الرئيس التنفيذي لدار «جيجر لوكولتر» للساعات: تخطينا مخاطر الأزمة المالية العالمية

جيروم لامبرت لـ «الشرق الأوسط»: مبيعاتنا تحتل المرتبة الثالثة عالميا

جيروم لامبرت، الرئيس التنفيذي لدار «جيجر لوكولتر» («الشرق الأوسط»)
TT

بدا واضحا أنه على الرغم من أن الأزمة المالية العالمية، كان أثرها السالب على قطاع صناعة الساعات قليلا، لكن هذا القطاع رتب أمره، وتخطى مخاطر الأزمة المالية، بعد هذا التاريخ، بشكل جعله يقدم نفسه للعالم كقطاع صناعي وتكنولوجي آمن المخاطر.

وقال جيروم لامبرت الرئيس التنفيذي لدار «جيجر لوكولتر»، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأزمة المالية لم تؤثر بعد عامي 2008 و2009، على قطاع الساعات بشكل عام، بالنحو الذي أثرت عليه في القطاعات الأخرى في العالم، وساعات (جيجر لوكولتر) وسوقها بشكل خاص، مثلها مثل سوق البترول ليس من تأثير كثير عليها».

ومع إقرار لامبرت بالأثر المباشر لمشكلة الديون في أوروبا، على بعض اقتصادات أوروبا، إلا أنه عاد فقال: «لا بد من معرفة أنه دائما ما يوجد اقتصادات وأوضاع تخلف أغنياء وبالتالي أموال متداولة في السوق، وطالما أن هناك سوق أموال، فبالتأكيد هناك سوق لـ(جيجر لوكولتر) على الإطلاق، لأنه بطبيعة الحال سيكون هناك من يملك أموالا ويريد أن يقتني ساعة (جيجر)».

وعلى صعيد «لوكولتر» أوضح لامبرت، أنه في عام 2012 تعمل الدار القائمة في وادي فالي دوجو، على دفع صناعة الساعات بشكل ثابت في الألفية الثالثة، حيث يعتبر طراز «دوميتري إسفروتروبلين»، نموذجا أصليا، اتحد فيه الأداء التقني، مع الأناقة والتعقيد، وبالتالي استوفى توقعات الخبراء وهواة الجمع الأكثر طلبا في العالم.

وأضاف أن «لوكولتر» تعد إحدى أبرز 10 دور لتأسيس صناعات الساعات الثمينة في العالم، بينما تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم، من حيث حجم المبيعات في الأسواق العالمية.

* ما هي تطلعاتكم لمستقبل «جيجر لوكولتر»؟ وما هو دورك في إبقاء الماركة في الطليعة؟

- تسعى «جيجر لوكولتر» لأن تكون أهم ماركة معروفة في العالم، ولكن بطبيعة الحال لكل دار لتأسيس صناعة الساعات، سياستها وتقنيتها لساعاتها، غير أن «جيجر لوكولتر»، تطلع بكل شيء حرفي بهدف التمتع بصناعة يدوية لا تطال، حتى نحسن صناعتنا، وإذا كنت تريد مقارنة «جيجر لوكولتر» مع غيرها من الساعات، فإنها تعد إحدى أبرز 10 دور لتأسيس صناعات الساعات الثمينة، أما إذا كنت تريد معرفة حجم المبيعات في السنة فإنها في المرتبة الثالثة على مستوى العالم، كذلك «جيجر لوكولتر» من الساعات التي كان لها تطور من قديم الزمان، لمدة تزيد على 180 عاما وحاليا تتطور وتوسعت في آسيا عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة خلال الـ20 سنة الأخيرة، خصوصا بعد إقامة معرضها الأخير في المنطقة.

