رغبات الاكتتاب في شركة «فيس بوك» بالسعودية تصطدم بغياب قنوات الاستثمار

السعوديون يستندون على عاملي التاريخ والثورة المعلوماتية في جدوى الاكتتاب

TT

مع قرب الطرح الأولي العام لموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، والذي يعتبر أكثر الاكتتابات انتظارا، يرى عدد من الخبراء في السعودية أن مواقع الإنترنت واستثماراتها والتقنية بشكل عام تعتبر استثمارا عالي المخاطر نظرا للمتغيرات السريعة التي تعمل بها التقنية خاصة في السنوات الأخيرة.

السعوديون ينظرون إلى أن التقنيات ارتبطت بسمة التغير في سنوات قليلة، فبعد أن كانت شركة كشركة نوكيا الفنلندية مسيطرة على سوق الهواتف الجوالة، توجهت خلال السنوات الأخيرة إلى شركة ريم الكندية المنتجة لهواتف البلاك بيري، ثم إلى شركة أبل عبر أجهزتها الآي فون والآي باد، وأخيرا إلى «سامسونغ»، ومن يدري قد تعود الدورة من جديد إلى نوكيا.

وبحسب إحصائيات غير رسمية فإن عدد مستخدمي موقع «فيس بوك» في السعودية بلغ أكثر من 4,5 مليون مستخدم، مما جعل السعودية من أكثر الدول العربية استخداما لموقع التواصل الاجتماعي.

في الوقت ذاته يرى عدد من المستخدمين لموقع «فيس بوك» أن الاكتتاب في مثل هذه الشركات يعتبر مجديا جدا، خاصة أنه يمثل ثورة في عملية التقنية والمعرفة سواء، وهو يعكس المستقبل، عطفا على تاريخ مثل هذه الشركات التي تشابه إلى حد كبير شركة غوغل عملاق محركات البحث العالمي.

وحول إمكانية الاكتتاب في الطرح الأولي العام لموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لصغار المستثمرين في السعودية قال خبير اقتصادي إنه لا توجد آلية لإمكانية ذلك، وذلك لكون عملية الاكتتاب عملية تعتبر أصعب من عملية التداول، حيث إنها عملية معقدة، وهي مركزة في أسواق محددة، والسوق السعودية ليست حريصة على مثل هذا الاكتتاب.

وأشار فضل البوعنين الخبير الاقتصادي إلى أن الحرص في الغالب من الطرف المصدرة لهذه الاكتتاب، حيث إنها متى ما رأت أهمية سوق محددة لن تتردد في فتح إمكانية الاكتتاب من تلك الأسواق على حد وصفه، مشيرا إلى أن شركة فيس بوك والقائمين عليها والمؤسسات المالية المشاركة في طرحها غير مهتمين في بفتح أسواق خارج نطاق الولايات المتحدة الأميركية.

ولفت إلى أن ما يتعلق بكبار المستثمرين في السعودية فإن آلية الاكتتاب تتوفر لهم في حال رغبوا بذلك، لأن البنوك تقدم جميع الخدمات حتى تلك التي لا تمتلكها فإنها تصنعها لكبار مستثمريها، سواء كان من خلالها أو من عبر مراسلين مرتبطين بعلاقات مع الأسواق الخارجية، حيث يمكن الترتيب لمشاركة كبار المستثمرين في تلك الأطروحات، حيث إن فتح ذلك لصغار المستثمرين سيكون مكلفا وغير محرز على البنوك إيجاد مثل تلك القنوات لهم.

وينتظر أن تطرح «فيس بوك» 421 مليون سهم بسعر يتراوح بين 34 إلى 38 دولارا، والتي ستوفر لموقع التواصل الاجتماعي قيمة سوقيه تتراوح قيمة الشركة بين 93 مليارا و104 مليارات دولار لتنافس القيمة السوقية لشركات إنترنت ضخمة مثل «أمازون دوت كوم» ومتخطية «هيوليت باكارد» و«دل» مجتمعتين.

وطرح «فيس بوك» هو الأكبر في وادي السيليكون وسيتجاوز قيمة طرح «غوغل» في 2004 والتي بلغت نحو ملياري دولار حسب ما ذكرته «رويترز».

وبالعودة إلى البوعنين الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أشار إلى الاستثمار في المنتجات التقنية يعتبر عالي المخاطر، والسبب يرجع إلى أن التقنية متغيرة، وأن شركة «فيس بوك» رائدة في الوقت الحالي، ولكن من يعلم خلال العام المقبل من الممكن أن تكون هناك شركة أو شركتان، وهنا يتأثر السهم بشكل كبير، وهو ما يقود إلى أن الاستثمار في التقنية أصبح قد لا يكلف الشيء الكثير، ولكن الدخل هائل بالنسبة للدول.

وأكد أن ذلك هو المشكلة الأساسية في الاستثمار التقني، أن توجه المستخدمين يكون سريعا، بمعنى في حال خرجت تقنية أو موقع إنترنت جديد سيكون التوجه سريعا نحو المنتج الجديد وهو ما حدث للعالم خلال السنوات الأخيرة.

من جهته قال بدر محمد المستثمر في قطاع التجزئة وأحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن الاستثمار في موقع مثل «فيس بوك» مجدٍ على المدى البعيد، خاصة أن الموقع احدث ثورة في عملية التواصل بين البشر، وهو ما شكل ظاهرة جديدة في تعامل الأشخاص مع الإنترنت، مؤكدا إلى أن إمكانات الاستثمار باتت أكبر بالاستفادة من قاعدة البيانات الضخمة التي يملكها موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

ولفت إلى أنه في حال توفر له الاكتتاب في الطرح الأولي لـ«فيس بوك» فإنه لن يتردد في الاستثمار فيه، نظرا لإيمانه أن الموقع لا يزال لديه القدرة على تحقيق مكاسب أكبر مما يحققه الآن، خاصة أنه يعتمد على البشر أنفسهم، وهو ما سيساعد أي على توفر أي جديد في العالم على هذا الموقع.

إلى ذلك ذكر مصدر - فضل عدم ذكر اسمه - أن غياب الصناديق الاستثمارية السعودية المخصصة للاستثمار في التقنية عن طرح مثل هذه القناة للاستثمار في موقع التواصل الاجتماعي عكس قدرة تلك الصناديق على توفير قنوات استثمارية مجدية، في الوقت الذي يحقق مثل هذا الموقع نموا جيدا يتوقع أن يزداد خلال الفترة المقبلة على الرغم من الجدلية المصاحبة على قدرة موقع التواصل الاجتماعي الأول حول العالم على مواصلة ذلك النمو.