قال وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل سوريا، أمس، إن إسبانيا ستحاول الإبقاء على «أفضل علاقات» مع الأرجنتين بينما تسعى للحصول على «تعويض عادل» للتأميم الإجباري لشركة «واي بي إف» للنفط.
ويقول محللون إن إسبانيا ستحاول الآن الحصول على تعويض من الأرجنتين بدلا من بذل جهود لمنع تأميم حصة تبلغ 51 في المائة في «واي بي إف» وتمتلكها حاليا شركة «ريبسول» الإسبانية العملاقة للنفط والغاز. وتريد «ريبسول» تعويضا قيمته 10.5 مليار دولار لكامل حصتها في الشركة التي تصل إلى 57 في المائة.
وتعهد سوريا بأن بلاده ستسعى للحصول على دعم كل المحافل الدولية المتاحة للضغط من أجل تعويض عادل للشركة. وأعرب عن قلقه إزاء تصريحات بعض المسؤولين في الأرجنتين الذين قالوا إن البلاد لا ينبغي أن تدفع أي أموال. كما اتهم سوريا بيونس آيريس باعتماد استراتيجية متعمدة تهدف إلى خفض قيمة أسهم «واي بي إف» من أجل تسهيل مصادرتها.
وفي وقت سابق، أعلنت إسبانيا أنها ستخفض وارداتها من الديزل الحيوي من الأرجنتين كرد انتقامي على تأميم «واي بي إف». ويشكل الديزل الحيوي نحو نصف صادرات الأرجنتين إلى إسبانيا.
وفي بروكسل، قال المفوض التجاري بالاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء إن الأرجنتين ستندم على تجريد شركة «ريبسول» الإسبانية من حصتها المسيطرة في شركة «واي بي إف»، مؤكدا مجددا على دعم التكتل لإسبانيا في هذه القضية. وقال كارل دي غوشت، في العاصمة البلجيكية بروكسل «باتخاذ هذا الإجراء، ترسل الأرجنتين موجات صدمة عبر مجتمع الأعمال الدولي. وستشعر بعواقب إجرائها الاقتصادي لفترة طويلة قادمة».
وكانت رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز أعلنت في وقت سابق الشهر الحالي، وفي خطوة مفاجئة، أن بيونس آيريس ستستحوذ على حصة نسبتها 51 في المائة في شركة «واي بي إف». وأكد دي غوشت أنه أعرب عن شكواه في رسالة بعث بها للحكومة الأرجنتينية. وأضاف «أوضحت لنظيري في الأرجنتين مدى جدية تعاملنا مع هذا الأمر في الاتحاد الأوروبي. وأستطيع أن أؤكد لكم أننا سنبذل ما بوسعنا لمساندة الحكومة الإسبانية في سعيها للحصول على تعويض كامل للشركة المعنية».
كان البرلمان الأوروبي دعا الأسبوع الماضي إلى إعادة تطبيق رسوم جمركية على صادرات الأرجنتين، وحذر من أن حالة «واي بي إف - ريبسول» قد تقوض المفاوضات بشأن اتفاق الشراكة والتجارة بين الاتحاد الأوروبي وتجمع «ميركسور» الاقتصادي لدول أميركا الجنوبية.
وفي قانون غير ملزم، دعا النواب أيضا إلى اتخاذ إجراء ضد الأرجنتين أمام منظمة التجارة العالمية ومجموعة العشرين. وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أول من أمس الاثنين، دعمهم لإسبانيا بشأن القضية، لكنهم أحجموا عن اتخاذ أي إجراء معين.