* ما تقييمك لإمكانات اقتصادات وسوق الساعات في السعودية؟

- أعتبر أن الاقتصاد في السعودية قوي جدا، وأعتقد أن ذلك كان نتاجا طبيعيا لحكمة وحنكة القيادة السعودية المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، باعتباره صانع سياحة التطور الاقتصادي في كل الميادين، وكان سبق لي أن زرت الرياض قبل 7 أعوام غير أنني وجدت العاصمة السعودية اليوم تغيرت ملامحها بشكل مذهل وطغى عليها التطور إلى درجة أنني لم أستطع أن أتعرف عليها بالحجم الذي رأيتها عليه في زيارتي السابقة، ولذلك من المتوقع أن نتوسع في مبيعات ساعات «جيجر لوكولتر» في السوق السعودية، وهذه الحالة من التطور والديناميكية الاقتصادية، تدفعنا دفعا لعمل أكبر بوتيك لساعات «جيجر» في الرياض، ولدينا أمل كبير في أن نقوم بتنفيذ ذلك في القريب العاجل، كما أنني أعتقد أنه من اليوم ولمدة ثلاثة أعوام قادمة، فإن التطور الذي نلاحظه الآن في السعودية سيتضاعف بشكل أكبر، وهذا سينعكس على نشاطنا في السعودية ويحفزنا أن نفتتح أكبر بوتيك لساعات «جيجر لوكولتر» في الرياض على مستوى المنطقة.

* وكيف تقيم واقع سوق ساعات «لوكولتر» في منطقة الشرق الأوسط بالأرقام، علما بأن هناك منافسة كبيرة في عالم الساعات؟

- «جيجر لوكولتر» تضاعف رأس مالها مرتين وبنسبة 100 في المائة في آخر ثلاثة أعوام على مستوى العالم، وفي آخر عامين استطاعت «جيجر لوكولتر» أن تضاعف رأس مالها ليس فقط في السعودية بل في المنطقة ككل، ولكن أرجو أن تعفيني من الأرقام.

* في رأيك ما الساعة الثمينة التي تتطلع إليها؟ وما هي أفضل ساعة تناسبك؟

- على المستوى الشخصي، فإن أهم ساعة بالنسبة لي، من دار «جيجر لوكولتر»، أعتبرها أم الاختراعات وأحدث طراز تعمل عليه الدار حاليا، ألا وهو طراز «دوميتري إسفروتروبلين»، فهو نموذج أصلي، اتحد فيه الأداء التقني، مع الأناقة والتعقيد، وبالتالي استوفى توقعات الخبراء وهواة الجمع الأكثر طلبا في العالم، وهو استايل «جيجر» لعام 2012، في رأي لا يمثل فقط نتاج تطور مذهل في عالم الساعات، بل هو ثورة في أحدث تكنولوجيا الساعات على مستوى العالم، لأنهم اخترعوا في داخل علبة هذه الساعة جهازا يعمل عكس جاذبية الأرض، مما يجعلها الأكثر ضبطا للوقت على الإطلاق وفق آلية تعوض عن تأثير جاذبية الأرض بل تلغي مفعولها بشكل نهائي، وتكون في الوقت نفسه الأدق لضبط الوقت في العالم.

* نعلم أن دار «جيجر لوكولتر» تشارك في كثير من المناسبات الفنية والسينمائية العالمية مثل احتفال كان وفينسي وأبوظبي فيستيفال فيلم.. ما السر في ذلك؟

- كما ذكرت فإن دار «جيجر لوكولتر»، تختار مناسبات عالمية مثل احتفال كان وفينسي وأبوظبي فيستيفال فيلم، وذلك بهدف عرض قمة الإبداع في صناعة «جيجر لوكولتر»، التي يقومون بها في فرنسا على العالم، وبخاصة في أكثر مناطق العالم تميزا للعرض، وللعلم فإن دار «جيجر لوكولتر» وموظفيها معزولون عن العالم، فالدار في منطقة تبعد ألف متر عن السكان، مما يجعلهم أكثر تركيزا على عملهم وإبداعهم الصناعي، حيث إنه في موسم الشتاء يوجد جو بارد جدا وثلوج، وبالتالي يجد الموظفون أنفسهم مجبورين لأن يبقوا لساعات طويلة داخل محلهم، وتحت سقف يجعلهم أكثر تركيزا، مما ينعكس إيجابا على إبداعهم، وبالتالي الخروج بماكينات ساعات أكثر دقة وأكثر إبداعا وانضباطا، ولذلك يتم عرض أفضل منتجات «جيجر لوكولتر» في أكثر مناطق العرض تميزا في العالم.

