شركة «أسيك» تسعى لزيادة إنتاجها من الإسمنت بعد تطوير مصنعها بالجزائر

بدأت بإنشاء طاحونة خامات جديدة في مصنع زهانة تبلغ تكلفتها الاستثمارية 30 مليون دولار أميركي

تبلغ حصة شركة «أسيك للإسمنت» 35 في المائة من مصنع زهانة بالإضافة إلى حقوق الإدارة
TT

قالت شركة «أسيك للإسمنت» إنها انتهت من برنامج التطوير والتجديد بمصنع إسمنت زهانة الجزائري التابع لشركة «أسيك للإسمنت»، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه الشركة لبدء الإنتاج في مصنعها الجديد في صعيد مصر، بنهاية العام الحالي.

وتسعى مصر والجزائر إلى رفع معدلات إنتاج الإسمنت مع تزايد الاستهلاك في البلاد، والارتفاع المستمر في أسعاره في كلا البلدين، فتعتزم الحكومة الجزائرية رفع طاقة إنتاج مصانع الإسمنت مما يقارب 11.3 مليون طن سنويا إلى نحو 29 مليون طن بحلول عام 2020 وذلك بعد الارتفاع المفاجئ لأسعار الإسمنت إلى مستويات قياسية بسبب المضاربة، وأعلنت هيئة التنمية الصناعية المصرية في وقت سابق عن سعيها لطرح 12 رخصة لإنشاء مصانع إسمنت في البلاد، خاصة مع تزايد معدلات استهلاك الإسمنت في البلاد، ويصل إنتاج الإسمنت في مصر إلى 60 مليون طن، وفي حالة طرح الرخص الجديدة سيرتفع الإنتاج إلى 72 مليون طن.

وتعد «أسيك للإسمنت»، إحدى شركات مجموعة «أسيك» القابضة، وهي الذراع الاستثمارية التابعة لشركة «القلعة» في مجالات الإسمنت والهندسة والإنشاء. وتسعى «أسيك للإسمنت» إلى رفع إجمالي طاقتها الإنتاجية في المنطقة إلى 10 ملايين طن سنويا بحلول عام 2015.

وقال جورجيو بودو، الرئيس التنفيذي لشركة «أسيك»، إن شركته انتهت من أكبر برنامج تجديد وتطوير في تاريخ مصنع زهانة بالجزائر، حيث يساهم البرنامج في زيادة إنتاج الكلينكر والإسمنت بمعدل سنوي 20 في المائة حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع نحو 900 ألف طن سنويا من الكلينكر.

وتبلغ حصة شركة «أسيك للإسمنت» 35 في المائة من مصنع زهانة بالإضافة إلى حقوق الإدارة، وذلك بموجب مشاركة استراتيجية بين الشركة والحكومة الجزائرية.

وبدأت «أسيك للإسمنت» في إنشاء طاحونة خامات جديدة في مصنع زهانة، تبلغ تكلفتها الاستثمارية 30 مليون دولار أميركي، من أجل رفع الطاقة الإنتاجية إلى نحو 1.2 مليون طن سنويا من الكلينكر عند تشغيل الطاحونة الجديدة في عام 2014. كما بدأت الشركة الإجراءات اللازمة لتشغيل خط إنتاج جديد يعمل بطاقة 1.5 مليون طن سنويا على أن يكتمل بحلول عام 2015، ومن ثم تبلغ الطاقة الإجمالية للمصنع 2.7 مليون طن سنويا من الكلينكر و3 ملايين طن سنويا من الإسمنت.

وأوضح بودو أن الطاقة الإنتاجية لمصنع زهانة، الواقع غرب الجزائر على بعد 40 كيلومترا من مدينة وهران، لم تتجاوز 650 ألف طن إسمنت في عام 2008، قبل نقل إدارة المصنع إلى شركة «أسيك للإسمنت»، وأن التطورات التي شهدها مصنع زهانة خلال السنوات القليلة الماضية تكمن أهميتها في الحد من التأثير البيئي لعمليات المصنع، وتحسين أوضاع وظروف العمالة، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية وتعزيز الربحية. وعلى صعيد آخر، أكدت شركة «أسيك للإسمنت» اقتراب تشغيل المصنع الجديد للشركة العربية الوطنية للإسمنت بمحافظة المنيا في صعيد مصر، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 1.9 مليون طن سنويا. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجريبي للمصنع الجديد خلال الأشهر الأخيرة من عام 2012 والإنتاج الفعلي خلال الربع الأول من عام 2013.

وتبلغ حصة «أسيك للإسمنت» 45 في المائة من الشركة العربية الوطنية للإسمنت، مما يجعلها المساهم الرئيسي في المصنع الجديد، الذي تبلغ قيمة استثماراته 335 مليون دولار أميركي.

وقال مسؤول بالشركة لـ«الشرق الأوسط» إن كل الأعمال المدنية بالموقع اكتملت بنهاية عام 2011، ويجري حاليا استكمال الأعمال الميكانيكية والإنشاءات المعدنية قبل حلول الربع الثالث من العام الحالي، وذلك في ضوء خطط تسريع وتيرة التطوير التي قامت بوضعها الشركة العربية الوطنية بالتعاون مع شركة «أرسكو»، عقب أحداث العام الماضي، وما كان لها من تأثير على الجدول الزمني للمشروع.

وتابع بودو موضحا أن الشركة قامت بالتعاقد لتوصيل المشروع بشبكة الكهرباء، ويجري العمل حاليا على إنشاء خط كهرباء بطول 42 كلم، لتوصيل المصنع بمحطة كهرباء سمالوط. كما بدأت الشركة أعمال البنية التحتية بعد تأمين إمدادات المياه وتوصيلات الغاز الطبيعي اللازمة لتغذية المصنع الجديد.

ويعد مشروع الشركة العربية الوطنية للإسمنت واحدا من أضخم عمليات التمويل في مصر، حيث قامت الشركة بتوقيع قرض بقيمة 1.1 مليار جنيه (182 مليون دولار) في سبتمبر (أيلول) 2010 لتمويل إقامة المشروع، وتشمل اتفاقية القرض المشترك سبعة من أبرز البنوك المصرية والإقليمية، ويغطي القرض 52 في المائة من تكلفة المشروع، التي تبلغ 335 مليون دولار أميركي، على أن يتم تمويل النسبة المتبقية من خلال رأسمال الشركة العربية الوطنية للإسمنت.