خبراء اقتصاديون: «الشفافية» مطلوبة للحيلولة دون وقوع كوارث مالية

أكدوا في مؤتمر نظمته جامعة القصيم السعودية على أهمية الاهتمام بالمعايير الجديدة للتقارير المالية

TT

في ظل ما كشفته الأزمة المالية العالمية في الآونة الأخيرة من المتغيرات في النظام المالي العالمي، الأمر الذي دفع مجموعة الـ20 إلى الالتزام بتبني المعايير الجديدة للتقارير المالية الدولية لمواكبة المستجدات والمتغيرات في عالم المال والأعمال المنطلق، دشنت السعودية أمس مؤتمر «معايير التقارير المالية الدولية.. التحديات والفرص» الذي تنظمه جامعة القصيم ممثلة بكلية الاقتصاد والإدارة بالجامعة في مدينة بريدة برعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، وذلك بمقر الجامعة أمس الثلاثاء.

وأفصح الدكتور خالد الحمودي مدير جامعة القصيم لـ«الشرق الأوسط» حول مؤتمر «معايير التقارير الدولية التحديات والفرص» أن الجامعة عمدت منذ وقت طويل إلى الإعداد لمثل هذا المؤتمر الدولي باستضافة مجموعة علماء ومتخصصين من 15 دولة أجنبية وعربية إلى جانب الجهات والمؤسسات المهتمة بموضوع المؤتمر.

وأضاف أن معايير «إي إف آر إس» تعتبر مطبقة بأكثر من 120 بلدا وهي ضمانة للشفافية والدقة من أجل الحيلولة دون كوارث مالية، موضحا أن الاهتمام بمثل هذه المعايير اليوم مهم جدا، خصوصا أن السعودية تعتبر من أكبر اقتصاديات الدول النامية وعضوا في مجموعة العشرين وربما قريبا تفتح أسواقها المالية للاستثمار الدولي والأجنبي، مشيرا إلى أن الاهتمام بضبط المعايير وشفافيتها أمر مهم لا بد من خوضه.

وأكد الدكتور إبراهيم العمر عميد كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة القصيم لـ«الشرق الأوسط» أن مؤتمر معايير التقارير المالية الدولية يستمد أهميته من موضوعه ومن أهمية المملكة ومكانتها الدولية، على مستوى كليات الأعمال في العالم العربي، مشيرا إلى أن موضوع المؤتمر على قدر كبير من الأهمية لتحديد المعايير المحاسبية دوليا، بالإضافة إلى الاتجاه الدولي للسعودية باعتبارها من أكبر الدول النامية المشاركة في مجموعة العشرين، والمتوقع منها أن تعدل معاييرها المحاسبية في ظل المعايير الدولية، ومن هذا المنطلق جاءت أهمية هذا المؤتمر.

يأتي هذا المؤتمر بمشاركة خبراء ومتحدثين من داخل السعودية وخارجها، بالإضافة إلى أعضاء من مجلس الشورى والأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى متحدثين من دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وكندا، واستراليا، والصين، وأوروبا والأرجنتين وغيرهم من المتحدثين يمثلون بلدانا من جميع قارات العالم.

وجاءت الجلسة الثالثة وهي من الجلسات المتزامنة مع الجلسة الرابعة التي عمدت إلى تناول أهم المواضيع المتعلقة بمنافع تطبيق المعايير الدولية والتي قد تجنيها الأسواق المالية والشركات المطبقة لهذه المعايير والتي نأمل في السعودية الحصول مثل هذه المنافع.

وبين الدكتور منصور السعايدة أثر تطبيق المعايير الدولية على جودة المعلومات المحاسبية من خلال دراسة تطبيقية على السوق الأردنية والشركات المدرجة أثبتت أن التحول إلى تطبيق المعايير الدولية للتقارير المالية يعمل على تحسين جودة المعلومة المحاسبية التي يعتمد عليها المستثمرون في الأسواق المالية وبالتالي فإن منافع تطبيق المعايير الدولية التي يدعو إليها هذا المؤتمر ستكون من خلال تنشيط عمليات الاستثمار في الأسواق المالية من خلال اعتماد المستثمرين على معلومات ذات جودة مرتفعة.

وعودا إلى الزعبي فقد أثبتت دراسته تقبل المتخصصين من المهنيين والأكاديميين لتطبيق المعاير الدولية للتقارير المالية لما في ذلك من منافع اكتشفوها من خلال وظائفهم ونشاطاتهم اليومية على تحسين القرارات المعتمدة على المعلومات المحاسبية المعدة وفقا للمعايير الدولية للتقارير المالية.

إلى ذلك أكد الدكتور محمد تانكو من نيجيريا على أهمية تطبيق المعايير الدولية على التقارير المالية من خلال دراسته التي أثبتت منافع تطبيق تلك المعايير في تحسين الأداء المالي للشركات من خلال زيادة ثقة حملة الأسهم (الملاك) ببيانات التقارير المالية التي تقدمها هذه الشركات الأمر الذي يعمل على زيادة تقييم القيمة السوقية للشركات التي تطبق المعايير الدولية للتقارير المالية وذلك من واقع تجربة مسبقة لنيجيريا في تطبيق هذه المعايير.