم «بورشه» إزاحة الستار عن الإطلالة الأولى لسيارتها «كاين جي تي إس» الجديدة خلال معرض بكين الدولي للسيارات، كما ستطرح للمرة الأولى الجيل الجديد من سيارتها «بوكستر».

يشار إلى أن معرض بكين الدولي للسيارات سيختتم فعالياته في الثاني من الشهر المقبل وسط توقعات بوصول أعداد زائريه إلى نحو 800 ألف شخص.

وفي هانوفر بألمانيا قال رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، أمس، الاثنين، إن بوسع الصين وألمانيا زيادة حجم التجارة الثنائية إلى نحو المثلين خلال السنوات الـ3 المقبلة لكن ينبغي تحسين إمكانية دخول السوق ومكافحة الحماية التجارية.

وتعهد أمام المنتدى الاقتصادي الألماني - الصيني في مدينة هانوفر بأن تحمي بكين الملكية الفكرية، وهي مبعث قلق رئيسي لألمانيا وغيرها من الدول الغربية التي تستثمر في الصين.

وقال في معرض هانوفر الصناعي الذي يقام كل عامين: «نريد أن يبلغ حجم التجارة 280 مليار دولار بحلول عام 2015». وتشارك نحو 500 شركة صينية في المعرض.

وبلغ حجم التجارة بين الصين وألمانيا 190 مليار دولار (144 مليار يورو) في العام الماضي، وتسهم ألمانيا بنحو ثلث إجمالي حجم تجارة الصين مع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وحققت الصين 5.‏14 مليار يورو فائضا في تجارتها مع ألمانيا في العام الماضي، لكن الشركات الألمانية أثبت نجاحا أكبر من نظيراتها في أوروبا في دخول السوق الصينية.

ومن المقرر أن يوقع وين في وقت لاحق اليوم اتفاقا مع شركة «فولكس فاغن» لإقامة مصنع جديد في إقليم شينجيانغ بغرب الصين.

من جهة أخرى تعتزم «فورد موتورز» التي تسعى إلى استغلال الإقبال المتزايد على سيارات الدفع الرباعي طرح المزيد من هذه الفئة في الصين خلال العام المقبل.

وقال جو هينريكس، رئيس «فورد – آسيا»، أول من أمس، الأحد، إن «فورد» - التي دخلت السوق الصينية أكبر سوق للسيارات في العالم متأخرا - ستضيف السيارة «كوجا»، وهي النسخة الصينية من «اسكيب»، والطراز «إكوسبورت»، وهما سيارتا دفع رباعي صغيرتان وطراز «إكسبلورر» الأكبر حجما لمجموعة سيارات الدفع الرباعي التي تبيعها في الصين.

وتبيع «فورد» حاليا السيارة «إدج» فقط في الصين، مما يعد تمثيلا ضعيفا في فئة تمنح الشركات المنتجة هامش ربح أعلى. وصرح لـ«رويترز» قبل معرض سيارات في بكين «المرحلة التالية من نمو محفظة الإنتاج هي سيارات الدفع الرباعي الـ3، وهي مهمة جدا للصين نظرا لما نشهده من نمو في فئة الدفع الرباعي». وتنتج «فورد» السيارات «فيستا» و«مونديو» وغيرهما في الصين من خلال شراكة ثلاثية تضم أيضا شركة «تشونغ تشينغ» وشركة «مازدا موتور» اليابانية. ويقوم عدد متزايد من الشركات بطرح مزيد من سيارات الدفع الرباعي لتلبية الطلب المتصاعد عليها. ويأتي ذلك في إطار خطة «فورد» لطرح 15 سيارة جديدة في الصين بحلول 2015.

واشترى المستهلكون الصينيون 1.‏2 مليون سيارة دفع رباعي العام الماضي بزيادة 25 في المائة، وتسهم تلك الفئة بنحو 12 في المائة من مبيعات السيارات الخفيفة بحسب بيانات من «جيه دي باور» و«إل إم سي أوتوموتيف».