صندوق النقد الدولي سيراجع أداء برنامج إقراض اليونان

وسط مخاوف عميقة في الأسواق

TT

قال مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي، أمس الخميس، إن الصندوق لن يعود إلى اليونان لمراجعة برنامج قروضها إلا بعد أن تجري أثينا انتخابات جديدة في 17 يونيو (حزيران).

وأضاف ديفيد هولي، نائب المديرة التنفيذية لصندوق النقد للشؤون الخارجية، قائلا للصحافيين «نحن على علم بالدعوة إلى تلك الانتخابات، ونتطلع إلى أن نكون على اتصال مع الحكومة الجديدة عندما يتم تشكيلها». ومن دون دعم إضافي فإن اليونان قد تواجه ضائقة مالية قبل نهاية يونيو لدفع رواتب العاملين بالحكومة وبرامج الرعاية الاجتماعية. وتعتمد أثينا على برنامج إقراض بقيمة 130 مليار دولار من صندوق النقد والاتحاد الأوروبي، لكن الصندوق لا يصرف الأموال إذا كان البلد لا يتقيد بالإصلاحات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج. ورفض الناخبون اليونانيون بأغلبية ساحقة إجراءات التقشف، ملقين شكوكا على مستقبل برنامج صندوق النقد والاتحاد الأوروبي للإنقاذ المالي.

وتمت الدعوة لانتخابات جديدة في اليونان نتيجة لفشل المحادثات على مدى تسعة أيام في التوصل لاتفاق لتشكيل ائتلاف حاكم. ويصر كل من حزبي الديمقراطية الجديدة وباسوك على حاجة اليونان إلى الالتزام باتفاق الإنقاذ المالي الذي وقع مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، فيما يرفض ذلك حزب تحالف اليسار الراديكالي «سيريزا» الذي حقق ثاني أفضل نتائج في الانتخابات، ويصر على إلغاء خطة الإنقاذ المالي أو إعادة التفاوض حول كل بنودها تقريبا.

وحذر رئيس الوزراء المنتهية ولايته لوكاس باباديموس، أمس الخميس، من أن رفض خطة الإنقاذ المالي التي يقدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي سيكون «كارثة» تدفع باليونان إلى خارج منطقة اليورو. وفي رسالة موجهة إلى الشعب اليوناني، ذكر باباديموس أن الائتلاف الحاكم الذي قاده منذ نوفمبر (تشرين الثاني) كانت له أجندة محددة: تفادي أي عملية تخلف عن سداد الديون بصورة خرقاء، والموافقة على حزمة إنقاذ مالي ثانية بقيمة 130 مليار يورو (165 مليار دولار)، واستكمال مشاركة القطاع الخاص في خفض الدين العام اليوناني.

وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي خلال الأيام القليلة الماضية أنه من المنتظر تقدم حزب سيريزا في الانتخابات الجديدة، لكن من دون حصد نسبة أصوات تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده. وتراجعت الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات أمس بعدما أغلقت منخفضة في الجلسات الثلاث الماضية، ويقول متعاملون إن المخاوف بشأن اليونان وإسبانيا تواصل الضغط على المعنويات. وفتح مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى مرتفعا 0.05 في المائة عند 993.32 نقطة، لكنه تحول سريعا للانخفاض. وبحلول الساعة 07.06 بتوقيت غرينتش تراجع المؤشر 0.2 في المائة إلى 991.09 نقطة.

وقال ايون مارك فالاهو، مدير الصندوق في «كلير إنفيست»: «التساؤلات ما زالت قائمة بشأن أوروبا.. لا أكون أي مراكز طويلة الأمد في السوق في الوقت الحالي.. ينطوي ذلك على خطورة كبيرة». وارتفع مؤشرا «داكس» الألماني و«فاينانشيال تايمز» البريطاني 0.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر «كاك 40» الفرنسي بالنسبة نفسها.

وارتفع مؤشر «ايبكس» الإسباني 0.2 في المائة، وكان قد انخفض بشدة في الأسابيع الأخيرة بسبب مخاوف بشأن بنوك البلاد على الرغم من تقرير في صحيفة «ألموندو» ذكر أن عملاء «بنكيا» سحبوا أكثر من مليار يورو من حساباتهم خلال الأسبوع المنصرم.