الباحة تدشن غدا أكبر تظاهرة اقتصادية بحضور 600 رجل أعمال

الأمير مشاري بن سعود لـ «الشرق الأوسط»: المنتدى يشكل منعطفا اقتصاديا حقيقيا في المنطقة

منتدى الفرص الاستثمارية سيسهم في نمو المشاريع الاقتصادية في منطقة الباحة وسيشكل منعطفا حقيقيا في الاستثمارات بالمنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

تنطلق غدا الاثنين في الباحة فعاليات المنتدى الاستثماري الأول بحضور أكثر من 600 اقتصادي ومستثمر برعاية الأمير مشاري بن سعود أمير المنطقة، الذي أعرب عن توقعاته في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يعود المنتدى بعوائد استثمارية ضخمة.

واعتبر الأمير مشاري الباحة بيئة نامية ومواتية للكثير من المشروعات، وتمنى أن يكون لدى رجال الأعمال رغبة صادقة في الاستثمار بالباحة سواء من أبنائها أو أبناء المملكة بوجه عام، باعتبار أن المواطن السعودي مستهدف بالتنمية الشاملة في أنحاء المملكة ومنها الباحة.

وأشار إلى أن إمارة المنطقة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة ستقوم بتسهيل كل ما يعيق المشروعات الاستثمارية، وأنه لا بد من تهيئة الفرص مقرونة بتذليل الصعاب في أي مجال، وكان من بينها إنشاء مكتب خاص مدعم بموظفين أكفاء لخدمة رجال الأعمال، واستكمال إجراءات الإدارات الحكومية، بعيدا عن الروتين الإجرائي الذي يستوجب حضورهم في تلك الإدارات.

وقال: أنا أعتقد أن المستثمرين ورجال الأعمال يهمهم وجود الفرص، وبالتالي، فالمنطقة معنية بهذا، كما عملت على حصر كل المجالات، مشيرا إلى أن بعض رجال الأعمال يتهيب من الاستثمار في المناطق النامية تخوفا من قلة العائد المادي أو الفشل في مشاريعهم، ولكن متى ما كانت هذه المشاريع مقامة وفق دراسات واقعية بعيدة عن العاطفة بقدر ما ترتكز على المعلومة والرغبة، فإنها ستعود عليهم وعلى المنطقة بالخير.

وأضاف أمير المنطقة بقوله: وجهنا المسؤولين في المنطقة بتسهيل كل الإجراءات سواء الآن أو في المستقبل حتى نجد من المستثمرين قبولا للاستثمار، مبينا أنه يعول على ما يهم المواطن أولا وأخيرا، وزاد: «نريد من رجال الأعمال أن يفكروا في مشاريع تتيح الفرصة لأبناء المنطقة للعمل، وتعود على أبناء المنطقة بمداخيل مباشرة وغير مباشرة وأن تكون عائداتها أكبر لتتضاعف إلى مشروعات أكبر».

وردا على سؤال حول نوعية وقيم الاستثمار في المنطقة، أكد الأمير مشاري أنه لا يستطيع التحقق من قيم هذه المشاريع ماديا، ولكن ستكون كل الفرص أمام رجال الأعمال والمستثمرين سواء في مجالات السياحة أو المجالات التجارية أو غيرها.

وأردف: «الأهم أننا نضع المنطقة كلها أمام المستثمرين وتذليل الصعوبات وإيجاد البنية التحتية التي تعينهم على إقامة مشاريعهم».

وحول توفر الأراضي الكافية لإقامة المشروعات، أكد أنه لن يعطى المستثمر مشروعا إلا وقد وفرت له المنطقة الموقع الذي يفي بالمشروع كاملا، بالتنسيق مع الأمانة والبلديات التابعة لها في المحافظات بتهامة والسراة والبادية.

وأكد أمير منطقة الباحة أن منتدى الفرص الاستثمارية سيسهم في نمو المشاريع الاقتصادية في منطقة الباحة وسيشكل منعطفا حقيقيا في الاستثمارات بالمنطقة.