* ماذا تعرضون هذا العام من منتج نسائي في الفايستيفال؟

- تعرض دار «جيجر لوكولتر» هذا العام منتجها الحديث الابتكار في الفايستيفال تبع البندقية، وهو عبارة عن نماذج جديدة نسائية اسمها «اللقاء» تعرض لأول مرة، وتعكس هذه «اللقاء» دقة وبراعة هذه الصناعة من قبل دار «جيجر لوكولتر»، وهي في رأيي خلاصة كل «جيجر لوكولتر»، وبراعة اختراعها.

* الآن تقوم التقنية بتزويد بعض المنتجات التقنية مثل الهاتف الجوال والـ«آي باد» والهاتف وأجهزة الكومبيوتر وغيرها بساعة.. ألا يضعف هذا مبيعاتكم؟ وهل هناك فكرة مستقبلية لجعل «جيجر» الأكثر مواكبة في مثل هذا الوضع؟

- لم نفكر حتى الآن بوضع ساعات «جيجر لوكولتر» في الموبايل أو الكومبيوتر، وذلك لأن ساعاتنا ميكانيكية ولا تستعمل الديجيتال ولا الكود ولا أي من هذه الأجهزة، وأما الذي يريد أن يتقرب من «جيجر» أكثر فعليه أن يفتح «التويتر» ويفتح «الفيس بوك» ويدخل على موقع «جيجر لوكولتر»، ولكن عموما ليس لدينا أي فكرة لدخول «جيجر» في عالم الديجيتال، ولكن أستطيع أن قول إننا صنعنا عملاء وزبائن للساعات الميكانيكية بشكل عام وساعات «جيجر لوكولتر» بشكل خاص، خلال أكثر من 30 عاما وفي هذا العمر لا بد لأحدهم أن يعرف ما هي الساعة صاحبة القيمة التي لا تهتز أبدا من غيرها التي ليس لها قيمة، وليس من العدل أن تقارن الثورة الإلكترونية والساعات الإلكترونية بساعات «جيجر لوكولتر»، لأنها ساعة ميكانيكية تعمل بقلب حميم الصداقة على الرغم من تعقيد تركيبه، حيث لا تتوفر براعة اختراعه إلا عند «جيجر لوكولتر» فقط، وبالتالي لا أعتقد أن هناك أي أثر تركه عالم ساعات الديجيتال حتى الآن ولم يؤثر ذلك على مبيعاتنا التي تشهد نموا مطردا حاليا، مستصحبا معه كل أسباب النجاح.

* في رأيك إلى أي مدى أثرت الأزمة المالية العالمية على صناعة الساعات؟

- بكل صراحة فإن الأزمة المالية العالمية التي وقعت في 2008 و2009 أثرت قليلا على صناعة الساعات بشكل عام، ولكن من بعد هذا التاريخ، أعتقد أنه لم يكن هناك أي تأثير على هذه الصناعة بشكل عام، وعلى ساعات «جيجر» وسوقها بشكل خاص، ولا حتى على غيرها من الساعات، مثلها مثل سوق البترول ليس من تأثير كثير عليها.

* ولكن منطقة اليورو تتأثر بالديون التي يحاول صندوق النقد الدولي معالجتها.. ألم يكن لذلك أي انعكاسات سلبية على عالم «جيجر»؟

- صحيح هناك مشكلة ديون في أوروبا، وانعكست بشكل واضح على بعض اقتصادات أوروبا، ولا بد من معرفة أنه دائما ما يوجد اقتصادات وأوضاع تخلف أغنياء وبالتالي هناك أموال متداولة في السوق، وطالما أن هناك سوق أموال، فبالتأكيد هناك سوق لـ«جيجر لوكولتر» على الإطلاق، لأنه بطبيعة الحال سيكون هناك من يملك أموالا، ويريد أن يقتني ساعة «جيجر» مهما كانت مستجدات العصر.

* ما المشاريع المستقبلية التي تزمع «جيجر» العمل عليها على المدى القريب؟

- سيفتح بوتيك لدار «جيجر لوكولتر» في ساحة فونغ دونغ الشهيرة في باريس، وذلك في أغسطس (آب) المقبل على مساحة تبلغ 350 مترا مربعا، ويعتبر هذا من أكبر الأحداث والمشاريع التي تزمع «جيجر لوكولتر» تحقيقها على المدى القريب.