كشف مسؤول رفيع في الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، لـ«الشرق الأوسط»، أمس أن الشركة طرحت مؤخرا مشروع ربط مدينة الدمام بمدينة الجبيل بخط حديدي أمام الشركات المحلية والعالمية لتقديم عروضها لتنفيذ المشروع، كما أكد أن مشروع الشركة لربط مدينة الجبيل ومدينة رأس الخير في المراحل النهائية لترسيته.
وقال الدكتور رميح الرميح، المدير التنفيذي لشركة «سار»، لـ«الشرق الأوسط»، إن الشركة خطت خطوات واسعة في مشاريعها في المنطقة الشرقية، حيث أرست تصميم شبكة الخطوط الحديدية داخل مدينة الجبيل التي ستنفذها الشركة على شركة تصميم هندسية كبرى، تمهيدا لطرحها أمام المستثمرين، مشيرا إلى أن مشاريع الشركة تسير وفق المخطط لها في المنطقة الشرقية، ويتوقع أن تتم ترسيتها خلال العام الحالي.
وتعمل الشركة على بناء 3 مشاريع للخطوط الحديدية لربط الموانئ السعودية على الخليج العربي (ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل، وميناء رأس الخير)، وستتمكن الشركة من ربط مدن شرق السعودية بشبكة من الخطوط الحديدية، وذلك لاستكمال منظومة الشركة من مشاريع الخطوط الحديدية المخصصة لنقل الصناعات والمعادن والمواد الأولية.
وكانت «سار» قد تلقت أول عروض مشاريعها في المنطقة الشرقية في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2011. وتستعد الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، خلال الفترة المقبلة لترسية مشروع ربط الجبيل الصناعية برأس الخير، بطول 85 كيلومترا، كحزمة أولية من مشاريع الشركة التي تنوي تنفيذها لربط «رأس الخير - الجبيل - الدمام»، ويعد مشروع رأس الخير - الجبيل أول مشاريع الشركة، حيث أعلنت عنه منذ فترة لحل مشكلة نقل الموظفين والمواد.
والشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية السعودية، تخطط لمد شبكة من الخطوط الحديدية (قطار الشمال - الجنوب)، تتخصص في نقل المنتجات الصناعية، والمواد الأولية من المناجم التعدينية، وتصدير منتجات المصانع في شرق السعودية عبر الأردن وسوريا وتركيا، إلى وسط أوروبا وغربها.
وكان مشروع ربط مدينة رأس الخير بمدينة الجبيل طرح أمام 14 ائتلافا تضم شركات محلية وعالمية، في حين سيتم طرح مشروعي ربط المصانع في مدينة الجبيل بالميناء، وربط الجبيل بالدمام، أمام المستثمرين خلال الفترة المقبلة.
وستطرح الشركة في الحزمة الثانية من مشاريعها ربط المصانع في مدينة الجبيل بالميناء، وفي الحزمة الثالثة سيطرح مشروع ربط مدينة الجبيل بمدينة الدمام، وصولا إلى ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، لاستكمال عملية ربط المصانع بمنافذ التصدير؛ حيث سيتم ربط 3 موانئ سعودية على الخليج العربي (ميناء الملك عبد العزيز، وميناء الملك فهد الصناعي، وميناء مدينة رأس الخير) بشبكة من الخطوط الحديدية.
ويؤكد الدكتور رميح الرميح أن «سار» تخطط أن تكون الناقل الأول للبضائع والمواد الأولية في السعودية والوقود، حيث وقعت عددا من مذكرات التفاهم مع شركة «أرامكو» السعودية، إحداها لنقل المجمعات الصناعية لشركة «صدارة» وهي مشروع مشترك بين «أرامكو» السعودية وشركة «داو كيميكال» الأميركية، من الميناء إلى موقع المصانع، والثاني نقل منتجات شركة «صدارة» إلى الموانئ للتصدير، وتخطط «سار» عبر شبكتها الحديدية للتقليل من حركة الشاحنات على الطرق. وتخطط الشركة لتنفيذ هذا التوجه للعمل على عدة مراحل، ففي مرحلة أولى ستضطلع الشركة بنقل المواد الخام، وفي المرحلة الثانية ستربط المدن الصناعية، ليكون هناك تكامل بين الصناعات الوطنية، وفي المرحلة الثالثة سيتم ربط المصانع بالموانئ، وبالمنافذ البرية، لتكون هناك انسيابية في تصدير المنتجات، فيمكن لمنتجات مصانع البتروكيماويات في الجبيل أن تصدر عبر ميناء الملك عبد العزيز في الدمام أو عبر ميناء رأس الخير، أو عبر منفذ الحديثة على الحدود السعودية - الأردنية لتصل إلى الأسواق الأوروبية، بعد الربط مع الخطوط الحديدية الدولية.
وتعمل الشركة خلال الفترة الراهنة باستمرار اختبارات لخط التعدين الرئيسي الذي يمتد من حزم الجلاميد شمال السعودية مرورا بمنطقة القصيم وصولا إلى ميناء رأس الخير، وهو المشروع الحديدي الأضخم في السعودية بطول يبلغ نحو 1385 كيلومترا، وذلك استعدادا للتشغيل الفعلي للمشروع، الذي يخطط لنقل نحو 15000 طن في الرحلة الواحدة، وهو ما يعادل حمولة 600 شاحنة في وقت واحد.