وأشار إلى أن المنطقة تحتاج إلى مثل هذه المؤتمرات الاقتصادية لنمو المنطقة اقتصاديا بجانب ما تشكله من جانب مهم في الزراعة والصناعة وتحسين الموارد للمواطن والمستثمر، وقال: «المنتدى سيشهد مشاركة مهمة من خلال القطاعين العام والخاص وذلك من خلال مشاهدة ما سيتم إطلاقه خلال المؤتمر من فرص استثمارية حقيقية في منطقة الباحة، إضافة إلى مشاركات مهمة سواء من خارج المملكة أو داخلها». ولفت إلى أن الباحة ستساعد في دعم المشاريع الاقتصادية المستقبلية من خلال هذا المنتدى، مشددا على أهمية نجاح منتدى الفرص الاستثمارية، خاصة أن المنطقة بحاجة ماسة لتفعيل دورها الاقتصادي.

الدكتور حامد الشمري، وكيل إمارة المنطقة المشرف العام على المنتدى، أكد أن الحكومة قد أدت دورا كبيرا من خلال زيادة الإنفاق العام على المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية والمرافق العامة، مبينا الحاجة إلى بيئة محفزة استثمارية وجاذبة لرأس المال الوطني، ومنطقة الباحة إحدى هذه البيئات الاستثمارية من خلال الفرص التي ستتاح والتي ستعرض خلال هذا المنتدى الكبير في حجمه وتطلعاته.

وأشار إلى توفر الكثير من الفرص في المجالات الصحية والفنادق والخدمات المتنوعة وإقامة المصانع والاستفادة من تخزين السدود في الاستثمارات الزراعية وأن المواطنين يتطلعون لانطلاقة المنتدى للتعرف على ما سيقدمه المستثمرون من مشروعات تعود على المنطقة وأبنائها بالخير.

وأوضح أنه سيسبق المنتدى لقاء وورشة عمل مع صناديق الاستثمار بمشاركة أكثر من 600 شخص من مختلف الشرائح تمت دعوتهم من جميع المحافظات، وذلك يوم الاثنين بقاعة الأمير سلطان بمركز الملك عبد العزيز الحضاري، مشددا على أهمية الحضور والاستفادة من ذلك اللقاء وأكد على أهمية حضور كافة المحافظين وأعضاء مجلس المنطقة والمجالس المحلية والبلدية ومنسوبي الجامعة، وخصوصا من لهم علاقة بالاقتصاد وكذلك التعليم العام.

واعتبر المنتدى نقلة كبيرة للمنطقة، ويتيح للتجار ورجال الأعمال الاستثمار بالمنطقة من خلال الفرص الاستثمارية المطروحة.

من جانبه أوضح عبد الله مساعد المعجب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالباحة أن منتدى الفرص الاستثمارية سيشهد مشاركة مهمة من القطاع العام والخاص، مشيرا إلى أن منطقة الباحة مقبلة بشكل كبير على الاستثمارات الاقتصادية.

وأشار إلى أن هناك سعيا جادا في إنجاح هذا المؤتمر الذي سيشكل نقلة مهمة للمنطقة من خلال الفرص الاستثمارية التي سيتم إطلاقها مع المؤتمر، وكذلك من خلال المعرض المصاحب للمؤتمر، وذلك من خلال المشاركة من داخل وخارج المملكة.

وقال: نعمل جديا لظهور منتدى الفرص الاستثمارية لنكسب من خلاله فرصا حقيقية اقتصادية تخدم منطقة الباحة وترفع من شأنها؛ حيث إنها تظهر من خلال الجانب الزراعي والصناعي، وظهور مشاريع اقتصادية سيرفع من أسهمها بشكل كبير، وستكون هدفا للمشاريع المستقبلية الاقتصادية من قبل رجال الأعمال، وكذلك الجهات الحكومية، وسيسهم أيضا في تطوير جانب السياحة، وكذلك جذب الاستثمارات الصغيرة للمنطقة، وهي إحدى المهام الرئيسية التي نسعى لها، وكذلك وجود مشاريع البنى التحتية من قبل القطاع الحكومي.

