الأمطار الربيعية تنقذ الإنتاج الزراعي في المغرب وترفع مياه السدود

اتفاقيات لتطوير زراعات الورد والزعفران والزيتون مع شركات دولية

أنقذت الأمطار المحاصيل الزراعية في المغرب هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

قلل عزيز أخنوش وزير الفلاحة المغربي من آثار الجفاف وشح الأمطار على معدل النمو الاقتصادي المرتقب في المغرب خلال العام الحالي، وقال أخنوش أمس في افتتاح «المناظرة الوطنية للزراعة» بمكناس (وسط المغرب) إن القطاعات الزراعية التي استفادت من أمطار الربيع خاصة الأشجار المثمرة والرعي قد عوضت نسبيا الخسائر التي تكبدتها زراعة الحبوب بسبب الجفاف خلال فصل الشتاء، إذ نزل إنتاج الحبوب (القمح والشعير والدرة) إلى 48 مليون قنطار، أي نصف محصول العام الماضي. وأشار أخنوش إلى أن نسبة المياه في السدود ارتفعت إلى 73 في المائة بفضل الأمطار الربيعية، الشيء الذي يوفر للمغرب ثلاث سنوات من الري الزراعي. وأكد أخنوش أن الحكومة عازمة على المضي قدما في خططها لتقليص ارتباط الإنتاج الزراعي بالتقلبات المناخية عبر تحفيز المزارعين الصغار للتحول من إنتاج القمح في المناطق غير الملائمة إلى غرس الأشجار المثمرة وتربية الماشية، إضافة إلى تعميم الري على الضيعات الزراعية.

وقال أخنوش إن المساحات المغروسة بأشجار الزيتون ستبلغ في المغرب مليون هكتار خلال هذه السنة. كما تواصل الحكومة تنفيذ خطة تعميم التأمين على المخاطر المتنوعة على الأراضي الزراعية.

وقال أخنوش إن حصيلة خطة «المغرب الأخضر» للنهوض بالزراعة في المغرب، والتي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، قبل أربع سنوات كانت إيجابية، مشيرا إلى أنها مكنت من رفع الإنتاج الزراعي بنسبة 40 في المائة، ومضاعفة الدخل الفردي للمزارعين، وتوسيع الري العصري على مساحة 100 ألف، وإنشاء وتجهيز 100 مصنع جديد لتحويل المنتجات الزراعية.

وبخصوص الجانب المتعلق بالشراكة بين الدولة وكبار المستثمرين، كشف أخنوش أنه تم إنجاز 530 مشروعا كبيرا من طرف مستثمرين مغاربة وأجانب على أراضٍ مملوكة للدولة، والتي تم تفويتها للمستثمرين عن طريق الإيجار وعلى أساس التزامات دقيقة. وبلغ الحجم الإجمالي للاستثمارات في هذه المشاريع 22 مليار درهم (2.6 مليار دولار). وبخصوص ضبط سوق المنتجات الزراعية أشار أخنوش إلى إنشاء مرصد يومي للأسعار، والتوجه نحو إنشاء بورصة للمنتجات الزراعية.

وتم خلال المناظرة الوطنية الرابعة للفلاحة بمكناس التوقيع على خمس اتفاقيات بين الحكومة وهيئات دولية وشركات وجمعيات المزارعين، بهدف تطوير بعض الفروع الزراعية، كزراعة الورود العطرية وزراعة الزعفران وإنشاء معاصر زيت الزيتون. وتنص إحدى الاتفاقيات إلى تجميع 12 ألف مزارع صغير في إطار مشروع تعاوني لإنتاج حليب الأبقار.

ودعا عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إلى تقوية دعم ومساعدة الحكومة للمزارعين الصغار. وقال «إن دعم الفلاحين الصغار يجب أن يكون حتى في الظروف العادية وليس فقط خلال الأزمات، من أجل الرفع من إنتاجهم ومداخيلهم. فهؤلاء معروفون بقناعتهم وأنهم لا يطالبون بشيء، فيجب أن لا يكون ذلك سببا في إهمالهم».

وأضاف ابن كيران أن على الحكومة أن تعمل من أجل وقف تراجع نسبة السكان القرويين، وأن على المغرب أن يطور إنتاج كل المنتجات الزراعية التي يستهلكها. وقال «يجب أن نأكل ما نزرع، أو على الأقل أن نصل إلى وضعية ننتج فيها معظم ما نستهلك من المواد الفلاحية».