فيما كشف الدكتور صالح سعيد الرقيب رئيس اللجنة العلمية لمنتدى الباحة الاستثماري عن أن اللجنة انتهت من تحديد رؤية متكاملة حول أوراق العمل التي سيطرحها المنتدى، عبر 9 محاور رئيسية عكفت عليها اللجنة، لاختيار عناصرها بدقة وموضوعية، وبالشكل الذي ينسجم مع توجيهات راعي هذا المنتدى الأمير مشاري.

وأضاف أنه وبعد مشاورات ومداولات متعمقة مع عدد من الخبراء والمختصين وصانعي القرار في المنطقة حرصت اللجنة العلمية على استخلاص المحاور التالية حيث يركز المحور الأول على الاستثمار المتكامل في المناطق الأقل نموا ومقومات نجاحه، والثاني مناقشة الخدمات والبنى التحتية ودورها في النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات، أما المحور الثالث فيشتمل على توظيف التنوع البيئي والجغرافي في تأسيس صناعة سياحية جاذبة للاستثمار، وحرصت اللجنة في المحور الرابع على إيجاد بيئة وأنظمة محفزة للاستثمار في المناطق الأقل نموا بالمملكة، فيما توصلت اللجنة في المحور الخامس إلى أهمية مناقشة سبل تطوير القطاع الزراعي لتعزيز الهوية الاقتصادية لمنطقة الباحة.

ويختص المحور السادس بتناول دور هيئة المدن الصناعية في دعم الاستثمار في منطقة الباحة «من خلال مدينتي العقيق وناوان»، فيما سيتحدث المحور السابع عن التعدين والاستثمار، وجاء في المحور الثامن التنمية البشرية كداعم للنمو الاقتصادي، وسيختتم المنتدى بالمحور التاسع الذي يهتم بطرح وترويج الفرص الاستثمارية في منطقة الباحة، وأضاف رئيس اللجنة العلمية أنه تم وضع البرنامج الخاص بأوراق العمل التي تناسب مع كل محور وتعلن في حينها بعد اكتمال وصولها وتحكيمها من قبل اللجنة العلمية للمنتدى.

وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من الهيئات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بمحاور المنتدى وفعالياته ستشارك بصورة فاعلة في مداولات المنتدى لتحقيق التكامل المنشود بين الدراسات العلمية والخبرات العملية لتلك الهيئات. وذكر أن بعض المنظمات الإقليمية والدولية ستشارك في محاور المنتدى بغية البدء من حيث انتهى الآخرون مع الحرص على ما تتميز به منطقة الباحة عن غيرها وما تحتاجه من مشروعات استثمارية متقدمة.

الرؤية التي وضعها المنتدى تشتمل على فتح الباب أمام المستثمرين وتشجيعهم للاستثمار في منطقة الباحة بأن يقدم المنتدى قاعدة بيانات متكاملة عن فرص الاستثمارات المتوازنة في المنطقة، لتحقيق النمو الاقتصادي السريع والمستمر بالاستثمار في جميع المجالات الحيوية.

أما المهندس سفر الزهراني، أمين عام الغرفة التجارية والصناعية بالباحة أمين المنتدى الاستثماري، أوضح أن قائمة المتحدثين في المنتدى شملت وزارة النقل، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، بأوراق عمل تخدم محور الخدمات والبنى التحتية ودورها في النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بورقتي عمل تهتمان بجانب التنمية البشرية كداعم للنمو الاقتصادي، ووزارة البترول والثروة المعدنية وهيئة المساحة الجيولوجية في محور التعدين والاستثمار بورقتي عمل مقدمتين من خلالهما، ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية والبنك السعودي للاستثمار، والهيئة العامة للاستثمار ومجلس الغرف السعودية سيشاركون بورقتي عمل تهتمان بمحور الاستثمار المتكامل في المناطق الأقل نموا ومقومات نجاحه، كما ستشارك وزارة الزراعة بورقة عمل تتحدث عن تطوير القطاع الزراعي لتعزيز الهوية الاقتصادية للمنطقة، وهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية بورقة عمل عن دور هيئة المدن الصناعية في دعم الاستثمار بمنطقة الباحة، وصندوق التنمية الصناعية السعودي بورقة عمل عن التعريف ببرنامج كفالة في مضمار تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمؤسسة العامة للتقاعد بورقة عمل عن طرح برنامج مساكن لتمويل الموظفين بالدولة والمتقاعدين.

وأكد الزهراني أن الحراك الاقتصادي الحاصل حاليا في مختلف مناطق المملكة والدعم الحكومي الحقيقي للمشاريع المختلفة ومنها البنى التحتية، يجب أن يستثمر خلال المرحلة المقبلة بالشكل المطلوب، وأن يكون التوظيف الحقيقي للقدرات والإمكانات، وخاصة في ظل وجود أكثر من 80 فرصة استثمارية واعدة في الباحة ما بين كبيرة وصغيرة ومتوسطة، واستثمار الفرص الجديدة المتاحة للمستثمرين وفق مقومات اقتصادية واجتماعية.

وقال: إن منطقة الباحة وما تشهده من حراك إيجابي في استقطاب الرساميل للاستثمار في مشاريع حيوية وحساسة وذات عوائد مالية جيدة، يجب أن يستغل بالشكل المطلوب من مستثمرين حقيقيين، يتفهمون طبيعة المنطقة وكيفية العمل وفق الفرص الجديدة، في ظل توافق الجهات ذات العلاقة من حكومية وشبه حكومية وخاصة، على تسهيل كافة الإجراءات والمقومات لإنجاح أعمال المستثمرين ودعم مشاريعهم.

من جانبه، أشاد محمد عاشور الزهراني، المستثمر ورجل الأعمال، بمخرجات الملتقى الذي يعتبر الأول من نوعه بالنسبة للمنطقة، وسيضع المنطقة على خارطة أكثر من مجال في التنمية التعليمية والصحية والسياحية والتي حفلت بها محاور اللقاء والفرص المتاحة للمستثمرين على مستوى المملكة.

وأكد أن مجموعة شركاتهم ستعمل على البحث عن فرص استثمار وطرحها للدراسة والجدوى وبالتالي المشاركة في مخرجات المنتدى التي ستصب في صالح المنطقة ومواطنيها.

وأعرب عن أمله في أن تتشكل الرؤى التي يتطلع لها أمير المنطقة والمواطنون من خلال إنشاء مصانع، وطالب رجال الأعمال بضرورة المشاركة وخاصة أبناء المنطقة ولو من باب وضع قدم رأس المال في مسقط رأس مواطنيها بعد أن أفاء الله عليهم بالخير وهي اليوم كالعروس تتزين وتنتظر معانقة اقتصادها برؤوس أموال بعد أن امتدت لها أيدي التنمية الشاملة في هذا العهد الزاهر واعتبر ذلك واجبا يجب الاضطلاع به من قبل أبناء المنطقة الموسرين.

حسن بن محمد بن لبزان الزهراني، رجل الأعمال، قال من جانبه إنه يتطلع إلى قراءة المشهد الاستثماري من خلال هذا المنتدى الذي يلقى عناية أمير المنطقة ومتابعته، وتمنى أن تعمل الجهات ذات العلاقة من الإدارات الخدمية بالتنسيق مع الوزارات لتسريع تنفيذ المشروعات التي وجهت للمنطقة في هذا العام بما يزيد عن 10 مليارات ريال شملت الطرق والمياه والسياحة والخدمات الأخرى. وأكد أن الباحة ليست سياحة فحسب وإنما قد تكون أرضا للاستشفاء بمشروعات صحية وللتعليم بالترخيص لفتح كليات جديدة أهلية ومعاهد.

وقال: يجب أن يساير الاستثمار اكتمال البنية التحتية ومنها إنشاء مدن صناعية واستكمال الطرق ومشاريع المياه وغيرها من المشروعات الخدمية وتعزيز تصريحات أمير المنطقة للإعلام ووعده للمستثمرين بتسهيل الإجراءات في الإدارات الحكومية التي بدأها بإيجاد مكتب بالإمارة لمساعدتهم ولتكتمل الصورة بين القطاعين العام والخاص لمصلحة تحقيق أهداف المنتدى والتي من أهمها تحقيق الفرص الاستثمارية التي وضعها منظمو المنتدى أمام المستثمرين.